لقد عدت

119 18 38
                                    

«تقدمي للامام يا طفلتي... اصرارك و قتالك استحق انتباه سيليستيا و أنا لذلك سأحقق طلبا واحدا لك مكافأة على تسليتي...تكرسين به روحك و جسدك لخدمة الفاتوي»

صدح صوت تساريتسا الجالسة على عرشها مخاطبة كاميناري الراقدة على الارض تحاول تجميع شتات قوتها... أليس هذا ما ارادته؟!  أن تحقق لها تساريتسا أمنيتها.. صحيح أن الامور لم تسر كما خططت لها و لكنها نجت بمعجزة من سيليستيا،  غير أن تينغو تمنت لو تمنحها وقت للراحة، جسدها بدأ يصرخ ألما بعد مع انخافض الادرينالين من دمها و الان فقط أدركت كم من جرح و كسر اصيبت به في قتالها السابق.

نهضت لاسنيورا بعنف من مقعدها و صرخت في الغراب التي لم تتحرك من مكانها:
«أيتها المجندة عديم الفائدة!! لقد أمرتك جلالتها بالتقدم لتقديم بركتها! كيف تتجرئين عن عصيان جميل الاركون؟!»

عضت كاميناري على شفتها السفلى و استجمعت ما تبقى لها من قوة و بسيقان مرتجفة نهضت فآخر ما تريده هو إغضاب تساريتسا و أتباعها، تقدمت بخطى ثقيلة نحو نهاية الحلبة محكمة بيدها على الفجين خاصتها و بيدها الاخرى على جبهتها.. هل هذا دم؟! لاعجب في أنها تشعر بالدوار فقد اصابت راسها في وقت ما.
عندما وصلت الى الحد المسموح سقطت على ركبتيها منهكة و اخفضت رأسها قائلة:
«شكرا... لمولاتي.. اغغغ.. على.. منحي... بركتها»

أطالت تساريتسا النظر في التينغو من عرشها الفوق و أجابت:
«انه يوم سعدك.. تلقيت مباركة من سيليستيا و مني... اذن ما يبتغيه قلبك يا طفلتي»

أخيرا... حان الوقت!
أخذت نفسها طويلا و ردت من دون أن ترفع رأسها:
« اركون الحب! رجاءا إمنحيني ما تم منحه للكائنات الحية سواء... لقد تم ظلمي و اخذ ما اعتبره حقي كأي كائن أخر...مشاعر يا جلالتك!، قيل لي من جماعتي أن هذا القلب ينبض و لكن لا يحس، تم طردي لشيء لا حيلة لي به، لذلك اتيتك اطلب أن تمنحيني مشاعرا فما اعود غريبة عن اقراني!»

صمت....هل تساريتسا تفكر؟! لا تستطيع رفع راسها لذلك لا تعرف ما يجول فوق... لما الصمت المفاجأة!!، ليس وقت الصمت ابدا فهي بدأت ترى بقعا سوداء في مجال رأيتي... لا يمكنها أن تغيب عن الوعي الان قبل سماع اجابتها.. لذلك اسرعي بالاجابة!!
اتت اجابة تساريتسا على شكل سؤال اكثر من كونه جوابا:
«ابدل المال، السلطة، مكان بين أتباعي، إخترتي "المشاعر"؟!...لقد افحمتني ايتها التينغو...تقولين انك لا تمتلكينين مشاعر و لكن ما هو دليلك على انها غير موجودة»

«هاه؟!»

تبا لقد نطقت قبل أن تفكر!!! تتمنى لو ان احدا لم يسمعها،دليل؟!  ما الذي تتحدث عنه هذه الاركون.. انها غير موجودة لانها لا تشعر بها و لكن... كاميناري لا تستطيع التفكير جيدا و عقلها ينجرف نحو الظلام 
ثم أكملت تساريتسا بإسترسال:
« لقد نظرت الى داخلها و فهم...انت قمت بنفي شيء فقط لان اثاره لم تظهر و هذه مغالطة شائعة لدى الكائنات الدنيوية أمثالكم ، يحسب البشر انفسهم مميزين لذلك قاموا بتجذير نظرية الوجود على تفردهم، "واحد"  هو مقياس وحدتهم، و لكنه ليس كذلك. اذن واحد زائد واحد يساوي اثنان... هذا ما تعلمناه لكن واحد زائد واحد لم يساوي ابدا اثنان.... في الواقع لا توجد ارقام و حروف ، نصنف وجودنا حتى نجعله في حجم فهم الانسان...و اخترعنا مقياس لكي نتمكن من نسيان مقياسه الغير مفهوم»

 scaramouche /the Fourth betrayal Where stories live. Discover now