البارت الثامن وعشرون

8K 198 8
                                    

-
تنطُـق بصوتِ حـاد وراجـف وهي مُـشتعِـلة ومُـحترِقة وكانت كلِماتها تتطّـاير رمـادُها على اُذنيـن الهادف قاطعها هادف من نطق : تقصدين الصور إلي كانت مع مارثي الشقراء إلي كنت متصوِر معها فـوق العُـشب والآت الموسيقى بأحـضاننا ؟!
لتين : حتى إسمـها حـافظه !!
أدارت لتين ظَـهرها بحُـزنِها واحترقت بين ثائرة النيران وبين صَـدع فؤادِها من الكلمات المُـتزاحِـمة به ، قرب هادف منها وشّـد على ذراعها : والله ماتنامـين ونتي شايلة بخـاطركِ علي ، حـلفتِك بالله تسمعينيّ !
ما كان على لتين سِـوى لفظّ أنفاسها الحـارة والإكتفاء بالسكوت ،

رفعت الدكتورة لمـى نظّـرها لـ همّام ونطقت : ياهلا بالمُـمرض همّام شخـبارك ؟
همّام : والله بخـير ، بشرينيّ يادكتورة وش نتيجـة فحوصاتك على ليان ؟
الدكتورة لمى : عفواً ؟ لك معرفة بـ ليان بنت تُـميم ؟
ليان : المُـمرض همّام زوجي
توسعت محاجر الدكتورة لمى بصدمة : ماشاءالله ! والله مادريت إنه زوجـك
إبتسم همّام بخـفوت ونطق : نرجـع لـ موضوعنا ، وش نتيجـة الفحوصات ؟
الدكتورة لمى : والله يامُـمرضيّ العزيز ، الفحـوصات تبشِر بالخير ، زوجـتك حامل ..
عقدت ليان حواجـبها من ياء التمُـلك إلي حطته الدكتورة في مُـناداتها لـ همّام ، غمَـض همّام عيونه لـ ثواني وإلتفت لـ ليان : حـ .. حامل ؟
ليان : كيف من صُـداع وإحـتقان انف وإمـساك صار حمِـل ؟
ضحـكت الدكتورة لمى بخفة : حبيبتي هذي اعـراض الحمِـل
ليان : لحـظة لحـظة وقِـف تصوير ! انا ؟ حامل ؟
إبتسمت الدكتورة لمى وأردفت : الله يبارك لكم وينبته نباتاً حـسناً ،
إبتسم همّام إبتسـامة عريضـة وسحـب ليان معه : يلا يدكتورة الله يسعدك
همّام : انتظريني اوقـِع خروج واجيـكِ ،

هادف : وعـز جلال الله إني ما قد استرقيّـت النظَـر وتعمَـقت بـ انثى غيرك ، ومن بين كل نسـاء العالم ما انجذبت ولا أخـترت غيرك ، وعلى الرغُـم من إني شُـفت بنات بجمـيع الأشكال والأنـواع إلا إني مامِـلت إلا لكِ إنتي الي هوتها فؤاديّ وروحي وهالـشقراء كان بينا عمَـل فقط ، لايروح بالك بعيد ابداً لأني لو فعلاً كنت اناظِـرها بـ نيّة شينة كان لقيتيني جالس قريب منها و بشكل مُـلاحظ ، لكني كنت مُـتكئ على الشجر وهي مُـقابلي ، بينا مسافة وتفصُـلنا الآت الموسيقية المتوسِـدة بالمُـنتصف ،
لتين : بسـ .. قاطعها هادف بـ مَـد ذراعيه وقربها له ، إحـضتنها لـ صدره وبدء يمسح على رأسها ، كان يحِـس بحرارة جسدِها : والله إني ما اشوف غير عيونك ومابشوف غيرهُـم بحـاضّري وبمُـستقبلي وجعل ربي يسخـط فيني ويوديني للهلاك إن مآل القلب لـ غيرك ، عيونك كل حكاياتي وامآلي بهالدُنيا ومُـستحيل اناظِـر بغيرك ، اقسم لك بخالقنا إنك الوجـهة الأولى والأخـيرة ومحد قبلك ولا بعدك !
مآل براسه يبوس خـدّها المُـحمـر آثر غضب نيران الغيرة الي تمَلكها : يااغلى ماعنديَ مين الي يساويكِ ؟ يازهرة ايامي ، حياتي حـلالك ، اصّـد عن غيرك وأنت ألبيك
إتسعت إبتسامتها وألقت نفسها على صدرِه هاربة من صُـهران الغيرة ،زفرت براحة و غمَـضت عيونها وهي تسمـع دقات فـؤاده بينما هو يُـخلخِـل انامله بشعرها والإبتسامة متوسدة بشفتيه ، همس بين نفسه : ياويلي ويلآه ! ياجعلني ابوس منطّـوقها وهي تنطُـق هالكُم الهائل من الكلمات وبـ دُفعة وحدة !!

وكيفَ أمحوكِ مِنْ أوراقِ ذاكرتي .. وأنتِ في القلبِ مثلَ النقشِ في الحجرِ . حيث تعيش القصص. اكتشف الآن