البارت التاسع وعشرون

9.2K 193 25
                                    

-
~ بعد دقائق ~
أنهت ليان شاهـيها ولفّت على همّام : إلي يشوفنا بيقول إننا ماسكين خطّ سفر ، وين رايحين ؟
همّام : مكان ماله بداية ولا نهاية ،
سحب همّام الجلنط بمكان معزول تماماً عن اي بشريّ او ضوء ،
ليان : ناويَ تجرِم فيني ؟
ضحِـك همّام بسُـخرية وسحب قبضة الباب : اطلعي
خرجت ليان وهي تمشي بصعوبة بسبب الكعب بوسطّ الرِمـال : همّام بموت وين جايبني إنت !
إلتفت همّام لها ونزل نظّـره لـ طريقة مشيها الغير مُـعتدِلة : وراكِ تمشين كذا ؟
أشرت له ليان على كعبها : شـوفة عيّـنك استاذ همّام !
وقف وتقدمّ بناحيتها ، شهقت من حَـملها بيدينه : يمجنون !
همّام : لاتصارخين وتفقعين طّـبلتي ، هذاني رفعتك بين يديني عشان ماتجلسين تتحـلطّمين لي !
تشبّتت ليان بـ تيشرته بخـوف : ياويلك لو إخـتل توازُنك وطيحتني !
نزلها همّام على النُـقطة إلي حددها ، بعيد عن سيارته بـ مسافة بسيطّة : نزلتك هالمرة عشان الجنين ، إن خاطَـرت فيكِ مُـستحيل اخـاطِر بـ إلي ببطنك !
عدلت ليان عبايتها وزفرت براحة ،
إنحنى همّام يجـلِس بوسط التُـربة : اجـلسي
ليان بـ إشـمـئزاز : صـاحي إنت ، تبيني اجـلس بوسط التُـربة ؟
شّـد همّام على ذراعها ونطق بحِدة : قلتلك اجلسي !
زفرت ليان بقرف وجِـلست بسبب جّـدية نبرته ،
همّام : الجٌّـو زان ،
ليان بحِـدة : مالقيت إلا هالمكان ؟ ضـاقت الأماكن يعني!
زفر همّام بغضّب : خـلاص ياليان كفاية عتبّ !
نـاظّـرته ليان بخوف وذهّـول ، لأول مـرة تشوفه بالحِـدة ، سكّـتت لـ بِضع ثواني وهي تناظـر بـ أعيُـنه إلي كانت في الجـهة اليُـسرى ، لأول مَـرة يتأمـل الخـلا وزوجـته ليان مُـقابلته ، بلعت ريقها بهدوء ونطقت : فيك شيء ؟ ذي
هز رأسه بالنفي و مَـسح وجهه وشنبه : مافيني شيء بس ضايّق خلقي
رفعت ليان كفوفها على وجنتيه : فيه احـد يضيّـق خِـلقه بدون سبب ؟
همّام : لاتسأليني عن شيء ، اترُكيني بين احـضانك بوسط هالنسائِم
مـآل براسه وتمّـدد على فـخّـذ ليان بهدوء ، نزلت ليان بأصابعها وبدأت تخـلخِـل أصابِعها على شـعره بهدوء ،
غمَـض همّام عيونه لـ ثواني وهو يستشعِـر كل شيء حـوله ،
ليان بصوت شِبه هامـس : ارتـاح بالسيارة ولا بالبيت ، احـسن من إنك تتمّـدد بوسط هالتُـربة
هز همّام راسه بالنفي : مابقى شيء على الفجُـر ، بنمشي
مع طلوع الشمَـس

~ بداية شـروق شّمـس فجـرِ اليوم التاليّ ~
فـتـحّ هادف عيونه بإنزعـاج من صوت المُـنبِه إلي تكرر عليه لأكثر من مرة ، نزل نظّـره لـ وجه لتين المدفـون بـ صدرِه ، أبعد بهدوء وسحـب منه اللِحـاف ، فتحت عيونها ونطقت بصوت هامِـس : الساعة كم ؟
هادف : سبعة الفجُـر ، بقوم اخُـذلي دش وإن انهيت كل أمـوري بصحيكِ للصـلاة ، لاتشيلين همّ
توجـه لـ دورة المياه وسكّـر الباب على مَهل ، لفّ قبضة صنبّـور الماء غمض عيونه وترك المياه تنهمِـر على وجهه وجـسـدِه بهدوء ، مَـسحّ وجهه بعد ما إنتهى من الدُش إلي استمَـر لـ فترة شِبه طّـويلة ، خـرجّ والمِـنشفة مُـحاوطة خـاصِـرته ، عـقد حـواجـبـه بإستغرابّ مِن بدء يسمع بـ رنينّ الجَـرس ، توجـه بإتجاه الباب الأسـاسي للجناح وفتحّ الباب بهدوء والمِـنشفة محاوطة خـصرِه وشعره مُـتبلِل ، وقف بإستغراب : نواهِـل ؟
سكَّـنت ملامح نواهِـل وهي تشوف الهادف بهالشكل : نبي لتين
أسندّ هادف نِـصف جسدِه على الباب ونطق : وش مُـصحـيك هالحِـزة ؟ ووش تبين فيها
سِكتت لـ ثوانيّ وشابكَّت اصابعها بهدوء : مٌـسوين فطّـور انا وميثاء ونبيها تقلِـط معنا ،
هادف : لتين تعبانة ونـايمـة حاليًا ، بالعافية
نواهِـل : غريبّة ، البارحـة كانت زي الأسـد صلاتي عالنبي شفيها الحين ؟
ثُبِتت أنظَـاره على نواهِـل وهو يحِـس بإن بدأت اعـصابه تِتلّف : وش الغريبّ بالموضوع ؟ من الله ،
رفع كَّفه لجل يقفل الباب ، لكن إستوقفه إمتدّاد ذِراع نواهِـل للباب : ماصِـحيت للصّـلاة ؟!
سكَّت هادف لـ بِضع ثوانيّ ونطق : صّـلت ونامت ،
نواهِـل : بسـ .. قاطعها هادف من نطق : ماخلصتيّ ؟ بِردت تراي ، بروح البس !
زفـرت نواهِـل بـ قـهّـر ولفَت جسـدِها ، عطّـته ظَـهرها ونزلت متوجـهة للأسفل بدون ماتنطُـق بحرف ، دخـلت للمطّـبخ ، جِـلست على الكُـرسي بمُـقابل ميثاء والفطّور
المـتوسِـد على الطاولة ،
كانت ميثاء مُـشغلة اغنية
" ياعـروسة ، احـلامي يا أمـيرة هالحلوين " وتردِد وراه ، تنهدت من دخلت عليها نواهِـل : نبي اعـراس ياخي ، هالأُغـنية خلتني اتمنى يصير فيه عِـرس قريب
ناظرتها نواهِـل بـ نُـص عين : نشغله بـ زواجـك إن شاء الله ، وبعدين وش جّـوك تسمعين لـ إليسا بعز الفجر ؟
ميثاء : اتركيني افطُـر واهوجس ، فيني جـفاف عاطّفي
نواهِـل : محـد بيعبيّ هالجـفاف غير الراجل يلي تقدمّ لكِ ، عشان كذا وافقي عليه
ميثاء بعبوس : خلي الخِـلق للخـالق !
تنحّـت نواهِـل وغِـرقت بعالم بعيد تماماً عن الأشياء إلي حولها ، إستعادت تركيزها من هَـزت ميثاء ذِراعها : شبلاكِ إنتي ؟
حكَّت نواهِـل جبينها ونطقت : شتبين ؟
ميثاء : ماقلتيلي وينها لتين ؟
نواهِـل : يقٌلي تعبانة !
ميثاء : بسم الله عليها ، شفيها وش جـاها فجاءة ؟
نواهِـل : شاكَّة بـ شيء ..
ميثاء : وشو ؟
رفعت نواهِـل إبهامَها وسبّابتها وثبتته على ذِقنها : لقيت هـادف مُـستحِـم بـ عز الفجر ، ولتين تعبت بشكل مُـفاجئ ، وش السر ؟
ميثاء : شقصدك للحين مافهَمت
ناظّـرتها نواهِـل بـ طرف عين وسكَّتت لـ ثواني : يعني جـهزيّ نفسك
ميلّت ميثاء رأسها بـ تساوؤل : على ؟
نواهِـل : الله يسعدك ، واضح وقـع الوصِـ .. قاطع كلامها شهقتها وهز رأسها بالنفي مراراً وتكراراً ، سحـبت المويا من غصّـت بـ اللُـقمة : انطمّي الله يخـليـكِ ، إنتي بالذات لاعـاد تنطُـقين بـ حـرف ،
تعالتّ اصوات ضحِـك نواهِـل ومَـسحت على ظهرها : صحـة حبيبي صحـة ،
رفعت ميثاء شعرها المُـتناثر على وجنتيها وكمّـلت فطّـورها ،
نواهِـل : امانه كيف فاتحها بالموضوع ؟ تتوقعين قالها ارقديّ لاتعلنتس الملائكة ولا قلها تعالي يبيـ ..قاطعتها ميثاء من تحولت مَـلامحها للون الأحـمّر من جراءة نواهِـل : ترا والله بلعنك ! اهجُـدي خـلاص وخـلِ عندك حياء شوي ، مو كل شيء ينمزِح فيه

وكيفَ أمحوكِ مِنْ أوراقِ ذاكرتي .. وأنتِ في القلبِ مثلَ النقشِ في الحجرِ . حيث تعيش القصص. اكتشف الآن