البارت الخامس والاربعين

163 5 0
                                    

.
.
صحت جيداء للحمام ورجعت تنسدح ولفت تدور جوالها وهي تتحسس الفراش الفاضي جنبها شغلن نور الجوال اللي لقته تحت المخده وهي تشوف فراش بنان فاضي وارسلت لها شافت ضوء جوالها جنبها ، همست بخوف : بسم الله وين راحت لا يكون صدق شالوها !
قامت وهي تصحي جنى بهمس : جنى قومي ، اوف جنو
فتحت عيونها وهي تقول : هاه
هزتها وهي تصحيها : قومي بنّو مو فيه
عيّت تصحى و قامت هي تلبس جلالها وتطلع من الغرفه للغرف الثانيه ، مالقتها وهي ترجع لغرفتهم تنتظرها .
.
.
غطى على فمها بإيده الثانية وهو يقول : اشش انا مهيب .
شاف عيونها الحوّر وهو يعجز يبعد اذا كانت عاديه كيف لو كانت بلمعة الدموع ، تأمل السواد اللي يكبر محاجرها البيضاء انتبه لنفسه بعد دقيقه بالضبط ، بعد يده عنها وهو ينحنح واردف : آسف خوفتك
هي ساكنه وجدا ولا يتحرك فيها طرف من الخوف اولا ومن نظراته وتأمله ثانيا ، صار لها اسبوع كامل ما لمحت حتى ظله واليوم اول ما شافته عيّدت فيه ، تذكرت صوت الزجاج وهي تهمس : تعورت؟
عض داخل شفته وهو يتساءل " ليه ما حس بالزجاج اللي انغرز بإيده؟" بنفس همسها قال : بسيطة
هزت راسها بالنفي : صوت الزجاج كان عالي ، عطني اشوف !
جاوبها بالنفي وهو يغسل يده : لا ماهي بمشكـ...
ما انتظرته يكمل وهي تمسك ايده وتهمس : عندك جوالك؟
فهم انها تبغى الفلاش و شغلها لها وهو متخدر كليا من النعومه اللي تلامس طرف خشونة ايده ، كان حتى طرف اظافرها الطويلة يحس انه لما يلمس مكان بإيده يحسه علاج ، ظل ساكت وهي تشيل قطع الزجاج من ايده ويراقب اطراف اصابعها وهي توخر القزاز بكل رقة ، حس بإهتزاز جواله في ايده وهو يفتح السبيكر عشان ما يشيل الفلاش عنها : سم
تكلم أدهم بطفش : يخوي وينك متنا جوع عازمنا وذالنا ليه الله ياخذ ذا الوجه
نطق بهدوء معتادين عليه : تمام
قفل المكالمة وهو يشوفها تغسل الدم اللي على إيده وتمسح على الجروح وهمست : مافي إسعافات ، تنتظرني اجيب فازلين وبلاستر؟
هز راسه بإيه وهي ركضت للغرفة اللي فيها البنات فتحت الباب بشويش وهي تشوفهم نايمين كلهم خذت اللي تبي وطلعت بنفس السرعه ، دخلت وشافته واقف مكانه ونور الفلاش على وجهه ما ساعدها الوقت تشوفه وهي تمسح الفازلين على مكان الجرح وتحط له البلاستر ، هو كانت اهدافه مختلفه كان يشوف عيونها بضوء الفلاش يحلف انه لو بغى يبعدها تعانده وترجع ، يكذّب كل واحد يقول بإن حركة العين إرادية ، هو عينه ماله حكم عليها ولا رادة .
خلصت وهي تستوعب موقفها و انها قدامه بدون شي يسترها وإنها يشوفها فعلا ، شهقت وهي ترجع للغرفة تقفل الباب وتنسدح وتتوقع ان جيداء تسمع صوت نبضها الآن في هاللحظه!.
.
.
دخل يوسف وهو يشوفه واقف عند المغسله ومشغل الفلاش على وجهه بطريقة مخيف مما خلاه يذكر الله بهمس وهو يقول : مهيب ؟
صحصح على صوت يوسف وهو يلتفت له : سم
رفع حاجبه يشوف إيده اللي دخلها بجيبه : شفيك ؟ صار شي؟
هز راسه بالنفي يقفل الفلاش وهو يدخل جواله بجيبه ويشيل المفرش عشان ياكلون وطلع تارك يوسف يتعجب منه ولكن ما اهتم كثير كونه " المهيب".
.
.
-
"الظهر ببيت عقاب "
انفتح باب البيت وانفتحت ابواب المجالس يستعدون لتوجيب الضيوف حتى ولو هم على خصام ، توزعوا العيال بين المجالس والمقلط والبنات بصالة البيت ينتظرون الحريم وأول سيارة دخلت كانت سيارة قيس اللي فيها مُهيب و أيهم ، وبعدها سيارة الجد اللي اول ما وقفت السيارة نزل وهو يستند بالعصا بكل شموخ وهيبة وانتظر عياله اللي صفوا وراه ووراهم عيالهم وهم يسمعون ترحيب آل بشار لهم ، كان يتوقع عقاب لحاله بس ولك فاجئه ظهور اخوانه والقبيلة كلها من المجالس المجاورة .
رفع إيده اليمين وهو يسلم و متكي بإيده اليسار على العصى : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا آل بشار كلكم ، وشلونكم عساكم بخير .
ردّوا السلام جميع وهم يبدون يقلطونهم ويبدون بالسؤال عن الحال والاحوال .
.
.
عند الحريم كان الوضع سلس شوي صحيح كلهم فيهم ضغينة ولكن شوفة شمسة وسلام الغياض الحار لهم خلاهم يلينون ويبادلون بعض الابتسامات في حال خف الكلام ، ابتسمت شمسة تقول لعذيّة : ابشرش هذي حرمة أحمد وهذولي بناته يا عذيّة
قالت وهي تسمي وتذكر الله عليهم : بسم الله ما شاء الله بسم الله عليهم ، قرت عينك يا شمسة
هزت راسها وهي تبتسم لها : بشوفة نبيك ، بشرونا عنكم ؟ وهي تلتفت لحور : وشلونش يا حور عساك طيبة ؟
ابتسمت تهز راسها بمجامله : حمدلله
وعم الصمت من جديد لين قاطعهم جوال حور وردت بهدوء : هلا مهيب
التفتت بعيونها ناحية حور وهي تشوف التفاتة ود معاها ، رجعت نظرها للساعة بيدها وهي تسمع حور تقول : تمام دقايق .
التفتت لأمها : أمي مهيب يبغاك عند المطبخ
هزت راسها وهي تقوم مع حور اللي تقدمت تفتح باب المجلس لأمها ، بينما ود قامت تصب لهم القهوه وهي تبتسم : حيالله من جانا ، زادت ابتسامتها من ردوا بصوت واحد "الله يحييك" وتقدمت تعطي الجده بالاول وتبعتها بهدى جنبها وهي تمشي الين وصلت لبنان و جيداء اللي يناظرون بعض ومو منتبهين لها ، قالت بهمس وهي تبتسم : سمي
انتبهت لها جيداء وهي تقول بأبتسامه : معليش يروحي ، تسلمين
ضحكت وهي تعطي بنان اللي عضت شفتها وهي تقول بهمس : الحين لو قلت ما اشربها تنقدون علي؟
ضحكت بخفه وهي تقول : قدام الكبار إيه خذيها واتركيها قدامك
اخذتها وهي تبتسم والتفتت ..

ابدتِ بأطراف البنان مهابتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن