الفصل الثانى
يقف أمام باب غرفة العمليات مشدوه العين جازع القلب، لا يصدق ان أخاه الأكبر يرقد بالداخل تحت ايدى الأطباء يصارع الموت بمفرده يفصله عنه باب واحد ولا يقدر على تحطميه والفرار به.
صفير بأذنيه لا يميز منه سوى تلك المهاتفه منذ قليل ، ليجيب بلهفه على رقم أخيه، يصمت ثوانى اختل بعدها توازنه بعدما اصبحت قدماه كالهلام لا تقوى على حمله بل لم يقوى هو على تحمل ذاك الخبر.
-الو ايوه يا طارق ايه الصوت ده؟ انت كويس؟
-حضرتك تعرف صاحب الرقم ده؟
-مين معايا؟ وطارق فين؟ وتليفون اخويا بيعمل معاك ايه؟
-معاك الأمين.... التليفون ده لاقيناه واقع فى العربية بعد ما أخوك اتصاب والظابط طلب نتواصل مع آخر رقم.
-ايمن بخوف يقطر من كلماته : هو طارق عمل حادثة؟ وهو كويس دلوقت؟
- ده تعرفوه من المستشفى بقا بس ما اظنش يعنى ده مضروب بالنار والاسعاف شالته وراسه مفتوحة على العموم هو فى مستشفى.....، سلام.
وضع يده على نصف وجهه يحركها بقلق مغمض العين متذكر كيف اتى بمساعدة رفقائه إلى هنا وسؤاله عنه فى الاستقبال ليخبروه انه بغرفة العمليات بحالة حرجه.
ابتلع تلك المرارة بحلقه وهو يتذكر مهاتفته لوالدته منذ قليل لم يكن يرغب بذلك خوفا عليها ولكن كل هذا كثيرا عليه لا يقوى على تحمله بمفرده.
صوت عال مبحوح سمع اسمه ..
"ايمن"
لينظر باتجاه صاحبته التى خرجت من أفكاره متجسده أمامه ترافقها زوجه أخيه وكلاهما يكسو وجهيهما الرعب، لتخرج تلك الشهقة الحبيسة بقفصه وهو يراها تفترب منه بجزع لتتوالى بعدها الشهقات مع انتفاضات جسده وتهدل أكتافه بعد سقوط اخر ذرة لثباته لدى رؤيته لوالدته تقف قبالته وقد بلغ الرعب بقلبها مبلغه عند رؤية صغيرها على تلك الهيئة، لتسأله بخوف وهى تمرر ناظريها عليه وعلى هيئته المفزعة لها أمسكت ساعده بيدها تسأله....
"اخوك فين؟ اخوك كويس؟"
ومع أول كلمة صدرت عنها لم يجبها سوى بدموع أغرفت وجهه لترتد خطوة الى الخلف بأعين متسعه تكاد تسقط بمكانها لتسندها ليلى من الخلف وأعينها لا تنزاح عن أخ زوجها تنتظر ان تسمع منه كيف هو زوجها.
ايمن بكلمات متقطعة اثر دموعه وشهقاته يشير لذاك الباب: مممش عارف ، قالولى فى العمليات حالة خطر مضروب بالنار.
الأم: وهى تنظر إلى الباب بعدم تصديق تردد كلماته وعقلها لا يستوعب بعد....
_ مضروب بالنار، ابنى؟!!
انفتح الباب بقوة وأحدى فريق التمريض تخرج مسرعة تنادى على أقرباء المصاب.
والدته بهلع: احنا يا بنتى أهله.
الممرضه لأيمن بعدما نظرت لهم بتقييم: اتفضل معايا نشوف زمرة الدم المصاب نزف دم كتيير جوه.
والدته: أنا امه نفس الفصيلة بتاعته مش هو.
الممرضه: السن يا أفندم ما ينفعش ياريت تتصرفوا محتاجين نقل دم بسرعه.
ليلى باستهجان وحده: المستشفى هنا مش متوافر فيها أكياس دم للطوارئ!
الممرضة: للأسف كمية محدودة جدا من فصيلته وفى حالته الأفضل فريش.
ليلى: للأسف أنا مش فصيلته.
ايمن: أنا فصيلتى o موجب بدى الكل.
اصدقاء ايمن الذين حضروا معه واستمعوا للحديث الدائر: احنا كمان ممكن تحللنا يا ست الممرضة.
الممرضة: كويس خالص ورايا بسرعه لو سمحتوا.
تكاد تتحرك حتى اوقفتها الأم وهى تمسك ذراعها تسألها كغريق: ابنى.
الممرضة وهى تربت على يدها برفق: أدعيله هو ده ال محتاجه منك يا حجه.
رحلت بهم بعدها، لتخرج صرخة موجوعه من تلك الأم هبطت بعدها دموع قلبها من عينيها حارقة لوجنتيها، تحيطها ليلى بذراعيها تسير بها مبتعده خطوات عن الباب لتجلسها على المقاعد بالمقابل لغرفه العمليات والاخرى تولول بحزن: ابنى يا ليلى ابن عمرى ياليلى بيروح منى.
وأين هى ليلى منها الآن ، مالت عليها بجسدها اخفضت راسها بصدر والدة زوجها تبكى بلا توقف وكيف لا وبالداخل يرقد وليفها وأب أبناءها يصارع للبقاء.
أنت تقرأ
أاحيتنى رصاصة من سلسلة لا تخافوا ولكن احذروا
Fantasyكذبة كبيرة عاش بداخلها اقتنع بها صدقها بكل جوارحه متناسيا ومتاغفلا عن اى شئ اخر لتاتيه صفعه من القدر ترى هل يفيق؟