الانهيار الثلجي

197 15 8
                                    

ما قطع الصمت في مكتب البلادير سوى صوت تقليب الصفحات من فترة لفترة، فحصت عيونه الارجوانية كل سطر و كل كلمة في الكتاب و ثبتت عميقا في ذاكرته.
الصوت الثاني الذي اعلن حضوره لينهي عصر السلام هو صوت ثلاث دقات على الباب، رفع البلادير رأسه لاول مرة منذ بدأ  القراءة و ضاقت عيناه على الباب... لم يكن لاحد ان يضايقه خلوته إلا لو كان الامر عاجلا!
تحدث سكاراموش بصوت حيادي:
«ادخل»

انفرج الباب و بان الطارق الذي كان جنديا راكعا و رأسه للارض، رغم محاولته القاء تقريره بسلاسة الا ان تلاحق انفاسه افضح انه اتى في عجلة:
«لورد سكاراموش... لقد أتتنا أخبار من أحد معسكراتنا التي تعرضت للهجوم من قبل المتسلل»

تاركا الخبر يدور في ذهنه ترك سكاراموش الكتاب على الطاولة و اتكأ بخده على كف يده، لم يترك الخبر اي انطباع دهشة له بل بدا اقرب إلى عدم المبالاة... تسللت ابتسامة صغيرة لثغره قائلا بسخرية:
«دعني احزر... تركتم المتسلل يهرب بعد ان دمر المعسكر و قتل حفنة منكم»

لم يجرأ الجندي على الحديث و بلع ريقه بصعوبة، رغم الجو البارد للغرفة شعر بالعرق يتصبب منه.... لم يكن و كان سكاراموش ينتظر اجابة منه و إكتفى بإراحة ظهره على الكرسي و لوح بيده قائلا:
«إن لم يستطع معسكر كامل بإمداداتهم و أسلحتهم أن يوقفوا شخصا واحدا فأنا لا أحتاجهم عندي... أذهب و اخبر من نجى منهم أن يتجمدوا هناك لحد الموت فالبيادق التي لا تجيد دورها قابلة لتغيير»

ثم اردف بعد أن طرأت خاطرة في باله:
«أي معسكر كان؟!... لدي معسكران في الخدمة الميدانية الان»

ارتجف الجندي من سماع السؤال... رغم انه استعد نفسيا له إلى أن تخيل ردة فعل الهاربنجرز تجعل الدم يتجمد في عروقه، نقر سكاراموش باضافره على سطح المكتب الاسود و انعقدت حاجباه مرددا بقلة صبر:
«هل انت اصم؟!...أتريد جعلي أكرر كلامي»

جفل الجندي عند الشعور بكهرباء ساكنة على أطرافه، اخذ نفسا عميقا و اغمض عينيه قائلا:
«المعسكر الاول... سيدي»

توقف سكاراموش عن النقر بأضافره عند سماع الاجابة و توسعت حدقته قليلا...المعسكر الاول؟ الذي ذهبت إليه كاميناري قبل ايام؟! تعرض للهجوم؟!..كيف سمحت بشيء كهذا بالحدوث في المقام الاول

«لما لم اسمع تقريرا من الرقيب الاول؟»

و يعني بالرقيب الاول كميناري، حانت اللحظة للجندي إجابته ستحدد إن كان سيعيش ام لا... ربما حظه من سيقرر لان البلادير معروف بكرهه لسماع الانباء السيئة و كم من جندي لقي حدفه بسبب نوبات الغضب للهاربانجر.

اخذ الجندي نفسا عميقا و في رهبة لم يجد الهواء الكافي لرئتيه، الهواء ثقيل بشكل غير عادي و الكهرباء الساكنة تلسع جلده، فرقة للكهرباء في الاجواء دليل على فقدان الهاربنجر لصبره مع كل ثانية تمر، لو تجرأ لرفع عينيه لقتلته النظرات الحادة لرئيسه

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Feb 10 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

 scaramouche /the Fourth betrayal Where stories live. Discover now