البارت السابع والسبعين

235 7 0
                                    

دخل يتوقّع نومها واتجّه للغرفة يتأكد ودق الباب بخفّة وما يجيه الرّد ، فتح الباب يحس برودة الغرفة واستغرب النور مفتوح وماهي بالسرير وتقدّم يدق باب الحمام وهو ينادي : ودّ!
فتح الباب بعد النداءات المتتالية وكلها كانت بلا رد منها ، زاد استغرابه يشوف إنها مو موجودة والتفت بسرعة للخلف يتأكد من وجود أغراضها يشوفها موجودة ، وضحكت هي من الصالة بسخرية تلاحظ خوفه ونطقت : ما بعد جننتني لدرجة أهرب بليلة زواجي!
عض شفته وهو يتنهد براحة ، والتفت يشوفها تعدل جلستها بكنب الصالة بعد ما كانت منسدحة واقترب يجلس مقابلها على الطاولة  وهمس يشتت عيونه : آسف
ضحكت بتهكم تناظر ملامح وجهه : آسف؟
هز راسه يشوف وقوفها وإبتعادها عنه ، وقف وراها يدخل للغرفة وناظر فيها تتجه لغرفة الملابس ووقف ينتظرها تطلع وهو حاط إيده على شعره بضياع يحسّه بعد التقائه بعمه محمد اللي طالما كان إتجاه العيال دائما ، حكيم وعقلاني أكثر من آبائهم
-
"قبل ساعة من الآن"
نزل من الجناح متجه للإستقبال وهو يحس بكل أنواع الغضب على نفسه وعلى عدم مقدرته لمنع نفسه وركب سيارته يطلّع جواله وبعد الف خطوة تردد قرر يدق على عمه محمد واللي ما طال رنّ الجوال حتى رد يهلّي فيه : يا هلا يا هلا بالعريس ، ابك وش عندك هالوقت صاير شيء؟
هز راسه بالنفي وبسكوت أثار خوف محمد اللي نطق بهدوء : وليد !
تنحنح يعدّل صوته وهو يقول : معاك عمي ، معاك
تنهد محمد يتجه لسيارته بعد ما سمع وليد يقول : طالب مشورتك عمي
ركب سيارته يقفل من وليد وهو يتجه للفندق بعد ما قال له " خلك محلك بجيك" ، دقايق معدودة كانت من تحرك محمد حتى وصل لوليد اللي مرتكي على السيارة واتجه لسيارة عمّه من أشر له وأول ما ركب تكلّم محمد : خبصتني يكون بعلمك
إبتسم يعدل جلوسه وهو يهمس : ما عرفت لمن أتوجّه
هز راسه يأشر له بـ"هات ما عندك" ، وتكلم وليد ويتردد كثير ، تردد اللي "مو متعود" ، وتردد الندم بعدها ويخاف عمّه يعلم عليه ، لإنه ما يثق وما تعلّم لكن يحتاج نصيحة الحين ومن سابع المستحيلات يتّجه لجدّه أو ابوه : يا عم أبي اتكلم وأبيك تسمعني ، وما أبيك تلومني بشيء أنا ما أخترته
هز راسه يناظر بعيونه وأشر له يكمّل واردف وليد : أنا يا عمي مو قادر وهالبنت ماهي أختياري ، ولا هي اللي قضّيت معها ليالي أحلم بعيال منها يشيلون أسمي ولا هي اللي أخترت معها أرض لبيتنا ولا هي اللي سكنّت قلبي و لحفّتها ، يا عم أنا ما عاد أعرف وش أسوي
سكت يصد وهو يداري غصّته وتكلم محمد بهدوء : بنت زايد أختيارك
لُجِم يلتفت لعمّه بكل سرعه يستفسر معرفته وثقته بالنّطق ، وهز راسه محمد يشوف التفاته وتكلم : لا تظّن إن الأمر مخفي ، ولا تظن إن أختيار أبوي لك من فراغ
عقد حواجبه يسمع كلام عمّه وهو ينتظر اللي بيقولّه ، وأردف محمد : بنت زايد ما تناسبك كثر بنت عبدالله يا وليد ، مهما حسيّت إنت ومهما حسّت هي من شعور ومن ترابط إلا إنكم ما راح يجي يوم وتصيرون لبعض وسمّ اللي بينكم كل ذيك السنين نزوّة أو سمّه اللي تبي
رفع أكتافه بإستغراب يضحك : ليه !
إبتسم محمد يناظر ملامحه وهو يقول بضحكه : لا تخاف مو أختك أكيد !
ضحك بضيق يخلل إيده بشعره وهو يهمس : ليه طيّب ؟
تنهّد محمد يوجّه نظره للأمام : لأن أبوها ما يبيك وليد ، زايد ما يبيك بعد سواته بأم المهيب هو ما عاد يثق براشد ولا خلفة راشد ، بيزعلك الكلام وبيخلق لك حزازيات بين عمامك يمكن ولكن بنت عبدالله أخير لك يا ابوك وصدقني مهما كانت أحلامك بغيّرها لمن تعرف اللي أنت معاها عدل وتعاشرها وتعرف معدنها لحالك بتندم على ضياع عمرك مع غيرها ، وخلني اسألك سؤال
هز راسه وليد وأردف هو : الحين لو رحت لبنت زايد وقلت أنا باخذك الثانية هي بترضى؟
نفى يهمس بهدوء : لا
وكمّل محمد : ولنفترض طلّقت بنت عبدالله ورجعت لبنت عمّك وحدثت المعجزه ووافق زايد ، بنته بترضى بك ؟
سكت بدون إجابة فقط إكتفى بالسكوت ، وتكلم محمد : ما راح ترضى ، بس بنت عبدالله بترضى بالطلّاق ويمكن تطلبه وبأي وقت ووقتها من بيحامي عنها بمحكمة الطلاق ؟ بنت زايد ، ويصيرون هم بالكفة الاولى من الكون وإنت بالكفة الثانية ولحالك ما عندك أحد حولك ، يعني لا إنت اللي ربحت الاولى ولا اللي كسبت الثانية بخسارتها ، الحريم يا عمي يشكلونك مو إنت تشكل صِلاتك فيهم
إستمر بسكوته مما خلّى محمد يتكلم : حنّا الرجال لنا أربع من الحريم ، إن ما كسبت الأولى وعرفت تتعامل معاها بالأول ، ما راح تعرف تتعامل مع اللي بعدها ، بتكون مزواج يعني وتقضي عمرك كذا ، لا إنت اللي مرتاح ولا إنت اللي مستقر ... ما أقول لك حب البنت من هالوقت ، بس عط نفسك الوقت عط البنت احتياجها وحقوقها عشان ترد لك باللي تعطي ، ما عاد أحد يعطي ويبالغ بعطاه بدون أخذ وانا ابوك وإنزل الحين وخذ بخاطر مرّتك وحاول تتكلم وتكوّن حوارات لها ردود والله يجمّلها بينكم ويزيّن أحوالكم "
إلتفت من سمع خطاويها وهو يشوفها تتقدّم لوسط الغرفة بتردد وإيدها على خيط الروب الزهري القصير وهي تقفّله بإحكام ، كان يناظر بدهشة من أحكمت ربط الخيوط على خصرها المنحوت وهو يناظر لشعرها الأسود اللي من طولّه إنربط مع الخيط ما تلاحظه هي ولا تحسّه من توترها ولكنّه يشوفه وتقدّم لها بعدم وعي وسط إرتباكها من لامست إيده طرف خصرها وهمس بإذنها يثبّتها من تحرّكت تبي تبتعد : شعرك
تعمّد التأخير وهو يحس ربكتها وخوفها منّه واللي بان بأول ما حرر شعرها ، همّت تبي البعد ولكن أبى للمرّة الثانية وهو يدفن وجهه بشعرها اللي من سواده ما كان يفرّقه عن الليل بظلمته شيء وهمس لها ثاني : خليّني أرد صوابي هنا
-
-
"بيت الخوال - الفجر في غرفة البنات "
وقفت ترد على جوّالها من كان المتصل هو بعد ما شاف رسالتها وتحجج بالرّد على رسالتها بهذا الأتصال : اهلا وسهلا
ابتسمت تهمس له : كنت تقدر ترد بحرفين !
ضحك من بانت نيّته عندها وهو يقول : بس ماهم هنا ، جات أكثر من حرفين
رفعت حاجبها من عيارته وهي تقول : إيه بتوجعك أصابعك إذا كتبتهم
هز راسه وهو يشوف دخول حور اللي أول ما جت قال هو : تمام ، اكلمك على خير
ميّلت شفتها بإستغراب وهي تقفّل وضحكت من ارسل لها "حور وبالجرم المشهود" ، تقدّمت تجلس عند فدوى اللي كانت منسدحة على رجل جنى : شكلها مع مهيب للحين!
رفعت جوالها جنى تصوّر : طيب زوجها وش المشكلة
ناظروا بعض بدهشة وهم يشوفون جنى وهمست فدوى : الحين مو هي دايم تسقط عليه !
هزت راسها وهي تناظرهم بنص عين : وللحين ، بس منجد زوجها وشعليكم
دخلت بشرى بالأكواب وهي تقول : زوج مين؟
فدوى : يقصدون بنان ومهيب
شتت نظرها وهي تقول : وش زوجها وما بعد سكنوا سوا حتى ، ما فيها صبر !!
ناظرتها جيداء وهي رافعه حاجبها : كلام كبار وشدخلك !
ناظرت لجيداء وهي تقول بغيض : مخبيه علينا إنها مطلقة ومحد يدري ويمكن حتى هو ما يدري
جمدت وجيّههم يناظرونها بهدوء إلى أن تكلمت جيداء : وش يعني ؟
هزت راسها بالنفي توقف من وقفت جيداء تتجه لها : مدري إسألي صاحبتك اللي تتزوج وتطلق وتاخذ نصيب البنات
تحرّكت خطوتها بعد ما رمت كلامها من كف بنان اللي بيّن طبعه في خدها وهي تقول : إذا بغيتي تتكلمين أوزني كلامك أول شيء ، وثاني شيء إعرفي تتكلمين عن من ، وثالث شيء ما تخفى عني حركاتك مع مهيب وخروجك له بنص وقوفه ، ورابع شيء إيه انا تطلقت فيه شيء ودك تقولينه؟
وقفت بشرى تتجّه لبنان بغيّض وهي ترفع إيدها وتصرخ : تضربين من! وتمدين إيدك على من!
ضربتها بجانب كفها على صدرها الأمر اللي خلّاها تنزل إيدها بألم وأردفت بنان : أموري تخصني لحالي ، وزوجي لي لحالي
وناظرت بالبنات ورجعت تناظر ببشرى : بنت أبوك حاولي تتدخلين في شيء يخصني
وطلّعت تنزل للمطبخ ونزلت جيداء وراها وهي تنادي عليها وإلتفت تتكلم بعصبية : الأكيد إنك مو تنتظرين مني تبرير جيداء ، ما لأي أحد فيكم دخل باللي صار فيني قبل وما لكم أي حق تحاسبوني وتلومون فيني!
هزّت راسها جيداء وهي تتقدم لها تضمها وتبكي بحضن بنان اللي ماسكه نفسها ودمعتها بقهر ، ودها الحين تروح وتذبح بشرى واللي قايل لبشرى اللي نزلت بعد دقايق وهي تصرخ من الدرج : وينها هالحيوانه والله لأندمك وربي
كانت تصرخ وتصيح بشكل جمّع اللي بالبيت كلهم واللي نايم صحى واللي يقدر يدخل من الرجال دخل ووقفت قبال بنان اللي ضامّه جيداء وقالت : إنتي مين عشان ترفعين إيدك علي مين؟
غمضّت عيونها تدور الهدوء ولكن فاجئتها شهقت هدى اللي صرخت بعالي صوتها : وشهو !!
وتقدمت تتكلم قدام بنان اللي تناظر فيهم إستنكار وقالت هدى : إنتي تمدين إيدك على بنتي ! وعشان أيش ؟
بكّت بشرى وهي تقول لأمها : عشان قلت إن هي مطلّقة قبل تتزوج المهيب
ميّلت شفتها بقرف من نطق بشرى لأسمه ومن شهق الجميع يستغرب ولكن شتت نظرها تدوّر عيون تطمنّها وفعلًا لقتها وطمنّتها عيون أذاها الدهر وإستهلكها بشكل يوضح على جفونه الناعسة وعلى تجاعيد جبينه المهلوكة وما إن غمّض سعيد عيّنه يسمح لها بالدفاع إلا إنها وقفت بشموخ أمام بشرى متجاهلة الجميع ومتجاهلة هدى اللي جنبها وهي تقول : ما راح أصير زيك ولكن درس ولقنّتك هو ، وإذا فيك خير عيدي اللي سويتيه ومانك صغيره تفهمين معنى كلامي عدل ، والضربة بدلها الف
وبعدّتها عن طريقها بطرف إصبعها وهي تقول : والحين بعدي هناك ، ادوختوني على هالليل
وراحت للغرفة اللي فيها البنات وهي تشوفه موجود وعقدت حاجبيها بإستنكار لوجوده : ليه هنا إنت ؟
كان معطيها ظهره ما تلمح الا بياض ثوبه والشمّاغ اللي على راسه والتفتت لصوت الحركة بجنب الباب وهي تشوف البسّة اللي عند ليّا وأنس وتنهدّت براحة ترجع تلتفت له ولكن ما كان موجود وتقدمت تجلس على الفرش تحت وهي تشّد على قبضتها برجفه من الموقف اللي خلتها بشرى فيه ومن إنها كانت لحالها هالمره بدون أمها وأبوها ولا حتى آدم كان موجود ، وفزّت بخوف تتلفت من تذكرت إن مهيب ما كان موجود لأنه نزلّها وراح لخواله ووقف تنزل لتحت وشافت جدّها و عمها زايد جالسين وتقدمت تسأله : جدي مهيب رجع؟
هز راسه بالنّفي وهو يجاوبها : لا يا جدي ما في أحد من العيال هنا
إنتفضت كلّها بخوف وهي تلتفت وتهمس : أجل مين كان !
وقفت تبتعد شوي وهي تدق عليه وما طوّل بالرد يجاوبها بإبتسامة : يا اهلين
سكتت لثواني ورجع هو يتكلم بهدوء : فيك شيء ؟
نفت بسرّعه وهي تقول بهمس : تقدر تجيني ، بروح مع بابا
عقد حواجبها بإستغراب وهو يقول : تروحين لبابا وشو له !
خذت نفس بعمق تمسح على رقبتها بتوتر : مدري
هز راسه بالإيجاب وهو يفتح الباب : تعالي المطبخ
كانت قريبة بمقدار اربع خطوات وفتحت الباب برجفة واضحه عليها وتنهّدت براحه من شافته واقف ولكن همست : مهيب ؟
فتح إيده يدعيها له وهو يجاوبها : لبّاك مهيب
مشّت له بإتزان وهي تدخل بحضنّه بهدوء ، وهمس : وش صاير ؟
هزت راسها بالنفي وهي تركي راسها على كتفه : مو صاير شيء
عقد حواجبه يشوف وجهها التعبان وحتى صوتها ونطق : كل هذا ومو صا
جمّد من قاطعته تقبّل عنقّه برقه وهي تقول : خلاص حبيبي !
خفّق قلبه من رقّتها في تقبيله لـرقتها في نطقها ولوقوفها بحضنه وحتى إيدها اللي بأيسره ترفع كل معدلاته لذلك تدارك هو الأمر وهمس : نطلع؟
هزت راسها بتعب توقف على حيلها والتفتت له لما قال : لا تنسين اغراضك بنطلع المطار من هناك
طلعت تهز راسها وطلع وراها يتّجه لجدّه وهو يشوف الضيق بوجهه : أبوي عسى ما شر !
التفت لزايد اللي وقف وهو يقول : عمي شصاير ؟
أشر زايد لمهيب بالجلوس وطلع هو يبتعد عن الجلسة ككل ، وجلس بيمين جدّه وهو يقول : شفيكم ؟
تعوّذ الجد من الشيطان وهو يقول بهدوء : عوّدوا للندن يا مهيب ، عوّدوا وانا ابوك
فهّم إنه ما راح يقول له ولا هي بتقول له وفهّم كمان إنه مو شيء لازم يتدخل فيه وإلا قال له الجد ووقف يسلم عليه من شافها طالعه وتقدّم ياخذ الشنطة عنها ومدّت له نقابها تتجه للجد وهي تضمّه ، وهمس لها : ما بدا منك خطأ زين يبه؟
هزت راسها بالإيجاب تبتعد عنه وهي تبتسم لطالما كانت تكره الطاري اللي ينجاب فيه سيرته وتكره حتى إنتهاء اسمه بنسبه هو ، لكن تشوف الآن و تعرف الآن إنه رب هالأسرة والعمود الوحيد اللي يقوي هالعايلة ويحميها بعد الله ، ولا يخفى عنها إن الجميع يتوجه له في في النجاح والفشل وإنه يوقف بوقوفهم و يوّقفهم بطيحتهم ، وزوّد حبها له إن مهيب إستغنى عن الجميع وناداه هو بـ أبوي ، طلعت تبتسم من همس لها الجد بـ "ديري بالك عليه وهو بيديره عليك ، ودعتكم الله " مد لها نقابها تلبسه وطلعت تدخل بالسيّارة بينما هو راح يكلّم أدهم اللي عرفته من ناداه هو : يابو العز
وضحكّت من كح أدهم يبتعد هو بتمثيل للخوف من العدوى وأبتسمت من تقدّم يسلم عليه ويضمّه وهو يقبّل راسه وتوجّه للسيارة بعد ما حرّك أدهم وركب مهيب جنبها وهو متلطم بالشّماغ ومد إيده للخلف وهو يحس بتحرّكات عيونها معاه وتكلّم يبتسم : عجبتك؟
شهقت بذهول تضحك من حط إيده الباردة على إيدها اللي مثل اللهب وأبتسم هو يشوفها تحاول تدفي إيده بأكمام عبايتها ، ميّل شفته لثواني وقال بعدها : ما راح تدفى هنا
ناظرته بعدم فهم بالبداية ولكن سرعان ما فهمت من شافت نظراته وصدت من ضحك هو يحرّك السيارة بإتجاه بيت خواله ، وأول ما وصلوا انتبهوا لمرور عقاب متجه للبيت وخلفه أزهر وقيس وبعدهم بدر وبسّام اللي كانوا يتسابقون وضحكت تشوف بسام اللي مع تقدّم بدر فصخ نعاله وهو يحذفها على بدر وأبتسم هو : بدر وبسام خوالي
أبتسمت تهز راسها : واللي بالبداية أزهر وقيس
رفع حاجبه يناظرها وضحكت : عرفتهم بالزواج أمس وفي واحد صغير أخو ود
حك ندبته يدّعي عدم الحسيّة في هاللحظة وهو يقول : حمد
هزت راسها تضحك : وشو تغار !!
التفت لها بدون كلام وهو يهمس : لا تنزلين
عقدت حواجبها من نزّل وهي تقول : منجده ذا !
فتحت جوالها تشوّف كلام جيداء لها وأبتسمت من كانت مشاعر جيداء لها أخوية وعائلية وكلها خوف ومسّرة وإمتنان لوجودها بجنبها فتحت على الڤويس وهي تقول : طيب تدرين إني أحبك؟
ونزّلت من فتح هو الباب وعاقد حاجبة وقفت تقابله وهي تمد إيدها لحجاجه تفك التعقيد وهمست : مو عندي !
ناظر لعيونّها لثواني وصد يستغفر بينما هي ضحكت تمسك إيده يتجهّون لداخل بيت عقاب اللي كانت الدنيا مو سايعته بوجود بنان معاه وضحكته اللي ما فارقت وجهه ولا وجه عذبّة اللي كل شوي تهمس بـ الله لا يخلينا منكم ، والله يعمّر بيتكم ويرزقكم بالذريّة قبل تغمّض عيني وكانت ردودهم مثلها بـ الله يطول بعمرك يمّه ، والله يخليلنا إياك يمّه
-
-
" المستشفى "
مر يركض من قدّامها وهو ينادي على الموجودين بهالطّابق من كان حادث تحت بالطواري وهو يقول للممرضين اللي عنده : تأكدوا زين وإنتم تفحصون عشان الكسور ، لا نغلط وإحنا نعالج
وصلوا تحت ونزلت هي بعدها تتوجه لهم ووقفت تشوف أزهر كان فوق صدر المريض يحاول معاه بمساج القلب اللي دام لمدة ٤ دقايق ما ملّ أزهر فيها ولا تعب ، ولا راح تعّبه سدى من صحى المريض ترجّع العلامات الحيوية على الشاشة قدامهم وأبتسموا بفرحة وهم يحيّونه بإسمه يبتسم لهم هو ويعدّل نظارته على عينه ، وسرعان ما توسعت إبتسامته من شافها عند الباب تبتسم له وإتجه لها وسرعان ما تلاشت إبتسامته من شاف رجّال يتكلم معاها وعقد حواجبه يشوفه يتقرّب يمسك إيدها ووقف يشوفهم وهو يحس بنار تسكن جوفه بهاللحظه وما يطفيها شيء الا إنه يتقدّم ويقّطع الآدمي الى مليون قطعة وإنتبه لنظراتها وضحكتها وكل حركّة مبهجة تصير منها هي تزيّد إشتعاله ، وإنتبهت له هي تشهق من شافت إيده المليانه دم من المشرط اللي بإيده وركض أدهم يشيل الكمام عن وجهه وهو ينادي عليه : أزهر !
صرخت هي للممرضة جنبها تركض بالعدّة اللي معاها ، اما هو كان واقف ببرود يشوف أدهم يقلّب إيده ويسأله : وشجاك إنت !!
هز راسه بالنفي يناظر بعيونها بحدّة وسط إنشغال أدهم بتنظيف جرحه ، وعقدت حواجبها تناظر له وصدّت من نطق أدهم : ودق تخيّطين ؟
هزت راسها بالنفي وهي تناظر لتحت : لا بشوف أحد قر
قاطعها وصول الممرضة وهي تقول : أدهم النهام ؟ تفضل للمعاينة
راح أدهم وتكلّم هو يأمرها : تعالي مكتبي وجيبي العدّة
ناظرته يعطيها ظهره وهو يطلع من الطواري وتقدّمت تاخذ عدّة الخياطة والأسعافات الثانية وراحت وراه لمكتبه ، دخلت بدون تدق الباب وهي تشوفه واقف على لوكر مكتبه بدون تيشيرت ووقفّت هي بمكانها تشوف العلامات والندبات اللي بطهره والواضح إنها خياطة قديمة وشامات متوزعة على ظهره وتحرّكت بغفلّة منها وعضّت شفتها بتوتر لما طاح منها الشاش وأصدر صوت ، وإنتبه يلبس تيشيرته بسرعة ولف يشوفها واقفه وتناظر بالأرض وجلس على الكرسي يأشر لها تجلس مقابله ، جلست تنزّل الاغراض على الطاولة وأبتدت تخيّط الجرح من مد إيده ما يترك لها مجال ترفض ، وبهدوء منهم الأثنين خيّطت الجرح بأربع غرز بدوّن تألم واضح منّه ورفعت راسها من كملّت آخر غرزة تشوف جمود وجهه ونظراته لها ، عقدت حاجبها تناظر الإبره وهمست : ما توجّعك؟
نفى بدون يتكلّم وكملت تلف ايّده بالشاش وخذت البلاستر تثبّت فيه الشاش ، ووقفت بعد ما خلصت وهي ترجّع شعرها لخلف ظهرها تنحني بعدها للأغراض وتنهدّت بضيق من نزل ثاني يعيقها وسرعان ما حسّت بإيده تمسك شعرها من خلفها وهو يقول : خذيهم
تحس إن قلبها بيطيح عند ركبتها من ربكتها وخوفها في هالوقت ورجّع يعيد كلمته : خذيهم قلت!
بلعت ريقها تاخذ الأغراض وهو لا زال واقف وراها ويلاحظ توترها كلمّا مدت إيدها للشاش يرجع يطيح وأرتبكت أكثر من مد إيده اللي عليها الشاش يمسك شعرها وبإيده الثانية مسك الاغراض يحطهم على طاولة مكتبه وفلّت هو شعرها يطيح ثاني على كتفها وتوجه للباب يركي ظهره عليه من تقدّمت بتطلع ، تتوتر كثير بوجوده وترتبك لما تصير بمكان هو فيه ولا تنسى اللي صار بالزواج قبل ساعات من وقّف يناظر فيها وإبتسامته لمّا لمحها وخروجه من قاعة الزواج بضحكّه تربكها وبكثر ربكتها هي تنبسط وقلبها ينبسط وتحس ما لها قوّة تمنعه لأنها تبيه وتحبه ولأن أزهر الوحيد اللي يلاحظها ومن مدة طويلة مافي أحد يلاحظها لا من دائرة صداقاتها ولا من دائرة العائلة وأدهم مو عندها دايم ، جمدت مكانها من مد إيده لخصلة شعرها يلفّها حوالين إصبعه وهو يقول : كذا تتكلمين مع أدهم دايم؟

ابدتِ بأطراف البنان مهابتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن