تسللت ببراعة وهربت بالفعل.
أمسكت فستاني الوردي وعدت إلى النزل، بعد الإستحمام، شربت ما يكفي عصير التفاح البارد، وبعد ذالك قمت بتعبئة أغراضي داخل حقيبة السفر، اليوم هو آخر يوم للإيجار.
لم يعد لدي الكثير من المال، فكرت قليلا، قبل أن أتذكر شيئا، مشيت نحو طاولة الزينة، فتحت الدرج، لتظهر علبة سوداء، وبرز خاتم أبيض به جوهرة زرقاء متلألئة، كانت الجوهرة من الياقوت.
لقد كان حجرا لايقدر بثمن، بريقه وصلابته إستثنائيين.
لقد كان قطعة نادرة.
' حجر الياقوت يمثل الولاء والثقة والحكمة' تذكرت كلمات والدي التي رنت في أذني مثل جرس، كان قلبي يؤلم بشدة وكأن أيدي غير مرئية تعصره.
لقد كان والدي شخصا فخورا للغاية، وكان يحب الياقوت كثيرا، ويذكرني دائما وهو يحملني في حجره، بأن هذا الحجر رمز لعائلتنا، وكم هو شديد الفخر لأن هذا الرمز ينتمي لعائلتنا...
لأنه ببساطة يمثله....الإخلاص للحاكم.
لن يخونه أبدا، لقد كرس قلبه لصديقه العزيز ولكن مافائدة ذلك؟ لقد عاش من أجل الوطن ولكن كيف كافأه الجميع؟
لقد تم التشكيك في ولائه، إخلاصه، وتم التشهير به كخائن عدو لدولة وطعنه في ظهره حتى الموت.
لقد خطط العديد من الذين يشعرون بالغيرة من والدي وإنضموا في مؤامرة قتله.
ذالك اليوم الذي حفر في عمق في ذاكرة غوجينا إلى مدى الحياة، قبل إقتياد والدها إلى ساحة الإعدام أمام آلاف الأشخاص، كان هناك عشرة من أصدقائه الذي كان يثق بهم، ليس الأمر أنه ساذجا...
لقد كان والدها ساورا شخصية عسكرية فذة كان خطيبا مفوها و أديبا قبل أن يصبح وزيرا، عندما كان طفلا كان إبن جنرال رفيع المستوى قضى حياته في الحرب وساحات المعركة.
لكن ساورا كان عكس والده وجيله.
كره الحرب وكان من دعاة السلام.
ولكن بحكم أنه ولد في عائلة عسكرية تم إقتياده عنوة إلى ساحة المعركة وتلويث يده بالدماء، مع ذلك كان رجلا محبا للكتب، كان يمضي أغلب وقته في قراءة الكتب ومطالعة اللفائف والرسم والخط وإلقاء الشعر.
وكان رجلا يدعوا لسلام بدل الحرب، وكتب عدة كتب كونه نالت إستحسان الأدباء.
وفي الواقع كان لسانه سلسا ومقنعا بارعا عندما يتحدث كان يصمت الجميع وإذا صمت كانت حوله هالة مهيبة، رغم أن الجميع كان يسخر منه عندما كان يهرب عند رؤية الدم.
إلا أنه لايمكن تجاهل الزخم حوله، لقد ولد وسيما بوجه يفقد العذارى عقولهن وسرق العديد من القلوب لكنه كان غير مكترث لنساء أنذاك وكان خجولا لدرجة أن زملائه سخروا منه وسألوه مازحين عما إذا كان مخصيا؟