الفصل الاول:لما تركتني

42 14 1
                                    

اسمعت يوما بمقولة انت ما تاكله حسنا هناك عبارة اخرى تصفها اكثر فهي ما تقراه هذا ما اكتشفته عندما دخلت الى عالمها السري حيث كانت الكتب رفيقتها و مؤنستها التي اعطتها ما حرمها منه هذا الواقع الذي يفتخر الكثيرون بمسايرته ،ان كنت طفلا فلك الحق في عالمك الخيالي لكن ما إن تكبر حتى ترغم على اغلاقه و الدخول في عالمهم عالم الواقع ،فليكن أفضل أن اظل طفلة على مواكبة جنونهم الذي يسمونه النضج ...هم لا يفهمونه حقا و يفسرونه على هواهم ليكن ذلك و انا ساظل متمسكة بما اومن به.

ادرك الان سبب كونها مختلفة مفعمة بالحيوية لكني لا انكر تلك اللمعة في عينيها الزرقاوتين و كأنها تعكس امواج البحر الغاضبة و اعاصير لا اعلم سببها اهي حزن دفين ام اني ابالغ في التفكير
لماذا وجدت فيها نفسي انا حتى لا اعلم لكنها كانت وسيلتي للخروج من ذاك الظلام الذي قيدني سنوات عدة و انا حسبته مجرد شيء بسيط و ان كل من حولي يرونه ،لا اريد العود اليه ليس بعد ان تحررت أخيرا ،لكنني خاءفة ،الان انا وحدي .اريد معاتبتك أين انتي لما تركتني كلما حاولت اكثر بدات افقد ما كنت اعيش لاجله. مجرد اسابيع تلت تلك الحادثة ما زلت لا اغادر غرفتي
"،اعلم ستسوء حالتي لا حاجة لقول ذلك ,الم تفكروا أنه ربما اريد ذلك اريد أن اتعذب و اعاقب لما، ربما لشعوري بالندم ،بالذنب و لو قليلا كيف لا و قد عجزت عن مساعدتها و فهمها حين كانت بامس الحاجة لي ،اختي التي لم تلدها امي طلبت مني المساعدة لكني لم افهم ،لقد كنت انانية"
هذا ما كان يجول في خاطري حتى سمعت دقات على الباب لم يدهشني ذلك بل الصوت الذي تلاه ,كان مالوفا ،
"فرح، افتحي الباب اريد أن نتحدث"
لقد كان هو،هنري!!؟
عاود الصوت و الدقات اصبحت أقوى ام أنه قلبي
"افتحي الباب و الا ساحطمه ،انا لا امزح "
قالها لافيق من شرودي و أصدق بانني لست احلم مهلا متى عاد الم يكن خارج البلاد هل اتى بسبب خبر وفاة روز
توجهت نحو الباب لافتحه ،لا اعلم لكني اشتقت له هو الوحيد الذي يستطيع فهم ما أشعر به
"حمدا لله ،لقد ضننت انني سالجا للطريقة الصعبة...هه ما بالك لما تنظرين لي هكذا ؟"
"ما الذي تفعله هنا؟"كان هذا جوابي باختصار
"ما قصدك،لقد اتيت بعدما سمعت الخبر و زدت قلقا بعد سماع ما كانت ردة فعلك حينها...ظننت انكي ستبحثين عن خيط يوصلك للحقيقة.."
اية حقيقة ،تقصد انها تركتني لاواجه هذا العالم وحدي ،هذا ما كنت افكر به لكنني اكتفيت بالنظر اليه مستغربة
"ماذا؟انت لا تصدقين فعلا انها قامت بذلك ،ليس هذا ما توقعته انتي تعريفنها افضل منا جميعا،اظن.."

"تظن ماذا؟؟ما الذي قد تظنه بربك ،ليس و كأنها جريمة جعلها القاتل تحفة لكي يبدو موتها انتحارا،تقبل الواقع كما افعل لن يتغير شيء و ان عرفنا السبب اوحتى ما حصل"قلتها و الغضب يعتريني حتى كدت اغلق الباب على وجهه كي انفرد بنفسي
تفاجات به يمسك الباب و عينيه تبدوان خاءبتين اكثر منهما حزينتين.
"ما الذي تقولين ،اتسمعين ما تقولينه هل اقنعتي نفسك بهذا الهراء كحجة ،سحقا اغيب قليلا فتنقلب الاوضاع"
"ما الذي توقعته حفلة لعودتك سالما ،حسنا ليس كل ما تتمناه سيحدث،لا تسير الرياح بما تشتهيه السفن...لذا ارجو المعذرة على تخييب امالك لكني اريد أن انفرد بنفسي قليلا"قلتها و قد استنفذت كل ما بقي لي من جهد
تفاجات به يضمني الى صدره ،لكن سرعان ما تحول التفاجؤ الى بكاء ،
"لم اعد قادرة على التحمل ،اريد ان تنتهي معاناتي ،لم بعد ان كونت صداقة حقيقية تذهب مني بسهولة "
كانت ردة فعله أنه زاد من قوة عناقه لي
"ربما انتي محقة توقعت ان اعود و القاكم كلكم سعداء برؤيتي ربما لن يبدو ذلك على ملامح كين و لكن اعلم أنه سيفتقدني ...حينها ستدعونا روز الى مطعم نحتفل به لتجمعنا مجددا ،تبدأ ميلين بالثرثرة بينما انا و كين نتشاجر على قطع اللحم،و انتما تضحكان و تسخران من تصرفاتنا الطفولية و يعلو صياحنا حتى ينزعج صاحب المطعم و يطردنا فتغضب ميلين منا و توبخنا رغم ان ثرثرتها قد تكون ايضا سببا في طردنا ،نعم كانت تخيلات وردية اردتها لكنني واثق انني لست الوحيد ،صحيح؟" توقف و هو ينظر الي باستغراب
لقد كنت أضحك نعم بعد بكاءي اصبحت أضحك ربما لأنه ينجح داءما في جعلي كذلك رغما عنى او انني انا ايضا اردت ذلك فاضحك على بلاهتي
"لقد كانت في انتظار ذلك"
اردفت قاءلة بصوت مبحوح قليلا بسبب تقلباتي المزاجية"تلك اللحظات التي تخيلتها ،كنا جميعا بانتظارها لكنها لم و لن تاتي،اليس هذا مؤسفا.."اختنقت و لم اعد أستطيع الكلام
افلتني و توجهت الى سريري استلقيت و جلس بقربي
حل صمت رهيب لا اعلم و لكن كان هنري شاردا ينظر الى الامام اما انا فكنت مركزة على افكاري حتى قطعها قاءلا
"هل تشتاق الينا...؟"
نظرت بعدم فهم فاكمل مبتسما ابتسامة مضمرة
"اتضنين أنه كان لها سبب مقنع لما فعلته،الم ترغب بتلك اللحظات بشدة ،لما اذا قد تقترف جرما كهذا في حقها و الاسوء في حقنا نحن"
"لا اعلم ،لم تسنح لي الفرصة لسؤالها ،مع ذلك لا شيء سيغير ما حدث"
"بالضبط "قالها بجدية ثم نظر نحوي و فجأة وقف
"انتي قلتها لن يغير شيء ماحدث ،اذن لما انتي تتصرفين هكذا ،انعزالك لن يؤثر بشيء قد مضى"
نظرت اليه متعجبة حتى رأيت ملامحه قد تغيرت
"ماذا ،إلام تنظرين قفي و أرتدي ملابسك ،لنخرج لا شك ان اشعة الشمس لم تلمس بشرتك منذ مدة "
ثم اردف محركا سبابته نافيا"لن أقبل الرفض لذا اسرعي قبل أن اقرر اختطافك"
لقد تفاجات هو لا يكف أبدا عن مفاجاتي بحركاته الغريبة انها شخصيته التي انجذبت إليها دوما لكنني لست في حالة جيدة لاقابل العالم الذي حرمني من سعادتي
لا شك أنه ادرك ذلك لهذا و ما إن رمشت حتى رأيت نفسي ارتفع من على السرير
" م...ما الذي تفعله!"قلتها بشيء من الانزعاج الذي يمزجه التفاجؤ
" لقد كنت جادا في تهديدي ،لكنني لطيف لذا لديك مهلة خمس دقاءق لتجهزي نفسك و ليس و كانك مثل النساء الاخريات اللواتي يحتجن دهرا لذلك تحركي و الا ما عليك الا لوم نفسك" قالها و قد وضعني على السرير و خرج من الغرفة مغلقا الباب بعد ان نظر الي بطرف عينه
"سحقا لم يترك لي اي خيار"قلتها بصوت هامس متوجهة الى خزانة ملابسي ،فانا اعلم هنري جيدا و هو لن يتوانى عن ارتكاب الحماقات التي تفاجئني كل يوم
يبدو أنه ليس لدي خيار سوى مواكبة جنونه، لعله محق ،ارجو ذلك...

مذكرة الموتىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن