البارت الثاني

904 19 2
                                    

ناظرته بعيون دامعه : الل.....
قاطعهم صوت يهابه الكل : يا بنت !
راشد بإبتسامة وهو يبوس راسه: صباح الخيرات يا ضو هالبيت
الجد سعيد بجمود : صباح النور يا راشد وش عندك من عقبة فيذا الصبح ؟
جاوبه وهو يمسك يده يسنده : تبي تداوم يابوي والجو انت تشوفه
الجد بهدوء تام : ودها إنت وروح للمحلات ، أسبقني.

"بالمجالس الخارجية "
كان الجو مليان ضحك و فرفشة بالنسبة للجميع إلا هو ، كان يفكر بالمهمة اللي طلعت له واللي ما يعرف هو وشلون صار بداخلها ، لكزه أدهم بكوعه : وشتفكر فيه يخوك ، أرحم نفسك تكفى من التفكير تعبت وتعبتنا معاك بكل شي ، قل لي هالمر...
ناظره بهدوء وبنبرة انزعاج رد عليه : انت .. واجد تتكلم .
طوّلت نظرة أدهم هالمرة وبشكل مبين فيه العتاب : لا تهمل نفسك وترجع لحالك وتكسر بي قلب ، أنا بدونك خلي .. تكفى يا مُهيب .
بصمت ناظر عيون صاحبه ، أدهم صديق الروح و صاحب الأيام .. تعرف عليه بأعنف أماكن الإنسان كسرًا ، لا زال يتذكر اول لقاء جمعهم :
"نداء الممرضات للدكتور : دكتور أدهم المريض ما يستجيب للعلاج ، نحقنه؟
جاوبهم وهو على عجلة : لا لا برجع له ، برجع له الحين
غمض عيونه بقوه يرفض فيها أحداث الأسبوع كلها ،يرفض فيها الوجع و يصارع فيها ألم راسه ، ذاكرته تروح وترجع .. بس أمه واخوه بيرجعون؟
جاه الدكتور بالبالطو الأبيض وهو يبستم له : مُهيب ولا المهُيب ؟
جاوبه بغموض وهو مطأطأ راسه وهنًا وتعب : بالحالتين مخيف
زادت ابتسامته ومالت للضحك : ممتاز ، أنا الدكتور أدهم النهَّام و حضرتك مُخيف الغيّاض؟
رمقه بنظره خاطفة وبهدوء : طلّعني أو عرّفني
مد له يده وكأن المحادثة اللي قبلها ما حصلت أو ما عجبته : أنا الدكتور أدهم النهَّام ، انت؟
ناظره ببرود : إنت خيّال ؟
إستغربه لوهلة : لا لي... ابتسم له بعكس ما يقابله منه : مو كلنا ناخذ من أسامينا نصيب
رفع راسه بهزء : الرجال بس
بنوع من الذهول نظر له : المهيب صفة حلوة لدرجة إنك تفاخر فيها ؟
رجع يأن من الصداع : ساعدني وبصراخ هز المكان : ساعدني لا والله ما اخليك حي
تجمهروا الممرضين والممرضات واللي يجهز الإبر واللي يجهز الكلبشات ، صمّت المكان بصوته الجهوري لما أمرهم بأن يتركونه يتعامل معاه .
رجع مهيب يأن ويتكلم بشكل مو مفهوم : أمي ، أمي تكفى ساعدها تكفى تكفى قل لأمي لا تروح ، وبصدمة اخرى نطق : سُلا؟ سلا وين ؟ مسك راسه بقوة يحاول يتذكر وصرخ بدون فايدة وطاح مغشي.
شاله من على الأرض وحطه بالسرير وطلع عنه بعد ما وصى إنهم يقفلون الابواب ."

ابدتِ بأطراف البنان مهابتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن