مذكرة الموتى

الفصل العشرون :العودة للمسار

..و كم اخاف السفر لعينيك يا سيدتي...
فنصف الطريق شوق...و نصف الطريق انتحار...و لانني اعشقهما يا سيدتي ...
كان السفر لعينيك اختياري..

E quanto temo di viaggiare ai vostri occhi, signora...
Metà strada è desiderio... e metà strada è suicidio... e poiché li adoro, mia signora...
Viaggiare per i tuoi occhi era facoltativo...

الحاضر..

توجهت فرح مباشرة لمنزلها ،ارتمت على فراشها تفرغ كل ذلك الضغط الذي مرت به.المكان هادئ بما ان والديها ليسا هنا ،فقط هي و الصمت.
استدارت تنظر للسقف باعين ناعسة ،ترفض النوم بسبب تلك الكوابيس المزعجة.
يتمنى المرء ان يكتشف دواء لالم القلوب ،فهي الوحيدة التي تقتلك من الداخل و لا تتوقف حتى تاخذ حياتك و لو بقيت تتنفس.

"مضحك ظن الناس ان الشخص يموت حين يتوقف نفسه...الانسان لا يموت مرة فقط و ليس بنهاية واحدة ،الاختلاف فقط في طريقة اظهار الموت للاعين الاخرى" همست لنفسها تذكرها من الان انها فقدت آخر حبل نجاة ،تامرها ان تستكين و تمنحها الراحة للابد.

ابتعدت عن فراشها تفتح درج مكتبها لتخرج علبة الموسيقى الصغيرة.

عندما تنهي انت الكلمات
سأكون هنا
ربما لك
تحتاج لاثنتين فقط
سأكون هنا
عندما تتعلم البقاء على قيد الحياة
تقبل المستحيل
لا أحد يصدق ذلك
أنا نعم
أنا لا أعرف!
ما هو مصيرك
لكن اذا كنت تريد
إذا كنت تريدني
أنا هنا
لا أحد يسمعك
لكن أنا نعم
عندما أنت لا تعلم اين تذهب
أنا هنا
تهرب بعيدا
او ترفع الحواجز
أنا هنا
عندما تصبح غير مرئي
و اسوء من ان تكون غير حي
لا أحد يراك
أنا نعم...

تلك الأغنية التي تعلمتها من والدتها ،كلما زارها النعاس كانت تهويدتها المفضلة ،الان تفهمها اكثر من اي وقت مضى.

"لا أصدق اني نسيت باقي الكلمات" كلماتها خرجت مختنقة بالاسى ،الالم و شيء لم ترد تجربته مجددا...الضياع.

اعادت صندوق الموسيقى لمكانه ،فتحت النافذة ليلامس الهواء البارد بشرتها الناعمة ،اخذت نفسا عميقا لتنتبه لسيارة والدها.

"آه كان الجو باردا ،لم أتوقع ذلك!" تحدث كروفال الذي بدى ان الجو البارد لم يكن في حساباته.

"قلت لك ان ترتدي معطفا ثقيلا لكنك تستهين" اجابته ميرا بمعاتبة.

"اوه صغيرتي ،جيد انك مستيقظة" اردفت بعد أن انتبهت لفرح
"انتما من اتيتما باكرا ،ظننت انكما ستحتفلان في المطعم ؟"سالت فرح باستغراب.

"كنا،الا ان غيرت والدتك الخطة" اجابها السيد كروفال،ثم وجه انظاره لميرا التي ابتسمت لفرح.