الفصل الخامس: الوداع الاخير

18 11 0
                                    


بعد الوعد الذي قطعته على والدتي ،اصبح الخيار الوحيد المتاح لي هو التغلب على الخوف ظاهريا.

"خطتي ببساطة اقناع والداي أنه ليس بي اي خطب و ذلك سيكون باقناع الطبيب أولا.."افصحت عن خطتي لهنري و ميلين و التي كانت خياري الوحيد كي ابتعد عن المآزر البيضاء و طمانة والداي
"ربما تنجحين لكن ضعي احتمالا ان الطبيب قد يكون محبا للمال،فيجعلكي تتوهمين انت بالمرض ،انهم خطيرون فهم يعرفون كيف يتلاعبون بنفوس البشر " تحدثت بطريقة تحذيرية و مخيفة ليقاطعها هنري باقتضاب

"احسنتي ،لقد جعلتيها تخاف اكثر الان.."
كان محقا

"ماذا، أقول الحقيقة او ما سمعته على الأقل.."دافعت ميلين عن وجهة نظرها ليعترض هنري باستغراب يرفقه بعض من ملامح السخرية

"من اخبرك هذا الهراء ؟..فرح انصتي ما قالته ميلين خاطئ قد ينطبق فقط على المحتالين و والداكي ليسا غبيين ليخاطرا بكي ،ان الطبيب النفسي الذي لم تحدثك عنه المهرجة قد درس حياته كلها من اجل مساعدة الاشخاص الذين مروا بالازمات و هو اكثر من يفهمهم لذا سيسعى لمساعدتك و قد تشعرين حتى بالراحة معه ،صدقيني " كان يبدو واثقا من كلامه و هذا اشعرني ببعض من الراحة حتى نطقت ميلين مجددا
"ههه..انت المهرج هنا سيد هنري مالكيز ،ما الحديث الفارغ الذي تقوله ،لن يفهم احد معاناتك ان لم يجربها و لو تخرج من ارقى الجامعات للعلاج النفسي،و ايضا فضح اسرارك لشخص غريب مخاطرة قد يستعملها ضدك .."

"انت ونظريات المؤامرة ،كيف تعرفين ذلك هل جربته؟"

"كلا و انت لم تفعل رغم انك كنت بحاجة لذلك لما ها؟؟"

"الوضع مختلف انه من أجل والديها.."
"اذا تعاونا يمكن اقناعهما بالعدول عن رايهما.."

"كفي عن ذلك تعلمين ان هذا غير ممكن لقد وعدتهما.."

"سنحاول.."

و استمرار ذلك الجدال لم ينجح الا في اخافتي اكثر ،خرجت من غرفة هنري لاني لا أستطيع سماع المزيد و لا ادرك من المحق من المخطئ

استدرت لاتجه نحو المطبخ البسيط ذو الذوق الايطالي الكلاسيكي الذي يبعث على الراحة ،يذكرني قليلا بمنزلنا القديم في الريف

حيث المزيج بين اللون الأبيض و البني ،طاولة صغيرة في الوسط،و اواني تقليدية ،اشتاق لتلك الايام حقا

صادفتني رائحة مافيولي السيدة مالكيز الذي تتفنن في صنعه و يا لها من رائحة لم يكن الطبق الوحيد الذي شد انتباهي فهناك دجاج البارميجيانا و شوربة المينيستروزي الشهية

"امم...الرائحة لا تقاوم ،هل هناك ضيوف سيدة مالكيز" قلتها باستغراب من تحضيرها كل هذه الاكلات فحتى لو كانت من اجلنا فهي كثيرة... والامر مبالغ فيه حينها

"نعم كذلك...اليوم سياتي ضيوف مميزون...والدا كين و زوجة والده،جدة ميلين و قريبها ووالديكي فرح"

مذكرة الموتىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن