البارت التاسع عشر

360 8 1
                                    

-
"عند حامد"
وقف بقلق وهو يدور بالغرفه ويتذكر كل اللي صار بخوف وهو يقول : انا انجنيت صدق ! انا مجنون
رفع ايده لراسه وهو يهزه بقوه : لا لا لا مو زي كلامهم لا ، انا مو مجنون انا مو مجنون
التفت لليد اللي انحطت على كتفه وهو يستشعر هاللمسه وكأنها بروحه : انت مو مجنون ، انت قاتل
لف لها واردفت : انت قاتل ، قتلتني ما تذكر ؟ .. ضحكت ثم اردفت : انت قتلتني انا وسلا اللي تحسب انها مو بنتك ، انت بقد ما كنت حبيبي وابو عيالي بيوم صرت عدوي وقاتل عيالي
ناظرها ببرود : ما عندي عيال كلهم عيالك انتي وراشد
هزت راسها بحزن وهي توقف عند اذنه : اشتقت لي ؟
ابعدها بعنف وهو يقول : لا اسمع نفسك ثاني بهالمكان روحي من هنا
ضحكت وهي تتقرب منه : انت اللي خليتني لأخوك بكل سهوله وانت اللي ربيت عياله
صرخ وهو يسد اذنه : ما ابي اسمعك انتي وهم وما تعديتي كونك وهم ابدا
فز لشهقة خلفه وهو يناظر لجنى اللي ماسكه فمهما تكتم شهقاتها ، احتدت ملامحه بعصبيه ونطق : انتي وش تسوين هنا
تقدم لها وهي ترجع لورا وتهز راسها بدموع واردف : قلت وش تسوين هنا
تلعثم نطقها وتحس بإختناق : كن كنت بشو...
نهرها بقوه وهو يأشر : برا برا ما ابي اسمع
طلعت تركض لأول غرفه قابلتها وهي تشوف جيداء تصلي و خوله على السرير مع ولدها قفلت الباب بعنف وطاحت على ركبها تبكي بنحيب ، فزت لها خوله وهي تسمي عليها : بسم الله عليك يا ماما شفيك جنى
مو قادره تنطق من الخوف وهي يتكرر في بالها اللي شافته وكيف انه يتكلم مع نفسه وتتغير ملامحه ونظراته وكأنه فعلا مجنون ، يعني كلامهم صح هو مجنون!
قامت جيداء وهي تتوجه لهم وتسألها بخوف انصب بقلبها صب : شفيك جنى جاكم خب...
ماقدرت تنطق وهي خافت يكون فعلا اللي ببالها صار ، بس هي دعت له دعت ان الله يرده لها سالم معافى دعت يكون عايش ودعت حتى انه يكون كل شي حلم ، بس جنى ليه تبكي وتذكرت جدها وهي تهز راسها بخوف من هالفكره : جتى جدي فيه شي؟ تكفين جاوبيني
هزت راسها وهي بالقوه تنطق الحروف من بين شهقاتها : لا
قالت خوله وهي انملت عيونها دموع من بكي جنى : الوليد ؟
شهقت بقوه وهي تمسك قلبها ، هزت جيداء راسها بخوف : لا لا تكفين لا
قالت بوسط دموعها : لا ، وقالت لما هدت : عمي حامد
مسحت جيداء دموعها وهي ترتعد : شفيه بعد ذا
ناظرتها جنى بحده وهي تمسح دموعها والتفت لخوله اللي تمسح على راسها : يتكلم مع نفسه ويعصب ويصرخ وكأنه يكلم حرمه
زادت دموعها وهي تقول : يقول كلهم عيال راشد انا ما عندي عيال
ناظرتها جيداء بعدم فهم ولا مبالاه : طيب هو مو صاحي انتي ليه مهتمه لكلامه هالقد؟ وبعدين شخبار امك
التفتت لها خولة بلوم وهي تدري كيف جنى تحب حامد وكثير ، قالت تغير الموضوع : سعود ما يرد علي كلمتي ابوك جنوي؟
هزت راسها بلا وهي تناظر لأنس اللي يطالع فيها وساكت قالت بابتسامه وهي تفتح يدها له : انوسي حبيبي تعال
.
.
-
"بالمستشفى-الرياض"
مجتمعين كلهم قدام باب العناية المركزه وهم ينتظرون احد يطلع يطمنهم ، انهيار ابوهم يعني تشتتهم يعني انهيارهم هم ما مر لهم يوم بدون ما يذكرونه حتى لو كان ما كان يظل سندهم في ضعفهم يظل اللي يروحون له في افراحهم بداية من حامد _زمان_ نهاية في يوسف اللي من عرف بالخبر وهو قاعد ببداية السيب يناظر لأخوانه وعيالهم ويفكر بالثانيين وظلم ابوه لهم "بتهدنا طيحتك يابوي و بتسعد حامد وغيره" تنهد وهو يتقدم لهم ومن شاف راشد اللي متلطم بشماغه قال بصوت جهوري : مافيه الا العافية ان شاء الله اذكروا ربكم يخوان
تقدم له سعود وهو يسأله : من وين جاي انت؟
ناظره وهو يرفع حاجبه : ما فهمت ! تحاسبني
تنهد وهو يرص باسنانه : الدنيا قايمه قاعده انت وينك فيه
صد عنه وهو يناظر محمد اللي حوله عياله يدارونه لانه مريض ضغط ، رجع نظره لسعود : موجود انا ، قالها وهو يتوجه لمحمد : سلامات يابو الازور وشجاك ياخوك
تنهد محمد وهو يرفع راسه ليوسف : تعبت اقول لهم مافيني شي
ضحك وهو يناظر لراشد ورجّع نظره لمحمد : اثر مو بس البنات يخافون على ابهاتهم يا راشد ناظر عيال محمد كيفهم معه
ناظره فهد بطرف عينه : على اساس هم مو منطرحين مع جدي الحين
كتم صرخته وهو يبتسم بهمس من لكمة أمير اللي حسها بجوفه : الله لايوفقك
رفعوا راسهم بعد خروج ايهم وهو ينزل الكمام ويناظرهم بخفوت : الحمدلله على كل حال ، تعرض لنوبة قلبيه ولكن بنشوفه للاربعه وعشرين ساعه الجاية وبرجع اطمنكم اكثر
هز راسه زايد وهو يربت على كتف ايهم : الله يقويك يا ابوي
ابتسم بتعب لابوه وهو ياخذ الموية من سعود والتفت لراشد بصدمه : عمي !
ناظروا لراشد اللي شماغه انغسل بالدم وهو مو حاس رفع عيونه لأيهم بصمت واشر له هو بدوره على الشماغ
نطق يوسف بعجله : قم غسل ورح اكشف الحين مانبي المصايب تتوالى علينا بالله
اشر محمد لأزور يساعد عمه وقام معه فهد وهم يمشون بطرف المغاسل ، دق جوال راشد بهالاثناء وناظر لفهد وهو يأشر له يرفعه ولما فهمه قال : اخر العنقود يتصل بك
قاله بهدوء وهو يدخل للمغاسل : رد عليها وطمنها
فتح فمه بذهول : وش اللي رد عليها وطمنها !
ناظر الجوال بيده وهو يدق وجا بيرد وقفل : والله البلشه صدق الحين كيف...
قاطعه رنين الجوال من جديد ورد بسرعه : هلا والله
استنكرت الصوت وهي تنزل الجوال وتشوف الاسم : مين؟
حك راسه وهو يقول بهدوء : انا
تكلمت وهي مو ناقصه عبط هالانسان : بابا وين خلصني انت مين وش انا يعني؟
قال بنفس النبره : انا فهد يا عنقود ، يقولك عمي هو بخير وجدي بخير كلنا بخير يعني بس مو رايق يكلمك لانه بالحمام اصلا ، يلا فمان الله
قفل الجوال وهو يتبعهم لداخل .
بينمت هي هزت راسها بغضب وصدمة و هي تناظر في جيداء : مو معقول هالانسان !
.
.
-
" ابها - المستشفى قبل ساعه ونص"
وقفوا عند الغرفة وهمّوا بيدخلون ووقف أزهر ينبههم : ترا عنده كسر برجله انتبهوا الله يعافيكم وغير كذا ما بعد صحصح يعني بالهون.
دخلوا واول ما طاحت عين العسكري على السرير تهلل وجهه بفرحة وهو يناظر للوليد على السرير الابيض وتوسعت ابتسامته وهو يهمس بـ"الحمدلله" وسرعان ما التفت لأزهر بابتسامة امتنان وتذكر يطلع جواله من جيبه : طال عمرك!
جاه صوته المشغول وهو يهمهم واردف هو يقول بضحكه : الوليد حي طال عمرك
فز واقف وهو يسأله : الحمدلله الحمدلله ، فيه شي ثاني؟
هز راسه : لازم يجري عملية لاجل الكسر اللي برجله
تنهد بفرحة : بسيطه يا رجل بسيطه يالله لك الحمد
قفل منه وهو يلتفت لأزهر يصافحه : مشكورين يا دكتور والله يا لك دين على الغياض كلهم ، بس الحين لازم تروحون معانا انتوا الثلاثه .

ابدتِ بأطراف البنان مهابتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن