تبعه جيمي من على فوره وهو ينفض الغبار عن ملابسه بعد جلوسه على الأرض ، بينما يلتفت وراءه في حيرة وشك إذا ماكان هنالك أحد يراقبهم .
ناداه لوردي من داخل الزنزانة :
- ما بك ؟ ألا تريد المجيء ؟
- بالطبع أنا قادم فلتنتظر ، سأذهب لإقفال الباب الرئيسي كي يمنحنا هذا بعض الوقت .
رفع لوردي حاجبيه بتعجب وهو يسأله : ولكن هذا سيكشف أمرك !
ضحك جيمي وهو يذهب لإقفال الباب قائلا :
لقد كُشف أمر هذا القصر الملعون فلماذا علي الخوف الآن ؟
عاد للزنزانة وجلس فوق السرير جنب لوردي وهو يحدّثه قائلا : لا زال لدينا متسع من الوقت ، الملك لورشس في تحسن الآن كما سمعت، وقبل مجيئه إلى هنا سوف تكون قد تمت الخطة بالفعل .
تبسّم لوردي وهو يطالعه في حسرة : إذا هذا ما أتيت من أجله .
رفع جيمي يديه في توتر وهو يقول : ولكنني أتيت أيضا لأخرجك من هنا ، أنا لم أنسى وعدنا يا لوردي أنت تعلم أن ..
قام لوردي بالقبض على يديه وإخفاضهما وهو يخاطبه قائلا : أنا لم أطلب شفقة منك يا جيمي ، لقد رأيت بأم عينيك أن الزنزانة كانت مفتوحة وخرجت منها لأجلك
حدّق فيه جيمي وكأنه يتذكر ما قد حدث بالفعل
- ولكن كيف ذلك ؟ أنت لم تخبرني !
ضحك لوردي وهو يحدّق في السقف بشيء من الحزن : لو تعلم إنها قصة غريبة بالفعل
عدّل جيمي من جلسته وهو يطالع فيه بحماس : فلتتكلم ، كلي آذان صاغية !قبل يوم و عند القيام بعملية إغتيال القائد تحديدا
عند بدأ العملية وشروع الحراس في تقسيم مجموعاتهم حسب أوامر القادة ، أتت ثريا بعد غروب الشمس رفقة أختها الصغرى إلى القصر وهي تحث الخطى نحو الجزء الخلفي منه ، حتى قامت بتسلق الجدار وهي رافعة لها فوق ظهرها ، كانت فتاة قوية مجرد الندبات التي تحملها على جسدها كانت دليلا على خوضها للعديد من المعارك ، طمست رقتها وأنوثتها بعد دخولها إلى هذا العالم المرعب رفقة أختها الصغيرة التي كانت هي الأخرى امرأة أكثر من كونها طفلة صغيرة لم تتجاوز العشر سنين من عمرها ، تستعمل السكين بحذاقة وكأنه جزء من أصابعها تحركه في الهواء بخفة حتى يلتطم بضحيتها وهو يشق جسده دون رحمة مخلفا وراءه دماءا غزيرة تمسحها بأصابعها الصغيرة وهي تتذمر في أختها قائلة : لقد أهدر الكثير من الدماء يا ثريا هل تظنين أنه سوف يعيش ؟
- وما شأني به فليمت إن أراد ذلك !
تبعت رونق أختها الكبرى وسط الغابة وهي تسألها بفضول :
- لماذا هل يستطيع الإنسان تقرير مصيره في الموت ؟
توقفت ثريا عن المشي ومن ثم إلتفت إلى أختها الصغرى بإرتباك وهي تسألها : من أين لك بهذه الأسئلة الغريبة ؟
ضحكت رونق وهي تسألها بلهجة طفولية مرحة :
إذا فأبي لقد كان مجبرا على تقرير مصيرنا بالمجيء إلى هنا أليس كذلك ؟
حدّقت فيها ثريا بغضب وهي تنهرها :
- أنت ليس لديك أب هل سمعت ! إعتباره ميتا أرحم له من أن يكون حيا
صرخت فيها رونق غاضبة و هي تبكي بشدة :
- لقد أخبرني أبي أن هذا من أجل مصلحتنا ! أنت لا تعرفين شيئا فلتصمتي !لم تقدر ثريا على إمساك أعصابها وصرخت فيها هي الأخرى بقوة :
- أنت هنا من أجل الموت أيتها الحمقاء ! أي أب يريد هذا لأطفاله !!
صرخ أحد الجنود فيهم من بعيد وهو يقول :
- أنتما فلتتوقفا عندكما !حملت ثريا أختها الصغرى بسرعة وهي تركض ناحية الباب الحديدي الذي لا يزال بعيدا عنها بينما قلبها يخفق بقوة وهي تلهث من شدة التعب خصوصا بعد سقوطها من فوق الجدار وإصابة قدمها اليسرى التي قد تعرضت لها في آخر معركة قد قامت بها ، اقترب منهما الجنود أكثر فتوقفت ثريا عن الركض وهي تطالع بأعينها عن مكان يعينها عن التملص من قبضتهم ، فوجدت بركة من المياه قريبة منها ماكان لها أن تفكر إلا في القفز نحوها بجنون وحبس أنفاسها لمدة حتى يمر الجنود عليها ، مرت بضعة دقائق وهي تحت الماء رفقة رونق التي كانت تركل أختها بشدة بسبب عدم قدرتها على الصبر أكثر . فرفعتها ثريا إلى السطح بسرعة ومن ثم قامت بإعادتها نحو الأسفل ، رفعت رأسها بحذر ناحية السطح لكي تتأكد من ذهابهم ومن ثم قامت بالإشارة لرونق كي تتبعها هي الأخرى .
سحبت ثريا أختها الصغرى وهي تتأوه من شدة الألم بسبب إنفتاح جرحها بعد غطسها في الماء ، رفعت شعرها من على وجهها وهي تحاول إيقاف النزيف فقامت رونق بعناقها فجأة وهي تبكي في صمت :
أنا آسفة ، كل ما حدث لقد كان خطئي .
عانقتها ثريا هي الأخرى متناسية لآلمها وهي تحدثها بحنان : لم يكن علي الصراخ عليك أيضا إنه خطئي .أبعدتها من حضنها وهي ممسكة لوجهها بحنان بينما تقول في همس لها : أنا هنا من أجلك دوما عزيزتي .
بكت رونق بشدة وهي تضع يدها فوق فمها خشية من الجنود ، فتبسمت ثريا لها وهي تسمع الجنود يصرخون من بعيد عليهم .
YOU ARE READING
ليالي ديسمبر
Actionألفرديت شاب عشريني غاص في غمار المجهول .. بين تقاليد العائلة وأحكام المجتمع كان يبحث عن ماهيته بين سطور الورق ، إلا أن وجد نفسه كاتبا يخط بالدماء فوق نصوص الأبرياء ظلما ، فما قصته ؟ وما هو عنوان حكايته؟ 2023/09/24