رغم وصولي الآن أرى نهاية الأشياء قبل بدايتها...
الثامن من ديسمبر ، عند السكة الحديدية والساعة تشير إلى الواحدة إلا ربعا .
ستون شخصا قد مر إلى الآن ولكن دوري لم يأتي بعد ، تمر الدقائق ثقيلة ويصعب علي الإنتظار ، لم تحل الساعة الواحدة ولكن أطرافي ترتجف بمجرد تخيل الأحداث .
علا صوت المكبر في قاعة الإنتظار محدّثا : سيد ألفرديت! فليأتي إلى مكتب الأمن حالا .
ربما نسيت اسمي او ربما تناسيته من شدة الخوف حينها ، مكتب الأمن في سانتا لوريس لا يرحم أحدا وأظن أن دوري اليوم هنا .
بخطى مسرعة شققت طريقي في الممر ، "عذرا ، عذرا اسمح لي بالمرور ..." وسير من الغمغمات يتبعني أينما حللت بينهم .
دفعت الباب على مهل و قبل أن ألقي التحية ، سحبتني يد من الخلف بشدة : سيد ألفرديت ؟
طالعته بنظرة شك مريبة : نعم ، من معي ؟
- لدي مهمة مستعجلة لك .
- لدي موعد مع مكتب الأمن الآن ، سوف نتناقش في الأمر بعد خروجي من هنا ، السيد ...؟
- توهامي .
- سررت بلقائك .
- بعد دخولك إلى هنا لن تخرج أبدا .
إستدرت نحو الخلف ببطء وأنا أعيد مسمع الكلمات على أذني : مالذي قلته؟
أخرج بطاقة زرقاء من جيب سرواله ومن ثم وجهها ناحية وجهي قائلا : أنا أعمل عضوا في تحقيقات الأمن هنا ، والمجموعة السابعة على وشك إعتقالك بسبب إختراقك لإحدى شروط التوثيق سيدي .
- عن أي خرق تتحدث ؟ لقد وصلت إلى هنا في الصباح فحسب .
- لدينا فروع في كل أرجاء المدينة سيدي ، إن لم تكن تريد أن يتم إعتقالك فعليك الخروج من هنا حالا .
حينها فتح باب مكتب الأمن وخرج منه رجل كبير طاعن في السن وهو يجر عكازه على الأرض صارخا : اه منك يا لوردي سوف تكون سببا في مقتلي .إبتعدت عن الطريق كي أسمح له بالمرور ،وعندما إستدرت ناحية الشرطي وجدته مبتعدا عند نهاية الممر فقمت باللحاق به بسرعة .
وبينما أنا أمضي وسط الحشد المزدحم إذا بي اصطدم بفتاة صغيرة لم تبلغ العشر سنوات بعد .
- عذرا أيتها الصغيرة لقد كان خطئي !
رفعت عيني ناحيتها كي أعطيها دميتها المحشوة التي قد سقطت على الأرض ، فلمحت شيئا قد دب الرعب في قلبي بينما شبح ابتسامة يرسم على وجه الرجل الذي قد كان برفقتها.
تراجعت نحو الخلف ببطء شديد والخوف قد خدر حواسي و جعلني في حالة من الضياع حتى إنتشلني توهامي من حالتي تلك وهو يصرخ في قائلا : الشرطة تبحث عنك !
نهضت من على الأرض بسرعة و تبعت توهامي نحو مخرج الطوارئ الواقع في آخر الممر حتى كادت أنفاسي تنقطع .
- نحن الآن بأمان .
حينها رفعت إصبعي مشيرا إلى المكان الذي قد سقطت به و الكلمات تخرج أحرفا مختنقة : هناك شيء مريب يحدث هنا.
لم أرفع عيناي ناحيته قط حتى باغتني بضربة قوية
أودتني صريعا على الأرض ...

YOU ARE READING
ليالي ديسمبر
Actionألفرديت شاب عشريني غاص في غمار المجهول .. بين تقاليد العائلة وأحكام المجتمع كان يبحث عن ماهيته بين سطور الورق ، إلا أن وجد نفسه كاتبا يخط بالدماء فوق نصوص الأبرياء ظلما ، فما قصته ؟ وما هو عنوان حكايته؟ 2023/09/24