واحد.إثنان.
ثلاثة.
تيك توك.
دقت الساعة معلنة عن إنتهاء الوقت، كانت الساعة الثانية عشرة تماما.
إبتعد المشاركون عن الطاولات تاركين كل مايملأ أيديهم، وبعد الكثير من الإجراءت مثل مرور الحراس لإغلاق مواقد النيران والأفران الحرارية ومسح الطاولات بمناديل نظيفة و أخذ بقايا الأواني وترتيب الصحون في العربات الحديدية ليأخذها المشاركون للجنة للحكم عليهم.
أخذت العملية نصف ساعة.
رفع هاملتون ملعقة فضية تعبيرا عن بدأ تقدم المشاركيين لإحضار أطباقهم، ذهب الرجل الأول والذي كان حوالي أربعين سنة، ممسكا العربة المعدنية لترفع خادمة ترتدي ملابس أنيقة الصحن إلى الطهاة لتذوقه، كان الطبق عبارة عن حساء دجاج.
كانت تعابير الطهاة الثلاثة محكمة الإغلاق أثناء تذوق الأطباق.
لم يدلوا بأي ملاحظات عابرة أو تعبير إلا بعض التعليقات الطفيفة مثل "جيد"، "حسنا"، "التالي" لكنهم دونوا ملاحظاتهم في مذكراتهم.
وكان الأمر نفسه مع بقية المشاركيين.
أخذت الفتاة الممتلئة عربتها وعندما إنتهت
نظرت إلى غوجينا، بنظرة مزدرية." سنرى النتيجة أيتها العاهرة حالما تخسرين أريد رؤية دمك يقطر في الأعمدة...حتى اليسوع لن ينقذك"
نظرت إليها غوجينا بلا مبالاة وصوبت نظرتها نحو العربة بعد أن إمتلأت بأطباق زاهية الألوان وسارت بتأني نحو اللجنة، وكأن أفضع الأشياء في العالم ليست قادرة على التأثير على مزاجها.
ريثما رتبت الخادمة الصحون على الطاولة الطويلة، تراجعت غوجينا إلى الوراء.
رمقها الطهاة الثلاثة بنظرة غريبة وغامضة نوعا ما، لكنها بادرت في إعطاء إبتسامة ودية،
وكانت مهذبة للغاية.ألقى هاملتون نظرة دقيقة على الأطباق، كما فعل الطاهيين الإثنين في نفس الوقت.
كان مظهر الأطباق ذو جودة رفيعة، بحيث أن لون الطعام النابض أعطى نوعا من الفن الساحر و ضخ صورة فريدة من نوعها، كان أكثر إثارة لدهشة، خاصة عند رؤية طبق عش الطيور نظر الطهاة الإثنين إلى بعضهم البعض بغرابة.
قطع الطاهي هاملتون قطعة من السمك الشار ورفعه إلى شفتيه المفتوحة قليلا وتذوق، وبعد فترة وضع الشوكة والسكين ونظر إلى غوجينا، بتعبير عميق، لكن لا يمكن حقا قراءة تعبير وجهه المخفي خلف التجاعيد التي تشبه تموجات أسفل الوادي.
عندما تذوق الطهاة الإثنين السمك إنفتحت عيني الطاهي الثاني ولم يستطع السيطرة على نفسه ليقول" هذا..."