البارت الرابع وعشرون

6K 203 25
                                    


رفعت لتين نظَرها والدموع تنهمر منها : طَول هالفترة ابوي حرمنا من اخوي الي مننا وفينا ؟
توسعت محاجـر ابو قسور من ترددت عليه كلماتها ، ماتوقع بإن الحقيقه رح توصل لـ لتين بجُـزء من الثانيه ، والغلط منه لإنه صارح هادف بالحقيقه بغرفه تفصـل لتين عنهم خطوتين فقط ، كان تيـّام يناظر ورجوله مُـتجمدة وثابته على الأرض ، ضايع تماماً يحس بعدم الإنتماء بوسطهُـم ، رفعت لتين نظَرها لـ تيـّام ونطقت بصوت هامس : يالله كَّم يـشبه ماما !
إبتسم ابو قسور بوسط دموعه وانحنى يحضُـنها : الحيـّاة ألم ومُـتعة ولكن دائماً الظروف تمنعنا وتحِدنا على الكذب والتخفي يابنتي !
لتين : ماكنت رح تعلمنا بالحقيقة لو الصدفة ماجمعتنا ؟
مسحّ ابو قسور دموعه واكتفى بالسكَـوت ،
لتين : وش افهم من هالصمت !
وقفت لتين ومسكت ذراع تيـّام بهدوء ، سحبته بإتجاهها وحضنته ، مسحت على شعره ونطقت : انا لتين ونت مين ؟
شد تيـّام قبضته بتوتر ونطق : تـ .. تيـّام
لتين : بتسكنون معنا ؟ تحت سقف واحد ؟
إبتسـم ابو قسور بخفة وهز رآسه بالنفي ،
لتين : شلوووون يايـبه شلووون !
ابو قسور : صعبـة يابنتي
ضحكت لتين بسُـخرية وسحبت هادف من ذراعه متوجهة للخارج ،
هادف : صلي على النبي !
لتين : ليـه ليـه يوم اُتـيحت له الفرصه في السكن معنا لكنه راااافض بإستقراره معنا ؟!
ثبتها هادف ونطق : اذكري الله طيب !
صَدت لتين تمسح دموعها وتستغفر : تعببببت مابي اجلس اكثر من كذا
رفع هادف نظَره لـ ابو قسور ، إبتسم ابو قسور و غمض عيـونه بمعنى " روح "
ركبـت لتين السياره وهي تحس بفجوة كبيرة عامة في جوفِها ، اخذ هادف نفس ومسِك خـطَ الرياض مُـباشرة ،
مُـستحيل يرجعها القـصر لأنها بتعاني من دوامة الحُـزن لوحدها ،
~ بعد ساعه ~
وقف هادف مُـقابل إحدى المنتجعات السياحية بالرياض : انزلي
لتين بإستغراب : وين جايبني ؟
هادف : لاتخـافين جبتك بمكان يخليكِ تغيرين جو شوي
أخـذت لتين نفس وعدلت طـرحتها ونزلت ، شابك هادف كفوفه بكفوفها وتوجـه للطابق العاشر ، أعلى طابق في البُـرج ، توسـعت محـاجرها بذهَـول من إنفتح بوابه المِصـعد وظَهر قدامها المسـاحه الضخمة والي يتوسطها مسبح كبير ، تقدمت وتمسكت بالأسوار واُسـرِت انظارها الإطلالة السـاحرة من اعلى طابق في بـرج المنتجع السياحي ، كانت ابراج الرياض تشعشع نوراً والسيارات وانوار الطـريق تضويّ بطريقه ساحـرية من بُـعد مسافه طويله ، إبتسمت واخذت نفس عميـق تُـجدد فيها روحـها عن كل ألـم اصابها ، إبتسم هادف بخفوت وهو يناظر بـ لتين من بعيد ، حـررت لتين شعرها وتركته يتطَاير مع الهواء العليل والنسائـم الي تهُـب ، تقدم هادف بإتجاهها وتمسك بذراعها بهدوء ولفَها مُـقابله ، كانت عيناهَا تنذرِف بالدمـوع وكأنها طفله ، حسّ وكإنه شيء حـاد يخترق قلبـه ، سحبها بهدوء من خصرها وقربها لـ حُضنه ، لمست يداه المُـمتلئة بالعروق وازاح شعرها عن وجنتيها بـرِقة ، تسارعت نبضات فؤادها وهي تحس بحنانه ودفئ حُـضنه ، كان الهادف يحس بالأمان والحُـب والضعف الي بـ لتين ، تطمنت لتين بداخل احضان هادف وتوقفت عيناهّا عن ذرف الدموع ، شَد هادف على حُـضنها ونطق : فُـكي قيودك من ذكرى مضت ، استجمعي كل ما في الروحّ من جِـلد وقاومي الأحزان والدمعات والأرق ، ولا تخوضي بحّـور الحُـزن شاعرةً ف كل من خاض في الأحزان غرِق وساءت حالته ، ابوس عيونك لاتهلكينها بالدموع ، حررررام والله حرام هالعيون الحلوة تنهلِك بسبب مُـر الحياة ، انا مُـستعد احارب الحيّاة وظروفها بس لأجل إبعاد عينك وروحك عن البكي والهلآاك
همست لتين : بس إنت مارح تفهمني إلا اذا مَريت بنفس شعوري !
هادف : بس إنتِ عائلتي ! مايُـصيبك يُـصيبني ، عيناكِ مثل الليلة الماطرة ، مراكبي غارقة فيهما
غمضت لتين عيونها وهي تسمع كلماته العطوفة ، سرُحـت وبدأت في التفكير ولكن قاطع تفكيرها قُـبلة هادف الحنونة ، فتحت عيونها وزادت تسائُلات ، هي قبله حُب ؟ ولا حيـَاة ! قُـبلته دآوت فؤادها ودآوت روحها ،
يشدها له كلما ابعدت عنه لتين ويقبـِل ندبات جروحها ويعزف لها الموسيقى من اوتار شريانه ، كانت ليلة حـزينة ولكن الحنان والأمان الي قدمه الهادف لـ لتين كان قادر بإنه يشافيّ حُـزنها العميق ،

وكيفَ أمحوكِ مِنْ أوراقِ ذاكرتي .. وأنتِ في القلبِ مثلَ النقشِ في الحجرِ . حيث تعيش القصص. اكتشف الآن