الفصل 13

26 3 0
                                    

أكمل جيمي طريقه نحو الخارج بعدما قام بإيصاد باب الزنزانة وهو يترك وراءه لوردي في حالة مزرية ، تحطمت بها كل آماله وأحلامه غير مبال لما قد يحصل معه .

استوقفه أحد الجنود في الممر قائلا :
- أنت تعرف بشأن الخطة أليس كذلك ؟
- أجل أنا على دراية بذلك  كما أنني سوف أكون هنا في الإجتماع ، نظر إلى ساعته وأكمل قائلا : بعد أربعين دقيقة بالضبط .

ألقى عليه الجندي التحية ، بينما أكمل جيمي طريقه  إلى أن توقف في منتصف الممر وإستدار إليه سائلا :  هل تعلم أين هو قائد المجموعة السابعة الآن ؟
- ستجده في المكتب  على ما أظن  .
- حسنا .

خرج من الطابق السفلي وصعد نحو الطابق الثاني الذي يقطن به قادة القصر إلا أن سمع صوتا مبحوحا  آتيا من إحدى الغرف الجانبية في القصر ، انطفئت الشموع حينها ولم يستطع جيمي تمييز الطريق بل اكتفى بتتبع الصوت و الخوف يلعب على أعصابه شيئا فشيئا ، إلا أن فتح الباب وقال هامسا :
- من هنا ؟

ردّ عليه قائد المجموعة الأولى بصوت مختنق :
فلتسااعدنيييي

دخل جيمي الغرفة بسرعة وهو يبحث عن إحدى الشموع كالمجنون ، يقلب أركان الغرفة وهو يضرب الدرج والطاولة ، إلا أن وجد قداحة كان يستعملها القائد في تدخينه لسجائره ، قام بإشعال القداحة أكثر من مرة لكنها لم تعمل وفي المرة الأخيرة قبل أن يضربها أرضا إشتعلت القداحة فاقترب أكثر من المكتب بعد أن ضرب به رجله وسقط أرضا ، فرأى أمام عينه صورة القائد وهو مستلق على الأرض والدماء تغطي كل وجهه تحت نور القداحة الخافت ، فزع جيمي من المنظر الذي قد رآه وهو فاتح عينيه لأقصاهما من فرط الدهشة ، تراجع نحو الخلف وهو يطفأ القداحة بإصبعه بعد أن سمع صوتا قادما من أمام باب الغرفة .

حينها دخل شخص ما للغرفة ومن ثم قام بإيصاد الباب خلفه ، تراجع جيمي نحو الخلف والتصق بالحائط من شدة الخوف وهو يستمعه إليه يقول للقائد : لقد كانوا يريدون التخلص منك على أي حال ، لقد قمت بالمهمة قبلهم هذا كل ما في الأمر !

نطق قائد المجموعة الأولى بصوت مبحوح :
- لماذا ؟
صرخ فيه قائلا :
يجب على واحد منا أن ينهي هذا الجحيم !
رد عليه القائد باكيا :
أنت لا تفهم !
اقترب أكثر منه وقال: ها ، مالذي تريد قوله  ؟
- ليس هذا هو الجحيم أيها الوغد ، الجحيم هو ما ينتظرك الآن !

لم يكمل عبارته تلك إلا وانقطعت أنفاسه و توقفت دقاته قلبه عن النبض معلنة عن موته ، قلّب بيديه جثته بإستهزاء وهو يركله مرارا وتكرارا وهو يمشي وسط أرجاء الغرفة قائلا بإستهزاء :
- لقد كنت تقف وراء لورشس طوال الوقت ، يده اليمنى أليس كذلك ؟

جلس على الكرسي ومن ثم وضع رجله فوق الطاولة وهو يقول : لقد بترت اليد اليمنى لا يزال إلا على الأرس أن يقطع وسوف تسقط المملكة بأسرها .

ظل صامتا لمدة من الزمن بينما جيمي مختبأ عند الركن وهو ينتظر خروجه كي يهرب من هذا القصر المجنون بأكمله ، إلا أن نطق الرجل كاسرا لجدار الصمت قائلا :
- هل تملك قداحة يا هذا ؟

فزع جيمي من صوته وبدأت قطرات العرق تتصبب على وجهه  من شدة القلق ، خاطب نفسه قائلا :
- لا يتحدث معي ! لا بالتأكيد إنه مجنون إنه يخاطب الجثة ليس إلا !

تحدث الرجل مرة ثانية وهو يقول ضاحكا :
- لا تقلق لن أحرقك بها  ، أريد فقط أن أدخن سجارتي  .

حينها أقبض جيمي على فمه ودقات قلبه تتسارع بقوة هائلة أحسته وكأن قلبه يريد الخروج من صدره ، همّ بالنهوض وهو يتشبث بالحائط في ظلمة المكان ، وبينما هو بالقرب من الباب ويحاول أن يصل إلى المقبض كل يفتحه ويهرول نحو الخارج دون أن يلتف بوجهه نخو الوراء . أشعل الرجل القداحة في وجهه وهو يقول :
- لم أنت مستعجل ؟

صرخ جيمي حينها وهم بالهروب غير أن الرجل أسقطه بضربة واحدة منه مستلقيا على الأض ، تأوه جيمي من شدة الألم وهو يقول له راجيا :
- لن أخبر أي أحد عما رأيته إنني أعدك ! دعني أخرج من هناا فحسب .

ردّ عليه بسخرية قائلا : أتظنني خائفا منكم ؟ أنتم مجرد جرذان تجربة فاشلة .

إلتفت إليه جيمي قائلا : ماذا ؟

رسم شبح ابتسامة على وجهه وهو ينظر إلى الجثة الهامدة أمامه ومن ثم تحدث بينما عيناه منتصبتان على القائد قائلا :

- أخبر قائد المجموعة السابعة أن توهامي  بإنتظاره أمام بوابة القصر .

خرج من الغرفة على مهله وهو يدندن بأغنيته المفضلة ، بينما نهض جيمي منتفضا من مكانه وهو يحاول إيقاظ القائد الذي قد فارقت الحياة جسده منذ مدّة .


ليالي ديسمبر Where stories live. Discover now