أنا هنا معك!

175 14 3
                                    


"ماذا يمكننا أن نسمي هذا العذاب؟
السماء تصنع المسافات
وترفضني بلطف"

مرة اخرى تم التخلي عنه...فقط لو أن نيران الكوخ الملتهبة أحرقته كما احرقت جثة الطفل الصغير...كيف تجرأ على الموت هكذا! ألم يعده أن يكونوا عائلة للابد؟! هو ليس مختلفا عن نيوا و البقية... جميعهم رحلوا و تركوه... لو كان إنسانا و بقلب هل كانوا سيتخلون عنه حينها؟!

جالسا في الكوخ المشتعل متمسكا بدمية قماشية ينحب مصيره القاسي، لم يمانع الضباب الاسود الكثيف الذي تسرب منشقوق الكوخ البالية يبتلع كل ما في طريقه،حتى هو... ربما لن يحس باي شيء عندها... ربما من الافضل أن ينتهي كل شيء الان و فقط.

يزحف الضباب نحو جسده ويلتف حوله كالافعى و تسلق نحو رأسه ليغلف فمه و إحدى عينيه و ثم لمحت عينه شيئا يلمع أمامه وسط الظلمة السرمدية... ريشة جليدية هبطت أمامه!! ثم تلاشت عندما لمست الظلام

"أصابعك الطفولية التقطت كل تلك الشظايا
قلوبنا المتزامنة قد خلقت عالما أحضر الدموع لعيني
مشاعري العابرة سوف تتراكم بلطف
وسوف أبحث عنك في هذا العالم البعيد الذي لا نهاية له"

إنحسر الضباب الخانق الذي غلف وجهه و كأن الضوء الخافت لريشة أضره، ريشة أخرى تسقط من السماء و أخرى... ضوءها الخافت يخبوا عندما تلمس الضباب فينحسر شيئا فشيئا
ريشة جليدية؟!... تذكره بشخص ما... شخص مهم... شخص يحاول مقاومة الظلام من أجله...شخص يحاول انقاذه حينما لا يريد هو انقاذ نفسه.

رفع رأسه لسماء و رأى مجموعة من الريش تتساقط كانها نجوم و الضباب ينسحب أكثر و أكثر حتى ترك جسده، مد يده فإستراحت ريشة ساقطة عليها و استشعر البرودة منها


"لا تتركيني" أنت قلت
لكني متأكدة إن الشخص الذي لا يمكنه أن يقف بمفرده هو أنا"

قبض على الريشة و قربها لصدره يحتظنها بلطف.. باردة و لكن في نفس الوقت تبعث بالدفئ، تواسيه بأنه ليس وحده... ليس عليه مواجهة الوحدة بمفرده، صوت الغناء الذي يسمعه من بعيد لطيف و حنون، يجعله يرغب في البكاء... إنه صوتها... هي معه حتى في أعماق الابيس

"كل ما يمكنني فعله لأجلك هو الاستمرار في غناء هذه الأغاني هنا
لقد حان وقت عودتك
تعال إلى ذراعي ما دمت قادرا"

يريد رؤيتها... بل عليه الذهاب و رأيتها!، نهض وسط الريش المتساقط و مشى وسط الظلام التي ينيره الريش كنجوم متساقطة مضيئة... فرا الضباب خلفه الذي يحاول يائسا الوصول اليه و مشى ثم حث الخطى ثم ركض ثم هرول! يشق الظلام باحثا عن مخرج!

"رأيتك تبتسم في تلك الذكريات المنمقة
في أثناء صلاتي الملتوية
علمت نهاية هذا الحلم"

يريد رؤيتها... يحتاج لرؤيتها... انها هناك تنتظره!.. هناك تحاول إنقاذه!، إنه يرآه! الضوء الصغير من بعيد! استمر بالركض نحوه و كبر تدريجيا... الضوء يزداد و هو يقترب أكثر و أكثر... قليلا بعد و سيصل اليه... قليلا بعد و سيعود اليها... قريبا بعد

"يوما ما ستصل مشاعري إلى يديك
وإذ لمستها لسوف تتلاشى
من رقة حياتك!"

لقد أردت رؤيتك مجددا....




كاميناري!!!








ملاحظات:
الاغنية من لعبة demmo 02 لقد ابكتني كانت لعبة رائعة

 scaramouche /the Fourth betrayal Where stories live. Discover now