واليوم انا قدامك وانت بمكتبي الحمدلله اللي قر عيونّا بشوفك وعيونك بشوفنا وانا يا احمد جايك بهاليوم أطلب إيد بنتك لولدي مهيب ومثل مانك عاهدني ما أقبل بالرفض ولا أحبه ، واذا بتقول لي راي البنت و شورها يهم ومن هالكحي بقول لك بكره العصر الشيخ بمجلسي يا أحمد وهذا العلم لك .
صُعق بكلام أبوه ولكنه اخفى صدمته وهو يهز راسه بالايجاب سم يابوي ولكن بعد إذنك أبي اعلمك بشغلة وأبي الولد موجود ومن بعدها أنا من إيدك هذي لإيدك هذي.
هز راسه يطلع جواله وهو يتصل بمهيب اللي رد وهو يرقى الدرج وأمره يجي له و بعد ثواني بسيطه دق الباب ودخل لما سمع صوت جده ، اشر له يجلس مقابل عمه وهو يلتفت لأحمد : وهذا هو الولد جاء ، قول لي وش عندك يا أحمد
هز راسه بهدوء وهو يناظر بعين ابوه : بنتي مطلقة
لما ناظر الدهشة بملامح ابوه هو لف عيونه لمهيب اللي كان مستمع وهادي جدًا واردف يكمل : إي نعم مثل ما سمعت يا ابوي بنتي تزوجت من سنتين وما حصل وفاق بينه وبينها ورجعت بنتي معززه مكرمه لبيتي ، مع العلم انها حملت وسقّطت في ثلثها الاول .
هز راسه الجد بالنفي وهو يقول : وحنّا ويننا عن هالكلام من قبلها يا أحمد وليه ما تكلمت قبل نقدم ؟
ناظر لأبوه بهدوء يقول : ليه أقوله يا ابوي وانتم ما سألتوا ، وليه أرجع افتح مواضيع قفلتها أنا وعايلتي بأرضها ؟ وبما إن الولد أقبل بذا الشيء هذا انا هنا أعطيه هالعلم وأقوله إن كان وده ببنتي فتراك يا مهيب بتاخذ لك بنتٍ خلصوا البنات من عقبها و بتاخذ لك بنتٍ عافت جميع الرجال من بعد طليقها وإن كان ودك بالبنت وتبيها إنت تعال لي وانا أكلمها وأعطيك ردها ، واذا انك تبيها عشان لا تهد حيل أبوي فاسمح لي يا ولد اخوي أنا مو رامي بنتي للهلاك مرتين ، وهذا اخر كلامي.
وقف أحمد يحب راس أبوه اللي خابت كل ظنونه و عرف إنه ما بيقدر لأحمد وهو يدري إنه شبيهه فعل وصورة ويدري انه مهيب يبيها عشان جده ، ولكن سرعان ما تلاشت الخيبة وحلت مكانها السكون من نطق مهيب لعمه : بجيك يا عم ، والشيخ معي.
هز راسه أحمد وهو يطلع من المكتب بهدوء مثل ما دخل بهدوء ، وناظر الجد لمهيب : تبيها ؟
هز راسه وعيونه على جده وبهدوء : أبيها
تنهد ويدري انه ما بيقدر يرفض وان كان مو عاجبه والتفت له بنفس هدوءه وهو يقول : هي لك
قام وهو يحب راسه بهدوء : تصبح على خير
ناظره وهو يطلع ونزل راسه يضغط على اعصابه وهو يهمس : تعدي وتهون ، تعدي وتهون.
.
.
-
"الساعة ١١ ونص مساءً "
جالس بالصالة وهو ينوم ليّا اللي ما تنام الا على صدره ، طلعت بنان وهي تبتسم على هالمنظر اللي كل عياله جربوه بداية بآدم ونهاية بليّا ، لاحظت سرحانه وهي تتقدم له : بابا!
ناظرها بحب وهو يسمعها تناديها : لبيه بابا ، سمي !
قربت تحب خده : شفتك بعيد عن عالمي قلت أصحيك
ضحك يمد يده لها ويجلسها بجبه : اللي شاغل بالي يتهنى صح؟
هزت راسها بالنفي : لا طبعا الا اذا كانت ماما أو اخواني
ابتسم يمسح على راسها وهو يحبه : اجل إنتي
عقدت حواجبها تشوف جلوس أمها بجنب ابوها : صاير شي ؟
نفى وهو يضحك ويقرص خدها : ماتبطلين الخوف انتي! سوي لنا قهوة وتعالي يلا
قامت وهي تفكر بحال ابوها الغريب مع انه نفى ولكن تحس نفسها تعرف هالإحساس ولكن انتهى الكابوس ! ليه يراودها الاحساس من جديد !! خلصت من القهوة وهي تصبها بالاكواب وتاخذ الصينيه للصالة ، جلست بعد ما اخذوا الاكواب وهي تشوف ملامح ابوها اللي دائمًا وبعد كل شيء تسويه له يرد عليها بنفس النبرة و الابتسامه : الله ... جميل جدًا ...جميل يا بابا
ابتسمت بعد ما حب إيدها وهو يقول : الله يديمكم لي ويخليكم لي يا بابا
شدت على إيده وهي تقول : آمين حبيبي ، بابا وش صاير لا تخبي علي!
هز راسه وهو يحس بإيد آسية على كتفة بمعنى "انا معاك" قال بعد ما ناظر في بنان : انتي عارفة يا بابا إن الحياة عمرها ما راح توقف على أحد وعارفة بعد إنك مو كل اللي بحياتك واللي بيدخلون فيها مو زي القذر هذاك ، يا بابا أنا اعرفك وأعرف إنك بنتي القوية واللي المواقف ما تأثر فيها بالعكس تزيدك قوة وتزيدك معرفة بنفسك واليوم يا بنان جاء لك من يطلبك مني وجاك اللي بيوهبك ويعلمك إن في بالحياة رجال باقي ، وجاء لي من وافق ولا همه حتى ذكر ابوه ولا رفض أبوي ، وتأكدي انا وامك واخوك معاك في كل قرار تتخذينه و أيش ما كان وإنتي عارفه بهالشيء ، لكن يا بابا اللي ابيه منك هو إنك تعطين نفسك الوقت من الحين لين بكره العصر ، إن تم الموضوع فرحلتنا بتتأجل وإن ما تم ترانا ماشين وكلن بحفظ الرحمن.
هو من بدا يتكلم كانت مغمضة عيونها لين خلص فتحتها ببطء وهي تهمس : مين؟
خذ نفس وهو يقول بعدها : المُهيب ولد حامد أخوي
انذهلت ما تصدق اللي تسمعه وهي تطلبه يعيد لها ، وعاد الاسم مرتين بدل الوحدة وهو يقول لها : فكري زين يا بابا ولا عمرك تفكرين إن بابا يقول لي هالكلام ما يبغاني معاه ولا ما صدق ، لا يا قلبي والله ان اعز ما عندي هو شوفتكم حواليني بكل ما التفت ولا يجي ببالك هالحكي
هزت راسها وهي توقف تسلم عليهم وتدخل لغرفتها وما إن قفلت الباب حتى أجم دمعها يتخذ مجراه على كلا خدينها ، تبكي ذكرى كلام أبوها الاول بخصوص هالموضوع ، تبكي سنين ظلمها لما كانت زوجه للرجل هذاك ، كانت تبكي الم الإجهاض اللي استمر معها لوقت طويل تبكي هجره لها و التعب و الحزن اللي مروّا عليها بالفترة ذيك ، تبكي انكسار ابوها و روحاته للمحاكم بكل أرجاء لندن وبكل مره تُستأنف القضية كانوا يعيشون أصعب أيامهم ، الجميع أصبح متوتر والجميع قلق وحتى انها كانت تظن بإنها آخر ايامها ، واكبت الإكتئاب شهور عديدة واستمر العلاج كثير ، قامت وهي تشوف الساعه والوقت تأخر دخلت الحمام تتوضى وطلعت تفرش سجادتها وتصلي.
.
.
-
جلس على الكرسي وهو يناظر للوحة قدامه ، ما حس بالوقت وهو يرسم شاف الالوان على إيده و ملابسه ورفع راسه لـ اللوحة قدامه وهو منذهل ، ليه دايم إذا جاء يرسم لها رسمه بألوان ما ينتبه الإ اذا انهاها ؟ ليه هي بالذات انتشلته من بين الرصاص والأسود للألوان وليه هو يحفظ هالحركات منها بعقله ، كمل يلوّن وهو يفكر بردها ، ما ينكر صُدم من طلاقها ولكن كل أجزائه غير مباليه ، لما قال لجده بإنه يبيها هو قلبه اللي جاوب ، رجف قلبه لما راودته فكرة إنها ممكن ترفضه قام وهو يترك الفرشاة وطلع جواله من جيبه يدق عليه : وينك ، بشوفك!
قام ادهم وهو يلبس وكانت دقايق معدوده و هو عند بيت الجد ، طلع مهيب وهو يقول : خل نروح كوفي
ناظره يركب جنبه وهو يقول : شفيك؟
ناظر لعيون أدهم ثم لقدامه وهو يقول بهدوء: خطبت
ما أستوعب ضغطه للفرامل الا لمن شاف راسه اللي ينزف من القزاز اللي دخل بجبهته والتفت له : صاحي انت؟
ضحك أدهم بعالي صوته وهو ينزل يشوف راسه : احد يقول هالخبر بنص الليل ومصحيني من نومي عشان تقولي خطبت يا معتوه
ابتسم وهو يشوف وجه أدهم الضاحك : انا المعتوه الحين ؟ وراسي اللي فقشته كيف؟
ضحك وهو يطلع الاسعافات من الخلف : اسكت بس وعلمني منهي سعيدة الحظ وليه ما قلت من اول؟
ابتسم وهو يقول : مدري ، كل شي صار بسرعه
هز راسه ينتظره يكمل : إي؟ منهي؟
تنحنح بهدوء ثم اردف : بنت عمي أحمد
أبتسم ادهم وهو يحب راسه : وهذي حبة راس للعريس ، إي ؟ شفيك مكشر
هز كتفه بعدم معرفة : خايف ما تبيني وترفضني
عقد حاجبه وهو يقول : خايف ؟ لحظه في بارتات كثيرة محذوفه عد لي القصه من البدايه
تنهد وهو يقول له كل الموضوع بداية من جدة ونهاية بقراره ، هز راسه أدهم وهو يقول : من ناحية إنك تبيها فإيوالله انك تبيها أما من ناحية إنها ترفضك اذا كان طليقها كلب معاها فهي اذا رفضت ما تنلام والله
عقد حاجبه يقول بحده : لا تقول طليقها !
ضحك بذهول : وشو !! ممداك يابن الملوح ممداك
.
.
-

أنت تقرأ
ابدتِ بأطراف البنان مهابتي
Fiction généraleرواية سعودية فيها قصص من الواقع والأخرى خيال كاتبة أدت بها الطرق و الأزقة إلى الواتباد ، بطلي المهيب وبطلتي بنان اللي بيتعرفون على بعض في مهمة إستخباراتيه منظمة من قائد واحد ، فيما يعاني والد المهيب المريض النفسي بالإضراب الذي نتج من قتله لزوجته خل...