الفصل 3

52 8 0
                                    

البدء في العملية ..

سير منسق في الخطوات وجوه تلتف إلى نفس الجهة، أعين منصبة على الباب الخشبي ، أماكن متعددة قد إتخذها الجنود مخبئا وهم ينظرون بحذر إلى الحراس عند البوابة .

طلقة واحدة ، إثنتان .. فارقت الحياة جسده وسقط طريحا على الأرض .

حينها بدأت العملية الحقيقة وانقلب  الجنود على الحراس عند المدخل بصمت تام ، سرعة في البديهة وأداء متقن كان ثمرة جهد قد دام لعشرة سنوات من التدريب  في قصر " لورشس " .

تقدم قائد الفرقة نحو الأمام بعد أن قام بإبادة جميع الحراس عند المدخل وهو باحث بعينيه عن غرفة مغلقة قد تقوده إلى مكان ألفرديت الذي كان حبيسا في  قاعة جانبية .

تحدث أحد الجنود قائلا : أيها القائد لقد عثرنا على شيء هنا .
إلتفت نحوه بشيء من القلق وهو ينظر إلى قطع الدماء المتساقطة على الأرضية .
- أظن أن هذه الدماء حديثة ، علينا الإسراع .

تشتت الفرق وقام كل واحد منهم بالبحث في مكان مختلف ، حتى شوهد أحد الجنود واقفا عند مدخل أحد الأبواب الجانبية الواقعة تحت الدرج الذي يؤدي إلى الطابق الثاني .

لم يكن هناك وقت لتبادل نظرات الحيرة أو الشك حينها بل تقدم بسرعة نحو الأمام للإستفسار عن الأمر  ، حتى صرخ في رفاقه قائلا : إن الفرديت هنا !

ربما ولأن مشاهد البؤس كانت تتكرر أمام أعينهم كثيرا طيلة السنوات الفارطة ، بقوا محدّقين فيه بشيء من البرود والإشمئزاز من الدم الذي قد شكل بركة كبيرة وسط الغرفة .

كان ألفرديت يحمل بيده اليسرى سكينا ويقوم بتصويبه نحو أماكن مختلفة من جسده وهو مشكل علامة القطب عليها ، كان يئن من الألم ويحبس أنفاسه ثم يطلقها مرة واحدة حتى تخرج ككومة من إعصار حارق ، يغير موضعه كل ثانية وكأنه يريد أن ينتشل روحه من جسده وهو يصرخ فيهم بإستمرار أن يذهبوا ، إلا أن أتى قائد الفرقة حينها . قام بالمرور وسط الجنود وهو يرمقهم بنظرات من التعجب حتى دخل إلى الغرفة وقام بإزالة السكين من يد ألفرديت وصرخ فيه قائلا : ماخطبك !!

لم يتكلف ألفرديت حينها عناء النظر فيه حتى ، بل إكتفى بالضحك و الضحك حتى إنقطعت أنفاسه مرة واحدة وسقط على الأرض ..

حينها أزاح القائد يديه من ألفرديت وهو مرعوب يتراجع نحو الخلف حتى اصطدم بأحد جنوده فصرخ فيه قائلا : لماذا لم تقم بإنقاذه !

رد عليه الجندي بنبرة ثابتة و هو ينظر إليه ببرود : أوامر الملك " لورشس" تنص على عدم وضع إصبع واحد منا على السيد  ألفرديت .

حينها وجّه القائد  صفعة على وجهه حتى أسقطته على الأرض من شدة قوتها ورد عليه قائلا : إنها مسألة حياة أو موت .

ردّ عليه وهو طريح على الأرض هامسا :

حتى أنا أريد البقاء على قيد الحياة !

************** 

في الجانب الآخر  كان لوردي يعد الدقائق على يديه في مهل ، وهو يقلب بعينيه سقف الزنزانة التي قد احتجز فيها ، إعتاد على صوت الماء الهاطل حتى أصبح أنيسا له في وحشته ، وهو يفكر في مصيره ومصير والده العجوز الذي قد تركه وحيدا يصارع الحياة في الخارج .

- هل من الممكن أنه قد أنفق كل المال الذي قد أعطيته له الشهر الماضي ؟ هل هو بخير ؟ هل دخل المستشفى مرة أخرى ؟ وما أخبار إخوتي ؟ كيف يبلون في حياتهم ؟ هل هم يجدون ما يكفيهم من الطعام ؟

مرت الساعات والدقائق والثواني وهو يفكر في حال أسرته قبل أن يفكر فيما قد يحصل معه بعدها ، أسير في وحدته بين أربعة جدران تضيق النفس به حتى .

وأعين الملك لورشس تراقبه من بعيد في صمت ..

ليالي ديسمبر Where stories live. Discover now