الفصل 7

30 5 0
                                    

الساعة تشير إلى الثالثة صباحا

سكون مهيب يخيم على القصر بأكمله ، ينام الملك لورشس في عرشة بإطمئنان ، جنود يحرسون  الممرات والطرق ، البعض يستغرق في النوم ومنهم من لم يأته النعاس ، بينما في الطابق السفلي  هناك من يحقق أحلاما ويبني طموحات ...

بصوت خافت نطق لوردي  : ألفرييييدوو
نهض ألفرديت من نومه متململا قائلا : ها ماخطبك !!
- هيا فلتهنض !
- لماذا ؟ ماذا هناك؟
- إنه الوقت المناسب لبدء العملية الجميع نيام !
- وماذا في ذلك ؟ كيف لنا أن نحدث فجوة بالجدار ؟ هل نستعمل رؤوسنا مثلا ؟
- لا أيها الأحمق أنظر ماذا وجدت !
مسح عن عينيه آثار النعاس ومن ثم إقترب منه حاملا للرافعة الحديدية الصدأة : ومن أين لك بها؟
- لقد أُلقيت في الممر بعد أن كانو ينقلون لبعض البضائع ، ومن حسن حظنا هناك ثلاثة !! ومن ثم أشار بإصبعه عند ركن الزنزانة قائلا :  أنظر إنهم هناك 
نهض الفرديت من مكانه ونظر للرافعات عن كثب ومن ثم استدار ناحية القضبان حتى أصبح بواجهتها وهو يراقب الممر بحرص .
- لوردي فلتبدأ العمل بذلك الشق السفلي وانا سأراقب الممر لمدة نصف ساعة ومن ثم نتبادل الأدوار .
- لكن فلتأتي معي كي نزيح السرير من هنا أولا إنه ثقيل جدا !
ذهب الفرديت لمساعدته وقاموا بنقل السرير الى وسط الزنزانة ومن ثم رفع لوردي عن كميه إلى أقصى مرفقيه وشرع في العمل بحماس  ، بينما ألفرديت يراقب الممر في إنتباه .

بعض مضي عشر دقائق فحسب ، صرخ ألفرديت في لوردي هامسا  : هاااا فلتتوقف الآن ، أحدهم قادم إلى هنا !!
- من ؟ من هو؟ فلتسرع إلى هنا كي نعيد السرير إلى مكانه !!
لم يكن الوقت كافيا كي يعاد  كل شيء إلى نصابه إلا ووقف الجندي عند رأس كل منهما وهما يقومان بدفع السرير إلى الحائط .
- لوردي .
التفت لوردي ناحيته في ارتباك وهو مغمض لعينيه وعندما فتحهما تفاجأ من الزائر الغير متوقع :
ماذا !! جيمي !
-مالذي تفعله ؟
اقترب لوردي ناحية القضبان وسأله : لم أرك منذ عدّة أشهر يا رجل !
- لم أنت هنا ؟ ومن هو ذاك ؟
- إنها قصة طويلة ، سأحكيها لك بعد أن أخرج
- ومتى سوف تخرج من هنا؟
- ليس هناك موعد محدد قد أبقى هنا لفترة طويلة من الزمن .صمت لهنينهة ومن ثم سأله بإرتباك : هل بإمكانك مساعدتي ؟
- وكيف ذلك ؟
حينها وضع ألفرديت يده فوق كتف لوردي محذّرا له بنظراته القلقة بعدم البوح عما يريد قوله ، غير ان لوردي التفت له مبتسما قائلا : لا تقلق ألفريدو ، جيمي صديقي منذ وقت طويل جدا لن يتخلى عني أبدا !
حينها نطق جيمي قائلا : هل هناك ما تخطط لفعله ؟
- أجل أريد الهروب من هنا رفقة ألفريد ، هل بإمكانك مساعدتنا ؟
صمت جيمي لوهلة ومن ثم نطق قائلا : سأفعل مابوسعي ، سآتي إليك بعد أربعة أيام بنفس هذا التوقيت ،فلتنتظرني !
- اوه شكرا لك لن أنسى لك معروفك هذا أبدا !!
وضع جيمي يده على كتف لوردي مخاطبا : لاعليك هذا واجب الأصدقاء يا رجل ! والآن علي الرحيل سيشكون في أمري إن تأخرت هنا .
- لا عليك ، فلتذهب ! لاتوقع نفسك بالمشاكل !
- فلتعتني بنفسك !
أخرج لوردي يده من قضبان الزنزانة وهو ملوّح له قائلا : وأنت أيضا جيمي ، شكرا لك !!

التفت لوردي الى الفرديت وحدّثه في حماس : أرأيت لن يدوم أسرنا هنا طويلا !!
- أجل ، ربما !
- ماخطبك ؟ لم انت متشائم هكذا ؟
- لست متشائما أنا فقط أضع بعض الإحتمالات في رأسي ، ماذا لو لم يأتي صديقك إلينا بعد أربعة أيام ؟
- لا ، سوف يأتي ! إنه لن يخذلني أبدا .
- وماذا إن أرسلوه في مهمّة حينها ؟
- سوف يأتي بعد ذلك !!
- ولكن الوقت يمر يا لوردي ، والوفت ليس لصالحنا أبدا ، أظن أنك تعرف مالذي يحصل كل عشرة أيام من السجن ..

- ماذا يحصل ؟

- سوف تحدث  مجزرة القطب

- لم أسمع عنها مطلقا ! هل سوف يقومون بقتلنا !!

- لا ، لن يقتلوك أنت بل سوف يقتلون روحك .
نظر إليه في إستغراب دلالة على عدم الفهم ، فاقترب منه ألفرديت بخطا صامتة وهمس له في أذنه  .

- سوف يقومون بقتل أقرب شخص لقلبك .

ليالي ديسمبر Where stories live. Discover now