ناظر لها لثواني ولبس نظارته يمسك الكتاب وهو يمدد رجله ويرفع الكتاب على وجهه بحيث إنها ما تلمحه ولا هو يشوفها وهزت راسها بيأس تعبس شفايفها ونطقت بعدها بهدوء : كنت أظن إنك الوحيد اللي بيفهمني أدهم !
شافت سكوته وإلتهاءه مع الكتاب وتابعت كلامها : قررتوا ما تشوفوني ؟ ولا تسمعون مني ؟ عشان وقفت مع قاتل أمي أنا ! وسامحته لأن الحزن والأسى اللي عاشه هو أنا اعتبر ولا شيء بجنبه ، تخيل إنك تنشال بين احضان أمك بيوم ولادتك وتتربى بحضن عجوز وحيدة وما حولك من الناس أحد إلا هي ويوم إنك كبرت يجيك إبوك ويقول إنه عمك وإنت سو كذا وسو كذا وبالأخير بطلع أبوك ويستخدمك عشان حقد دفين أدهم ، حقد حقده راشد على نجاح أخوانه وسمعتهم وصيتهم بينما هو يرثع في عملهم ولكنه بحضن أمه !
لفت راسها تنتبه لوجود السماعات على أذنه وتنهدت تهمس : على الأقل إنت لا تكون زيهم أدهم ، إنت بس
طلعت تقفل الباب وراها وهي مغمضه راسها بصداع شديد من اللي يصير لهم بحياتهم من الشهرين الماضية ، وإنتبهت لصوت جدتها اللي بداخل الغرفة تهمس بضحك وهزت راسها بالنفي تضحك بلا حيلة وهمست تدخل للغرفة : بهالكبر با جِدة !
-
-
دخل لبيت عقّاب الموجود في الرياض وهو يشوف قيس جالس عندهم بالصالة ويشوف تجهيز عذيّة للشاي والقهوة واللي مجهزتهم في شنطه متوسطة الحجم قدر يفهم إنها بتروح للمستشفى ووقف يسلم عليهم ويحب راس عقاب اللي كان يناظر أزهر وينتظر منه خبر مفرح و بشارة يفرح بها ولكن من تقدم يحب راسه هو نزل نظره للأرض يراقب إرتعاشة إيده اللي لمحها أزهر ونزل إيده لإيد جدّه يهمس له : بتهون يبه بتهون وتعدي الله يخليك لنا
إلتفت لقيس يسأله : من متى إنت هنا ؟
تنحنح يعدل جلسته وهو يجاوب أزهر : لي ساعه او ساعه ونص ، صليت وجيت
هز راسه بالإيجاب يوقف من جنب عقاب ويتوجه للمطبخ من سمع صوت عذيّه وحور وأبتسم يتقدم لهم : صباح الخيرات يا أم عبدالله
ضحكت من توجه يحب راسها بالمثل وهي تربت على كتفه : صباح الخير يمّه ، بشرني يا أمي ؟
أبتسم يحب راسها للمره الثانية : مدّيه بدعاك يالغالية وأعطيه وزود
توجه لحور يدخلها تحت جناحه : كيف حالك إنتي؟ طمنيني عنك
أبتسمت بخفوت وهي تناظره لثواني طويلة وهز راسه أزهر يضمها بخفّة وهو يهمس لها : تحتاجينه وبعد أحتاجه بس ماهو بإيدي ولا بمشتهاي يا حور
هزت راسها تطبطب على ظهره بخفيف : الله يلطف بنا ويصبرنا ويقومه لنا بخير وعافية يارب
تمتم بـ"آمين" بين شفايفه وهو يناظر لجدته : يمّه وش يوديكم من الحين حبيبتي؟ روحوا على الساعة ثمانية ولا تسعة
ما ردت عليه يناظر بظهرها اللي يرتفع وينزل وتقدم لعندها يحب راسها وطلع متوجه لغرفته يشوف إن قيس مشى ، فتح باب الحمام يشغل المويّا الباردة وهو يدخل تحتها بتعب وفراغ ملأ حياته بعد طيحة مهيب وإتباع ودق لنايف اللي هد حيله وهو اللي جن جنونه عند سلطان بعد ما حكموا على نايف بإنه براءة وإنه شاهد للسلك وساعدهم بينما بالمقابل نايف قاتل وبهذلهم سبب طيحة مهيب بالمستشفى هو وحرمان ودق من أمها هو وبرضو حرمانها من سلطان هو ، كانت ردة فعل أزهر جنونية لحدٍ ما من إتجه بسلاحة لمكان نايف ودّه براسه لا أكثر لكن إنلجم من شاف ودق واقفه بجنبه ويكلمها نايف والواضح إنها عرفت بكل شيء ورجع ، رجع مذهول من شافها تربّت على كتف نايف وهو محروق دمه عليها ومن شافها تبتعد للداخل بوجه عادي لا غاضب ولا هايج وهو اللي لو إلتفت له نايف خلص عليه ، إستوعب إن هو ينحرق عشانها هي ، عشان الحرمان اللي تعيشه هي وعشان حبها هي , رفع إيده على راسه يدلك فروته بخفة وهو يبتسم بحزن من تذكر مهيب وإبتسامة مهيب ووضع مهيب اللي يوجعه إن سنده اللي دايم ما يرتكي عليه طاح وإن ظلّه اللي يستظل به من حارق الشموس طاح ، وإن إخوه ودنيته كلها طاحت وأظلمت بعد طيحته ويشوف إن الجميع طاح من طيحته والجميع تأذى من طيحته بداية من أكبرهم أجداده لأصغرهم عيال أعمامه ليّا وأنس
-
-
" شقة وليد "
إنتقل لشقته بعد ما كان تضييق هدى واضح وأمام الجميع لوّد وبعد ما أصبحت تتدخل بشكل ملحوظ في علاقتهم وخصوصا بعد طلاقها من راشد اللي إنحكم عليه مؤبد ، قرر هو الإنتقال لشقتّه الخاصة بعد ما أعطى بيته لأمه اللي كانت تمشي وتتكلم بإنه " ولدي اللي هو قطعة مني يبي يسكنّي بشقة ويخلي بنت إبليس في بيت كبير ! " ، وعشان يمتنع عن الضرب بالكلام هو سكنّها ببيت وأخذ له شقة بنص الرياض ، رجع من الدوام بعد إستلام الليل وهو مرهق يشدّة وسرعان ما أبتسم بإستغراب من سمع صوت التلفزيون عالي وتقدم ينادي عليها : ودّ !
مشى يتقدم للغرفة اللي فيها التلفزيون لكن حس بالإيد اللي تمسك بإيده وإلتفت يشوفها ببجامة حرير باللون الأسود عبارة عن قميص بس وضحك يقبّل جبينها من إرتمت بحضنه تهمس : طولت علي و وحشتني ! بس ناديت جنى وبشرى ونهى عندي
هز راسه يدخل للغرفه تدخل معاه بعد ما قفلت باب الغرفة الثانيه وهي تقول للبنات بإن وليد موجود ، وتقدمت له تمسح على وجهه وعيونه من كان التعب مبين عليه وهي تقبل عيونه بخفّة وهمست له : تعبت ؟
رفع حاجبه يغمض عيونه بمعنى " كثير " ، وقرّبها منه يحاوط خصرها وهو ينحني يقبّل عنقها بلهفه حستّها من دفن وجهه بشعرها يتنفس بعمق وهو يجاوبها : هنا أرتاح
ضحكت تشبك إيدها حول عنقه بغنج يحلف إنه يليق بودّه بس وما اخفى كلمته من همس بين شعرها يقول : يليق فيك يا كل ودّي ، بس فيك !
وأبتعد بعدها يحط إيده على بطنها بخفه وهو يجلس على ركبته قدام بطنها ، تذوب كلّها من عرفت إنه صار وقت محادثته المعتاده مع طفلهم اللي بين أحشائها وخللت أصابعها بشعره من حط أذنه على بطنها يتكلم بهدوء : صباح الخير بابا ، جيت من الدوام وإشتقت لكم كثير ، عسى ما تعبتوا اليوم ؟ منتظر جيتك ودي هالدنيا ترضي سنيني فيك وأكون لك السند اللي تبي وتفتخر فيني وأفاخر بك أنا
طال سكوته بعد آخر كلمه تعرف إنه يتذكر أبوه كلما ذكر التربية وكلما طرى له إنه ممكن يكون أب فاشل أو أيًا من أفعال أبوه اللي سواها ، وطاحت دمعه منها كانت تداريها وتخبيها لكن ما قدرت من سمعت همسه بـ : الله لا يخيب ظنكم فيني يا بابا
ووقف يبتعد تمسح هي دمعتها وتقدمت توقف قدامه وهي تبتسم : إنت أعظم أب وليد !
أبتسم بخفه يناظر بملامحها المحمرّه وضحك يبعد شعرها عن وجهها وهو يقبلها بشكل مطوّل وبشكل يلاقي فيه هو نفسه ويلاقي استقراره بعد طول الضياع وعض شفته يبتعد ومن إبتعدت هي تبتسم تسمع دق الباب ، وتوجهت تفتح وهي تشوف جنى اللي تبتسم بذبول : ود عادي نمشي ؟
عقدت حواجبها تبتسم بإستغراب : ليه ؟
قاطعها صوت وليد اللي يناديها وضحكت ود ترفع حواجبها وهي تفتح لها الباب عشان تدخل ، وأبتسم وليد : صباح الخير
أبتسمت لإبتسامته وهي ترد عليه بخفوت يلاحظه الجميع من شخص مثل جنى اللي لطالما كانت البشوشة والضحوكة ولكن أعمال راشد أجرمت بضحكة جنى وكلامها اللي إختفى يترك فيها شخصها الحالي الذابل والحزين والبائس ! ، رفع إيده لشعرها بنفس إبتسامته وهو يسألها : ودك بشيء؟
نفت فقط تتكلم ود اللي ناظرت بوليد اللي اختلفت ملامحه تتحول للحزن على أخته : شرايكم نفطر سوا ؟ بعدين ننام
هز راسه ينزل إيده اللي على خد جنى بعد ما طبع قبله خفيفه : تساعدوا بالفطور وقولي للباقين يتساعدون لين اتحمم انا
أبتسمت تهز راسها بالإيجاب وهي تطلع وتقفل الباب خلفها ، وتوجهت له ود تبتسم تشوف نظراته عليها وضحكت من نطق : ما عاد ودي بالفطور
وقفت قدامه تفتح أزرار بدلته وهي تهمس له بإبتسامة : وش ودّك ؟
مد إيده لأزرارها يهمس لها بمثل همسها وإبتسامتها : إنتي
-
-
وقفت عند الشباك تراقب خطواته المتردده للبيت وجلوسه الطويل بالسيارة وأخيرًا أول خطواته لداخل البيت وجلست على الكنب يدخل هو بعد ثواني وأبتسم يسلم بهدوء وتوجه يقبل جبينها بخفّة ويجلس جنبها بالكرسي الثاني وكأن ما صار ولا أي شيء : مو نايمة ؟
هزت راسها بالنفي تناظر لصدره وقلّاب ثوبه المفتوح : قمت أصلي ومعاد نمت ، أفطرت ؟
نفى بنعاس ويوقف : لا مريت أهلي شربت قهوة الوالده وجيت
ترددت ولكن وقفت تتبعه من شافت دخوله للغرفة ووقفت عند الباب تسأله : ما تبي فطور ؟
ضحك يفتح اللحاف وهو يدخل السرير : من إيدك ؟ مب قايل لا
أبتسمت تناظره وهي تقول : إذا مرّه بخاطرك بسوي لك !
هو لأنه ما كان متوقع مالت ملامحه للهدوء يناظرها لثواني طويله تدارك نفسه بعدها وهو يبعد اللحاف : ليه لا ؟
ضحكت تتقدم للمطبخ وهي تعلي صوتها : بمساعدتك لكن
يبيّن الإستغراب بملامحه ولكن قدّم الأبتسامه على إستغرابه وهو يضحك ويأشر على خشمه : تبشرين
أبتسم يشوف إنها تقدمت تلبس المريول ووقف يلاطفها بنطقه : شرايك نطلب ؟
ناظرته تصغّر عيونها وهي تمسك السكين : تعال يا أستاذ
هز راسه بالإيجاب من بعيد وهو يقول : بس قبل كل شيء نزلي السكين تحت لأننا نبي فطور بدون تقطيع
ضحكت تميّل جسدها للأسفل تطلع كيس الدقيق الصغير وجمد مكانه يبلع ريقه من إرتفع قميص نومها القصير أصلًا يكشف الجزء المغطى ما يستوعب وقوفه ولا يستوعب أي أمر يحصل الآن إلى أن لوّحت بإيدها قدام عينه تسأله : وين رحت !
تنحنح يرجّع من وجوده أمامها بإنه موجود أو كما همس هو " معاكِ " ولكن بين كل ضحكة وأبتسامة منها يتهادى لباله اللي شافه ويواريه القميص ، وجمدت ملامحها من حست بوجوده خلفها تبلع ريقها بتوتر من همست تناديه ورد عليها بـ : إتركيني
يشيل المريول من عليها بخفة تحسها من لامس أصبعه خلف عنقها يفاجئها لاحقًا بإتصاق صدره بظهرها ويبحر لأول مره بدون إنقطاع بدون ترددها بدون خوفها وبدون ذكراها ، يقبل عنقها بتناغم تحسه مع نبضات قلبه اللي تسمعها وتتراقص معاها نبضاتها تعلن عن تنازلها له ، عن إنها وأخيرًا بتصير حرم المهندس ، حسّت بإضطراب دقات قلبه وهو يلفها له ويهمس : مين أحق ؟
كانت شبه ضايعه وقليلة إستيعاب وعقدت حواجبها تستفهمه ، وعدّل سؤاله يصيغه بأخرى تفهمها هي : من أحق بإحتضانك ، أنا ولا قميصك ؟
غمضت عيونها بخجل وهي تعض على شفتها وقرب لها يرفعها على الطاولة وهو يحاوط خصرها : عرفت الجواب
أبتسم يبدأ بتقبيل طرف شفتها اللي ياما فكّر كيف يبدأ بتقبيله وكيف يخطي خطوه له وما ينكر بأنه فكّر كثير بالتخلي ولكن الآن يتنعّم بما صبر له وناله بأبسط الطرق وبدون رفض ، هو الآن على سريرهم وبيمين صدره هي يبتسم من غطّت طرفها العاري باللحاف تتوارى عنه في حضنه وضحك يقبّل راسها وهو يشد بحضنه لها ، اليوم ولأول مره ينام بهدوء ينام وتفكيره في مهيب فقط وما ينشغل بتفكيره فيها كونها نايمه جنبه بس ما يقدر يقربها ، قدّر له الله بإن اليوم ينال نصيبه من الرضى ورجع الأمل للقلب الشجاع يتجاوز الكسر والحرق
-
-
" المستشفى "
٤ شهور آخرى مرت تصير نومة مهيب عمرها ستة أشهر ، ودعنا بها راشد في الحبس بعد ما جنَّ جنونه وقرر ينتحر بأحد زوايا المنفردات ، ستة أشهر رُزق سعود بمولودته المنتظرة واللي جات لهم بآخر يوم رمضان تسابق عيدهم وهلّت التباشير تراضي قلوب الغياض اللي فرحتهم ناقصة بطيحة مهيب ، جلست على السرير بتعب وهي تناظر بوجهه اللي ما تغيّر أبدًا وما ضعف منه موضع الشيء اللي طمّن قلب أزهر واللي إبتسم قبل شهر ينطق بيقين تام بالله وثم بمهيب وصحوته ، مدت إيدها لإيده اللي على السرير وهي تتقرب منه : ما يكفيك ؟ تركتني بدنيا ما يسمعني فيها أحد وفي عالم ما حس بغيابك فيه أحد ؟ كل من يساوره الفرح ، إلا أنا
ضحكت بغصّة تقبل إيده بشكل مطوّل تنزل دموعها ، واردفت : إلا أنا مهيب ، يوم جاتني الفرحة رفضتها ورديتها
خلت إيده اللي بإيدها على إنتفاخ بطنها تشهق ويفيض شعورها : رديتها مهيب ! ما أبيها بدونك ولا ودي تكون ، ما أبي طفلنا يعيش بدون أبوه وبغياب أبوه ، ما قبّلت بالحمل عشان تتركني وتنام
بكت تأن بتعب من إن حتى حملها مو ثابت ومن وجود الإبر المثبته ومن إنها بدونه وتعيش هذا كلّه وهزت راسها بالنفي : كل لحظه حلمتها معاك بحمل هذا كانت بسببك ، أكره نومك وأكرهك وأكرهك كثير مهيب كثير ، حتى طفلـ
كان يسمعها كل حرف منها سمعه وحتى لما أخذت إيده لبطنها هو يحسها ويحس بتحركات الجنين داخلها وأبتسم يتبع تحركاته ولكنها ما كانت تلاحظ من بكاءها وضيقها ، وبلع ريقه يحاول يتكلم ما قدّر بس من زادت بكلامها نطق يسكّت حروفها بكلمة وحيدة منه تعلن صحوته الكليّة ووجوده وحضوره بينها وبين طفلهم اللي بداخلها : أحبكم
رمشت عيونها تناظر فيه بعدم تصديق ، وابتسم يمد إيده الثانية لإيدها اللي على صدره وهو يقربها لشفته ويقبلها بخفّة : إقربوا لي
من نطقه مبحوح والمتقطع هي بلعت ريقها تضغط بأظافرها على قفى إيده ونطقت بتردد : مهيب ؟
ضحك بألم يهز راسه بخفه وهو يقول : عيونه
ضحكت تتبعها ببكاء وهي تنحني له تضمّه ومد إيده لها يضحك وهو يهمس لها : أبي ولدي !
هزت راسها بالنفي تبكي بشدّة ونزل إيده عنها يرفع مقدمة السرير بحيث جلوسه وإستقامة ظهره وتعدلت بعد ثواني طويله جدًا وهي تتقدم له تقبلّه بعدم تصديق ومن بادلها قبلتها هي بكت فرح وللمره الثانية تهمس بالحمد : الحمدلله يارب الحمدلله
ورجعت تقبل راسه وهي ترتكي بجسدها على صدره يهمس هو بعدها بثواني : نمتي ؟
نفت تمسح دموع اللي للآن تنزل وأبتسم يقبل مقدّمة راسها وهو يدق الجرس الموجود خلف السرير : ناديت على الدكتور تغطي وعدلي جلستك
وقفت تعدل نفسها وهي تناظر له بملامح يملاها الإحمرار وهمست تغطي وجهها : الحمدلله لك يا الله ، الحمدلله
كانت ثواني ودخل أيهم اللي يركض بخوف ولكن تجمّد كله يضحك بعالي صوته وهو يعض شفته بعدم تصديق ، ومسح على راسه يهزه بالنفي ينطق مهيب بعدها : إقرب
ضحك يركض لعنده وهو يحب راسه بقبلة طويلة ويهمس فيها : الحمدلله عل سلامتك ياخوي ، قرت عيونّنا والله قرّت
أبتسم مهيب يمسح على كتفه وهو يضحك من صد أيهم يتنحنح ويمسح دموعه ، وسط نظراتها هي له وكلام أيهم الموجه لها : قرّت عيونك يا أم عقاب
ضحكت تهز راسها وهي تحكم مسكّة إيده بتوتر : بشوفة نبيك
دخل أزهر اللي دق الباب بسرعه يفتحه بعدها وهو يتكلم : أيهم صار شـ
بلع ريقه بضحكه يناظر لمهيب وصرخ بعدها : ما تخيّب ظني والله ما تخيبّه
ضحكوا من تقدم لمهيب يضمّه وهو يقول : والله لتعوضّني كل الستة أشهر ذولي
ووجّه كلامه لبنان وهو صاد عنها : لا مؤاخذه أم عقاب بس ترا حق الخوّة
ضحكت بخفوت تشد على إيده بس ونطق مهيب بإستغراب وهو يناظر بأزهر : ٦ أشهر؟
هز راسه وإلتفت هو لبنان يبلع ريقه ودّه يسأل بس مو قادر وفهمت هي تهز راسها بالإيجاب وتردد بهمس : من ست شهور
غمض عيونه يدرك المدّة اللي نامها يدرك الأحداث يدرك الأسباب وتراخى جسده لثواني بتعب وفز أزهر ينطق : إرتاح خلك لا تفكر بولا شيء
هز أيهم راسه يبتسم : هو صادق لا تفكر ملحوق عليه ، ابعطيك الحين مغذّي وأخليك لين ينتهي وبلغنا بعدها
رمش يجاوب أيهم اللي طلع يطلع معه أزهر ودخلت ودق بعدهم بثواني قليلة تبتسم لهم وهي تنطق : الحمدلله على السلامة
ولفت على بنان اللي إبتسمت لها بضحكه : قرت عيونك حبيبي !
رد عليها بهمس وحطت له المغذي هي تنتهي من تركيبه وتوجهت لبنان تضمها بخفة : علمتيه؟
مسكت إيدها تبتسم له وهي تقول : عند الباب ما راح اطول
أول ما أومأ لها بالايجاب إبتسمت تمشي مع ودق وهي تقولها كل اللي صار وغطّت على فمها ودق تناظر بدموع بنان : بنّو !
وبكت تضم بنان لحضنها يراقبها هو ويعجز يشيح بنظره عنها ودّه إن كل الناس تختفي وكل الناس تروح وما يبقى بالممر إلا هو وهي معاه وعض شفته من دخلت بنان تبقى هي لحالها وزفر يشتم أيهم اللي دق عليه الحين ورفع جواله يرد عليه وعيونه على ودق : ياخي ما تعرف تسوي لي بلوك إنت؟ بعلمك ذكرني
ضحك أيهم يناظر بعقاب الجالس جنبه : تعال تعال المكتب خل عنك البلوك
توجه لمكتب أيهم بضيق وهو يفتح الباب : أيهم أنا مستعد أداوم مع أدهم ولا إزعاجك ذا
أبتسم عقاب وهو يقول : أهم شي لسلطان صلة
لف وجهه يناظر جدّه بملامح قلقة : أبوي؟
توجه له بقلق وهو يتفحصه : فيك شيء ؟ صاير لأمي عذيّـ
ربّت عقاب على كتفه يطمّنه بملامح مستبشرة : كلنا بخير يابوك كلنا طيبين مير ودنا نبشرك بإنك غديت خال
عقد حواجبه بعدم فهم وسرعان ما ضحك وجهه يقبّل راس عقاب : الله يبشرك بالخير يا بعد عيني ، يا ما شاء الله الحمدلله وينها هنا ؟
هز عقاب راسه بالإيجاب وإلتفت أزهر لأيهم بإذا عنده علم عن مهيب ونفى أيهم يتنحنح أزهر بإبتسامة : بشرتني يا أبوي وودي بأني أبشرك بعد
إهتز قلب عقاب ترتعش إيده بإبتسامة لاحت على وجهه : ولد نسمة ؟
ضحك أزهر يمسك بإيد جده المرتعشة : يبلغك بسلامته يا أبوي ، الحمدلله على سلامة مهيب يا ابوه
إستبشر وجه عقاب اللي هلّت دموع الفرح بين تجاعيده واللي مسحها أزهر المبتسم يهمس له : بسم الله عليك
هز راسه يحاول الوقوف وهو مستند بإيد أزهر فقط يبعد العكاز اللي مدها له : ودنّي لأخوك يابوك ، ودني لولد نسمة
ضحك أزهر يشوف محاولة جده للسرعة وأبتسم أيهم اللي يناظر المشهد بشاعريّة ما كان يصدّق بإن في شخص محبوب هالقد إلا بعد طيحة مهيب ، شاف إن يفقده الصغير قبل الكبير شهد بكي اجداده عليه وشهد حتى إنتقال أهله لمكان وجوده لأجل ما يغفلون عن صحوته بس والآن مشهد عظيم هو كان يعيش فيه ، مشهد ودّه بإنه يحتضن عقاب ويطمنّه بنفس بإن مهيب طيب وبخير
-
إنتشرت حلو الأخبار بين العايلتين صحوّة مهيب وولادة ودّ اللي جابت ولد ينّور الغيّاض ويعزز إرتباط وليد بوّد اللي حاولت في إنهاءه هدى بكل ما عندها من طُرق ورضت أخيرًا ينتقل وليد لعندها في البيت بفترة نفاس ودّ اللي رفضت روحتها لأبها ودها بالقرب منّه ويفهم هو إن ما ودها يكون لحاله ويراوده تفكيره القديم لذلك إختارت تشغل أوقاته وأيامه فيها وتتنازل بوجودها عند أمه الآن ، تقدمت فدوى تآخذ أغراض البيبي وهي تضحك بذهول من كلام جنى اللي تعدلت نفسيتها ورجعت ضحكتها : جنى يا طفله ! عيب
رفعت حاجبها تضحك : وش يعني تستحين؟ ترا كل اللي قلته إن وليد في الجنة الآن
ضحكت ود اللي تمشي لهم : يا قليلة الأدب يا جنى
لفت فدوى نظرها لود بخجل بينما ضحكت جنى تغمز لود : صباح الخير ، ولدكم أزعجنا بس ما حبينا نخرب عليكم
هزت راسها تبتعد بدون تشيله وهي تاخذ علب الماء الموجودة قدامها وصرخت جنى : أقول ولدكم يام خالد ولدكم يبكي مسكين
ضحكت تقفل الباب وهي تشوف وليد طالع من الحمام وعاقد حاجبه بألم ، وقفت بمكانها تسأله : وش صار تعاركت مع المويّا ؟
نفى يبعد المنشفه وهو يرميها على الكنب : شوفي تعالي
حطت إصبعها على مكان الجرح وإبتعد بألم وسط إستغرابها وناظرها لثواني يقدم إصبعه لشفتها : بوسيني بطيب زي لمن بستي خالد وطاب
ضحكت بذهول تناظر فيه : تغار من ولدك !
هز راسه بالإيجاب يميّل شفته : ليه تضحكين
تركت إيده تبتعد عنه وهي تتجه للكنب تاخذ المنشفة وضحكت تراقب ملامحه المكشره وأبتسمت من مد لها العلبة تفتحها له وهو يقول : ترا صدق تعورت
-
-
" بيت مهيب "
وقفت تبعد اللحاف عشان ينام هو وصدمها من بدل إيده اللي على ظهر السرير يحطها على ظهرها هي يجلسها بهدوء ولأن ما كان فيها حيل تعاند هي رضت تجلس ويجلس بجنبها يصب لها مويّا وأبتسمت بوهن من قرّب إيده يشربها ، وقف يحط الكوب بجنبها على الطاولة وهمست بقلق تشوف إبتعاده : وين بتروح ؟
إبتسم يقفل الباب وهو يدخل لغرفة الملابس يبدل لبسه بشي مريح وجلس جنبها على السرير وهو يلاحظ تعبها ولكن لأنه تطمن عليها بيوم خروجه من المستشفى هو يحاول ما يذكر لها تعبها قدامه ، حط إيده على إيدها بحنيّة وما كان محتاج إنه يناديها هي فزّت بخوف تلتفت له ودخّل إيده خلف ظهرها يسحبها له وهو يسمي عليها : بسم الله عليك بشويش ، هذا أنا
هزت راسها بالإيجاب تتمسك بذراعه اللي تحاوطها من الأمام وهي تقول : فيك شيء ، يوجعك شيء تبي أد
نفى يبتسم لها وما أستوعبت من بدأ يقبّلها بخفّة وهو يهمس : أستوعبيني شوي الله يخليك لي ٣ أسابيع وهذا حالك إن صحيتك يا أبوي
غرست أظافرها بإيده تناظره بنص عين : ما تستاهل خوفي إنت
هز راسه يناظر شفتّها لثواني : أستاهل شيء ثاني
ضحكت بذهول تبتعد عنه بثقل يناظرها هو بإستخفاف : وين بتروحين الله يعافيك يمديني أشبع منك وإنتي تركضين حتى
وضحك يعدل جلسته من قوست شفايفها تسأله : أنا بطّة مهيب!
هز راسه بالنفي يتنحنح : لا مو بطّة بس أقصد مع الحمل ما تقدرين
قاطعته تعض شفتها وعقد حواجبه يشوف دموعها اللي نزلت وهمس : بكمّل طيب !
تقدم يضمها ويركي ظهرها لصدره ويمسح على بطنها وهو يقول : هم كل الحريم كذا ؟
عقدت حواجبها بعدم فهم تمسح دموعها : وش فيهم ؟
إنحنى يقبّل عنقها بخفّة وهو يهمس لها : يتدلعون بحملهم
ناظرته تضرب صدره بكوعها وهي تبتعد عنه : بتموت على هالدلع إنت
ضحك يقبل إيدها وهو يأشر على نفسه : قصدك إني خفيف؟
هزت راسها بالإيجاب تنسدح بحضنه وهو يخلل إيده بخصلاتها وأبتسم يتنهد بعمق وهو يفكر بمصابه وبصحوته اللي كانت أسبابها عصبيّة وضغط وتعب خفيف ما كان يدري إنه بيوم راح يفجّر له شريان ! ويدخله لغيبوبة طويله تعدّت نص سنة ، نص سنه من حياته ضاعت مره ثانية تكمّل السنتين اللي فقد فيها أهله ، بس هالضيّاع كان مختلف وما يحس فيه كان على الغيّم ولكن بلا شعور فقط ظلمه ما كان أدهم موجود يصحيه ولا كان الرسم طريق له عشان يستوعب ولا حتى كلبشات السرير موجوده ولا جنونه وجموحه في فترة العلاج ، ما كان موجود إلا اللون الأسود فقط الأسود حتى خرير الماء اللي يذكرونه الناس بعد ما يصحون من الغيبوبة هو ما زاره وحتى كونّه يسمع الأصوات ويحسها هو ما زاره ، ولكن صحوّته كانت على خبر قبل طيحته توقّع إنه ما يعيش شعوره وحتى بعد خروجه من المستشفى وكلامه مع نايف نفسه ولما فهم إن ذي كلها لعبة تشكلت للقبض على راشد لكن أدت بهم لفقدّه أيضًا ، مد إيده للحاف يغطيها من حس بإنتظام تنفسها دليل نومها ورفع إيده الثانية يستودعها الله وطفله معاها
-
-
" المستشفى "
إبتسمت تنتبه لمرور أيهم اللي ألقى السلام وأبتعد يكلم بجوّاله للطاولة اللي قدّامها وإنتبهت لرنين جوالها برقّم تحفظه صم ولكن على حد علمها بإنه رجع لأبها هاليومين وما تعرف السبب بس متأكده إنه شغل وبما إن سلطان ملتهي بعايلته في أبها هي ما تدري وش يصير عندهم ووش يحصل من أول ولادة نورسين اللي جابت توأم ولد وبنت بعمر السبعة أشهر الآن ، ردت على الجوال بصمت يهمس لها هو : بالسطح تعالي
قفل منها تستغرب طلبه لكن وقفت تتجّه له ما تدري وش اللي خلاها تروح لكنها ما راح تسمع لعقلها المره ذي ، فتحت باب السطح تشوفه جالس مقابل الباب على الأرض ومنزّل راسه بين ركبته ، توجهت له بقلق تسأله : دكتور وش صاير؟
رفع راسه تشوف عيونه المليانة بالحمار وملامحه المحتقنه وشعره المبعثر اللي طايح على وجهه بعشوائية كانت أول مره تشوف فيها أزهر بالشكل هذا ولطالما كان من الناس اللي يهتمون بهندامهم بشكلهم الخارجي وبمظهره الجذاب جلست مقابله وهي تسأله للمرة الثانية : وش اللي صاير ؟
هز راسه بالنفي بتعب وهو يركي راسه على الجدار : أبيك ، بس خفت أنطقها لسلطان خفت أقول أن ودي ببنتك عجزت ودق ، عجزت ورب البيت ما قدرت أنطقها
ناظرها يخلي عينه بعينها وهو يبلع ريقه : عجزت كانت بطرف لساني
وهمس بعجز ينهيها بكلمته وبكميّة الألم اللي مكثت بنبرة صوته : أخاف
هزت راسها بالنفي ما تفهم شيء من كلامه ومن حاله وهي تهمس له : كلمني أزهر ، علمني من وش تخاف ؟
غمض عيونه لثواني يداري دمعته وفتّح يناظرها من فاضت عيونه وهو يهمس : خايف يجي باكر وانتي سراب ، خايف يومي يصير زي أمسه وخايف هالحياة ما تعطيني ، خايف كثير بإني انّسي وكأني ما كنت بيوم ، ما تخافين؟ ما تخافين ننتهي ونبعد بعيد ، ما تخافين تجي فترة تكونين فيها ولا شيء بعد ما كنتي كل شيء؟
رفعت راسها تناظره وهي تمسح دموعه اللي على خدّه وبصوت مبحوح همست : أخاف
هز راسه يبلع ريقه : من زرع هالخوف فينا ؟
نفت تمسك إيده وهي ترفع شعره : وش اللي صاير حكّيني !
شتت نظره لثواني يناظر الباب وضحك بوجع يشيل إيده من راحتها وهو يقول : أيهم طلبك من سلطان
ناظرت فيه بصدمه تحس إن كل عضو من أعضائها توقف عن حركته ، تحس إن الكون كله خُطفت ألوانه ما عاد في ولا لون منير وولا شيء يتحرك ولا في أي شيء قادره تستوعبه تهمس بعدم إدراك : أيش ؟
هز راسه بالإيجاب يصد عنها : من يومين ورحت لأبها كلمت أبوي وجدي بأني أبي بنت سلطان ولجمني جدي بإن زايد مكلم سلطان أصلا وينتظرون رد منكم ، ويوم رحت لسلطان كنت أبي اقوله بس ما قدرت أنطق بها ، يردّني ألف شيء يردّني خوفي ويردني صاحبي
ناظرته بذهول تضحك من أستوعبت وهي تقول : تعلقني فيك وتروح مشيتّها لك ، تروح وترجع لي بعد مشيتها لك ، تتفضل فيني لصاحبك أزهر ؟ تعطيني إياه عطيّه ؟
ناظرها بذهول لكبر كلامها وهو يسكتّها بأصبعه : وش أنتي تقولين؟ وش تهذين به ؟
نفت تبعد إصبعه عن شفتها بعنف وهي تطبع إيدها بوجهه وصرخت بنفور : إيعد إيدك إبعد ولا تقربني ، لا تقرب مني بحياتك لا تفكر تسويها
وقفت تبتعد عنه وصرخ يقول : أبيك أنا
لفت تناظره بخيبة وهي تهز راسها بالنفي : تبيني كيف ؟ بالسطح هنا ؟ بضعفك وبخوفك؟ تبيني لك فتره وتبعدني بالثانية؟ تبيني أيش أزهر ؟ تبيني لمن؟ وإنت عجزان تنطقها لبابا من خوفك ! وتقول لي اللحين بإن صاحبك يردّك عني !! إبعد عني ، لا تشوفك عيني والطريق اللي أنا فيه إبعد منه
لفت بتكمل خطواتها ولكن وقفت تقتله وتعذبه وترجمه بكلمتها وهي تقول : دامني بصير لغيرك
وقف يناديها وهي تمشي ولا كأنها تسمع صوت ومشت تنزل الدرج بصدمة بكره عظيم داهمها له وبقرف ومشاعر كارهه وحارقة لشخصه ولمشاعرها واحساسها له ، وقفت بنص الدرج وهي تشهق بضعف من طاحت تفقد ركبها القدرة على الوقوف ويفقد جسمها قدرته على التحمل من إستنزاف أزهر لها وهزت راسها بالنفي تسمع نداءه لها وصرخت تسكتّه : أزهر إنت علاقه سامّة في حياتي ، إنت اناني وما حبيّت عمرك ما حبيتني إنت بس تضرني بس تجيب لي الهم ، ما تحبني أنا اللي حبيت وأنا اللي إنتظرت وانا اللي سهرت لك ولآلامك ، إنت وش سويت؟ تركتني بس تركتني بكل وقت أنا أحتاجك فيه ، تختار أسوأ الأوقات عشان تمشي أزهر ! وش تبي مني بعد كل الدمار اللي كونتّه فيني؟ وش تبي أعطيك؟ وش بقى فيني ما أستهلكته أزهر وش بقى؟
سكت يناظرها لثواني ورفع راسه يتنحنح يأشر لها على موضع قلبه : هو يبيك
ضربته بإيدها بأقوى ما عندها على نفس مكان إيده وهي تصرخ : كذاب إنت كذاب ، مريض أزهر والله مريض
نزلت تركض وتطلع من أقرب باب بينما هو وقف يناديها إلو أن تقفل الباب يعلن خروجها وجلس بنص الدرج يحاول يلتقط نفسه ، يبي ذرّة أوكسجين فك جيبه العلوي يشهق يحاول وباتت محاولته بالفشل ، يوقف لثواني وما حسّ بنفسه إلا من نداء أيهم له وهو يوصّل كمام الأوكسجين له ويناديه ، يحس بأن صوته بعيد جدًا بعيد وما يوصل له إلا بعد ساعات وسنوات ضوئيه ، وتنهد أيهم ينادي على الممرضة جنبه : راقبي حاله وعلميني إن صار شيء
-
طلعت من عند أزهر لها نص ساعة وللحين هي بدورات المياه تحس إنها انهارت بما يكفي خلاص ما عاد تقدر لمثل هذا الوجع ، ودها تقوم وتنهض الآن وفعلا قامت من إنفتح الباب تدخل وحده من الممرضات وهي تناظرها بقلق : ودق ؟ فيك شيء
هزت راسها بالنفي تعدل حجابها وتغسل وجهها بالماء البارد ودها إن ألمها كله يتطاير زي قطرات المويّا اللي تتطاير على وجهها الآن وتغسله ، ودها ينمحي حب أزهر ووجع أزهر وكل أزهر وهزت راسها بالنفي تلتفت للي دخلت الآن وهي تقول : دكتور أزهر دخل نوبة هلع
ردت الثانية بهمس : إيه دكتور أيهم لقاه عند الدرج
لفت راسها تسأل : دكتور أيهم؟ كيف ؟
هزت راسها بالإيجاب تجاوب ودق : ستاف عملية القلب كانوا بالمصعد وقرر دكتور أيهم ينزل من الدرج بما إنه مافي مكان وصرخ يرسل لنا وسمعناه لإننا قراب ولما دخلنا كانت شفايف مزرقّه حتى ، حزّني !
صدت عنهم تسمع مديحهم في أزهر وهي تعدل حجابها وتأففت من طال مديحهم وهي تقول : خلاص عاد !
طلعت يناظرون هم ببعضهم وأبتسمت الممرضة تقول : بس كان شكله حلو أول ما صحى
-
-
![](https://img.wattpad.com/cover/341790052-288-k45938.jpg)
أنت تقرأ
ابدتِ بأطراف البنان مهابتي
قصص عامةرواية سعودية فيها قصص من الواقع والأخرى خيال كاتبة أدت بها الطرق و الأزقة إلى الواتباد ، بطلي المهيب وبطلتي بنان اللي بيتعرفون على بعض في مهمة إستخباراتيه منظمة من قائد واحد ، فيما يعاني والد المهيب المريض النفسي بالإضراب الذي نتج من قتله لزوجته خل...