البارت الثامن والخمسين

210 6 0
                                    

سمع صوت يوسف وهو يناقش أزور عن المسلسل وتقدم لهم : هيه إنت المكان داخل معفوس صرف ابوك وأخوانك للمجلس الثاني ، وأنت مسوي المخرج ليه؟ عطني مفتاحك بطلع لي ثوب لابوكم لابو جمعاتكم لو طالع مع خوالي للبحرين أزين
كانوا يناظرون بعض ويناظرونه وسرعة كلامه وكثرته وهمس يوسف : صدق أعوذ بالله من الكتمان
هز راسه أزور وهو يمد إيده لجيبه يطلع المفتاح ويمده له بدون كلام ، ولما راح إلتفت أزور ليوسف : هو دايم كذا بس نسكت له عشان لا يتعقد توه بأول شبابه
ضحك يوسف يتقدم للمجلس وهو يشوف الشاي بصدر المجلس و طفاية الزقاير والمنشوحة في المكان ذاته ، عقد حواجبه وهو يقرب اكثر من لمح السوار على الأرض ، قلّبه بين إيديه وهو يشوف إسم "جنى" وهمس : والله اني داري
دخله بجيبه وهو يسمع أزور يقول له : جو العربان رح قل لجدي تروحون هناك
هز راسه بالايجاب وهو يمشي بإتجاه المجالس الثانية ويشوف آدم ماسك العود ويتبخر ووراه أمير اللي يلاحق أنس وكمل مشيه للبوابه وهو يشوف فهد يتضارب مع شنطة السيارة اللي كل ما قفلها يتضح إنها مفتوحه ، هز راسه بقلة حيله وهو يقول : هذا وشهو اللي اشوفه !
.
.
ما وقفت ضحك وهي تعيد السالفة مية مره لكل وحدة تدخل عندها وآخيرًا والواضح مو آخرًا كانت تقولها لبنّان اللي ما فهمت ولا حرف ولكنها تضحك من ضحك جنى ، كانت تشوف جيداء تتوعد فيها وتقول بصراخ : انا سوء حظي دايم مع ذي العفن!
كانت ثواني وضحكت جيداء تأشر عليها : انتي سبحتي فهد بالموية؟
هزت راسها بالايجاب وهي ميته ضحك : أجل انا ليه اضحك!!
كانت تناظرهم بإبتسامه ضاحكه وهم يحكون السالفه ، وطرا على بالها هو فجأه ما تدري ليه ولكن من أول موقف لهم هنا ببيت جدها وهو يباغت تفكيرها ، عقدت حواجبها من إستخدامها لكلمة يباغت ... هو غير مرغوب به؟ ولا هو من سوّر دار فكرها ؟ ، انتشلها من تفكيرها المضطرب صوت جيداء من عند الشباك وهي تقول : جاء عريسك!
كان ودها تقوم تشوف بس عيب بحق ثقلها ! وحق ترددها اللي استمر معاها إلى قبل نص ساعه ، هزت راسها بالنفي وهي ترفع حاجبها وهمست: عريسي وكلكم تشوفونه !
سمعت همسها خولة و ضحكت بذهول وهي تجلس جنبها : تو الناس طيب
كشرت شكليًا تصد عن خوله اللي لمحت إحمرار ملامحها وأردفت بإبتسامة : يا حظك فيه بنّو ، صدقيني إنك كسبتي حظوظهم كلهم ، مُهيب صحيح لكنّه في مافي بحنيته أحد
ابتسمت لكلامها ولفت تشوفها تمسح دموعها ، عقدت حاجبها بذهول : شفيك !
كتمت دموعها وهي تبتسم بملامح مليانه حمرة : عوضيه عن فقدان أمه بنّو ، والله إنه عانى الكثير لو تسمعين كيف يحكي لي سعود !
للتّو طرا على بالها عدم وجود أمه ، للتو فقط هي حاولت تعيش بشعُوره ، شعور إن أهم إنسانة في هذا اليوم مو موجودة جنبه ، شافت جوالها ينبهّها برسالة من آدم كتب فيها " بدوّا يملكون ، لمن أدق عليك تكونين تحت" إجابته بـ "طيب" ، وهي تشوف وقوف خوله و البنات لأجل ينزلون ، كان عقد قران فقط بدون حفلة لأنهم قرروها في أبها مع خطبة "وليد و ود" ، ناظرت وجهها بالمرايه وهي تعدل رموشها بطرف ظفرها وخذت الروج تحطه على شفايفها وعالي وجنتيها دمجته وهي ترش العطر وتعدل شعرها وتنزل مع رنة آدم
.
.
كان يناظر في أدهم الجالس مقابله وهو يتذكر كلامه لأدهم قبل دخولهم للمجلس وهو يقول " أنا اليوم يا أحيّا من بعد إنتفاضة ... ولا أقضّى و ما من خلاجة"، كان يقصد قبولها به يا يحييُه من بعد ما حركت كل ضلوعه وأهتزت كل مهابته ولا ترفضه ترمي به هو وضلوعه من السما للقاع وينمحي كل شعوره ، أبتسم أدهم يحثه على الأبتسام وبالفعل إستجاب له وهو ينقل نظره لكل من بالمجلس يمثل الثبات وداخله كل شي يتحرك بـ"بهلوانية" ينتظر الموافقة والقبول ، متغاضي عن اللي صار له مع أبوه قبل شوي مع إنه يحس بالكتمه ولكن يهون كل شي لا صارت هي له
.
.
نزلت لوسط الدرج وهي تسمع زغاريدهم وتفكر بكلام خوله وكيف إنه قليل ولكن أثر فيها حيل ، ارتبكت وهي تسمع صوت آدم ينادي على أمها و ألتفت يناظرها تنزل من فوق وهو يحرك شفايفة بـ "تبدين جميلة صوفي" ، نزلت آخر درجة وهي ترفع راسها تمنع دموعها من الانحدار وتشوفه يتقدم لها يضمها ، بادلته الحضن وهي تسمع همسه بإذنها : بكل وعيّك؟
بعدته عنها تدري يقصد موافقتها ، هزت راسها بالايجاب وهي تشوف امها تتقدم لها وتحبس دموعها : أميرتي !
هزت راسها بالـنفي تنطق بـ " لا ماما !" هي تشوفهم وكأنها المره الأولى اللي تتزوج فيها تشوف فرحة آدم غير هالمره وتشوف دموع امها المحبوسه غير عن الأولى ، التفتت لدخول أبوها وهي تهمس : كثير طيب!
ضحك وهو سمع همسها كان إرساله لآدم قبله متعمد ووجود أمها داخل و الآن حضوره ، كان يبي يحسسها فعلا ان هالمره غير ، وإن هالمره هو ما فرط فيها الا لرجال ، قرب لها يضم جنبها وهو يقول : بتخلينه ينتظر أكثر؟
ضحك آدم وهو يشوفها تغرز أظافرها بإيده : يا أبوي تكفى أبي إيدي
ابتسم يشوفها تمسك بإيد آدم وهو يمد لها الجوال ، مرت ثواني كانت تناظر فيها آدم اللي ضغط على إيدها يطمنها وكأنه يذكرها به وتذكرت كلام خولة وبنفس الوقت كلام جنى وسرعان ما أمتلت عينها من حط أصبعها على "قبول المصادقة" ، وزغاريد أمها اللي قوّمت البيت كله يزغرد معاها ، كانت بحضن ابوها اللي كان يضحك وهو يشد عليها : مبروك يا بابا ، مبروك
تشوف إن حتى أبوها هالمره مو قادر يصمد وإن حتى صوته أهتز بنطقه لمبروك الثانية ولكنّها من مدة عاهدت نفسها ما تبكي قدامه لأنها تدري تكسر ظهره دموعها ،أبعدها لحضن آدم وهو راح للمجلس وبعدها بثواني تبعه آدم اللي ارتاع من هجوم الحريم لانهم يظنونه طلع !
كانت دقايق مليانه فرح وهم يرقصون ويغنون لها ويباركون مره وفي الثانية يضحكون ويطقطقون ، إرتعشت إيدها من شافت رسالة آدم "تعالي لمجلس الرجال من عند المطبخ" إنتبهت لدخول ليّا بملامح باكية وخلفها أنس الخايف نزلت لمستواها وهي تضمها : حبيبي شفيك؟ ما الذي حدث؟
عبست شفايفها بطفوله تبعها بكي ، عقدت حواجبها وهي تسأل أنس : أنوسي شفيها ليونه يا روحي؟
هز كتفه بعد معرفه : لا أعلم بنّو ، رأيتها تبكي عند الشجر
ابتسمت لأنس وهي تقول لها : حكّيني طيب!
همست بإذنها : ستتزوجين وتذهبين مرة أخرى ، سيُبكيك ويُبكينا مرة أُخرى
عضت شفتها وهي تضمها وتداري دموعها ، من الواضح إن حتى ليّا ما قفلت الموضوع مو بس هي! قاطعهم رنين جوالها بأسم "آدم" قفلته وهي تمسك إيد ليّا اللي باقي زعلانه وأنس الخايف باليد الثانيه ، ضحك يوسف اللي واقف جنب آدم وهو يصفّر : الله يرزقني بوحده حوراء زيك قولي آمين
كشرت وهي تكش عليه : الحين كل هالجمال وآخر شي عاجبك الحوّر !
تقدم لها يضمها وهو يحب راسها : مبروك عمي ، الله يتمم لكم
بعد عنها وهو يشوف ليّا ماسكه إيدها وإبتسم يناظر آدم : يلا بنان يحتريك له دقايق
مسك إيدها وهو يقول : وصيته عليك قبل ألقاك والحين بقولك كلمتين ، يستاهلك هو بعد عثي السنين عليه ديري بالك عليه عمي
فتح الباب وهو يشوفه جالس بكل مهابة وثقل بصدر المجلس ، ابتسم وهو يقدم بنان : وهذي عروستك ، قسم بالله يا مهيب إنها عشـ
ارتبكت وهي تشوف نظرته اللي غيرت كلام يوسف وخلته يطلع لـ" عشر سنين وعشرات والله ماني بقايل شي!"
خذ نفس وهو ينقل نظره لها ببطئ يبي يشوفها ويستوعبها يبي يتأملها لوقت طويل وفعلًا بقو لثواني طويلة جدا يناظر لفستانها الزيتي وسير الكعب الملتف حوالين ساقها وحتى لون المناكير هو ما غفل عنه ، قرّب منها يتدارك باقي ثقله وهو يقول : نتكلم يم الباب؟
غمضت عيونها تستوعب وقوفها وتقدمه ونبرة صوته اللي تمكنت من تحريك ضلوعها ، بس هالمرة ريحة عطره خالطها شي ثاني منع عبقها يوصل بالكامل ، حست بلمسه لإيدها وهو يقول : مبروك لي عيونك
كانت تزيد بتوترها وارتباكها من كلامه وعضت شفتها من حست بإنها كانت تحفر بأظافرها في مساحة إبهامه ، قربت وهي تمسح على مكان أظافرها لكنه خلل أصابعه بأصابعها وهو يقرب خطوته منها ويحب عيونها وهمس بصوت هادي : من شمس القبو وأنا ودي بهاللحظة !
لاحظ رجفة إيدها وقشعريرة بدنها بحركتها هذي ، لذلك هو أبعد مسافة ولكنه ظل ماسك إيدها ورجع لصدر المجلس ولكن هالمره هي بجنبه وقال يكسر حاجز الصمت والربكة : منتي مباركة لي؟

ابدتِ بأطراف البنان مهابتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن