(علمني كيف أكون) 1

1K 46 4
                                    

عاد لمنزله وهو يشعر بالغضب تجاه كلمات نوح، فإذا به يجد والدته تجلس برفقة تلك الفتاة التي تدعى ريم ومعهما والدة الفتاه والتي تدعي أنها ( طنط ريري) في حال أنها يجب أن تكون طنط (مجدي) مثلا، لكن لا أحد يرى هذا سوى يوسف.

إتجه نحو غرفته سريعًا قبل أن توقفه والدته لكن فات الأوان وسمع صوتها يناديه فنظر لها، فقالت والدته :
- مش هتسلم على طنط ريري يا حبيبي؟

- اه طبعًا، عامله ايه يا طنط؟

فقالت ريري بسماجه:
- حلوة يا حبيبي، بس ايه القمر ده كلو كبرت وخلاص بقى عايزين نجوزك.
صمتت قليلًا وأكملت:
- ايه رأيك في ريم بنتي؟ زي القمر زيك والله لايقين على بعض.

ضحكت بسماجة تبعتها ضحكات والدته أيضًا فإضطر للإبتسام وكاد أن يغادر لولا صوت تلك ريري تقول:

- لا لا رايح فين لازم تخرج انت وريم شويه تتعرفو على بعض وتبقو صحاب.

فقال يوسف:
- بعتذر جدًا لحضرتك بس انا مش هقدر أبدًا.

ألحت عليه كثيرًا فإضطر للموافقة.

ذهب بها إلى كورنيش النيل
بعد دقائق من السير ببطء وتحدث ريم المستمر قاطعها صوت يقول بإعجاب:

- مساء الكوسه can l have بوسه؟

نظرت له بإشمإزاز بينما غضب يوسف من ذلك الشاب وذهب خلفه كي يعطيه درسًا في الأخلاق، فقط مجرد درس لكن باغته الأخر بوجود مادية بيده وقال:
- ليك شوق في حاجه يا زميل؟

نظر له يوسف وقال :
- هو انت؟ طب ممكن تهدى الأول وتنزل البتاعه دي؟ شكلي هيبقى وحش قدامها.

فقال نوح :

- طب ايه رأيك نعمل مقايضة؟

- مقا إيه؟

- مقايضه مقايضه، يعني تطلع باللي في جيبك وانا أخليك تمشي من هنا.

أخرج يوسف ما بجيبه وأعطاه لنوح دون أن تراه ريم فقال نوح بإبتسامة وهو يُقرب وجهه من يوسف:

-إضرب يا حبيب أخوك إضرب خلينا نخلص.

---------------------------

يجلس بإنتظار صديقه ( حمص ) الذي أخبره أنه سيأتي له بمفاجأة سارة.

وصل صديقه أخيرًا وجلس يخبره بالمفاجأة والتي لم تكُن سِوَى فرصة عمل بإحدى المدارس.

فرح كثيرًا، إستعد ونظم ما سيقول، جهز ملفه، ونام مبكرًا كطفلٍ ينتظر أول يوم مدرسة.

-------------------------

إستيقظ في الصباح، ذهب لمقابلة العمل، دخل المكتب بإبتسامة فرِحة ووجه بشوش، لكنه خرج من نفس المكان بوجه عابس، لقد رُفِض، لأسبابٍ عِدَّة، منها أنه غير جدير بهذا العمل ولا يظنون أنهم يستطيعون أن يجعلو الطالبات أمانة لديه، خرج مهموم، أراح ربطة عنقه، وجلس على إحدى الأرصفة، بحزن، يحمل عِبء تصرفاته، وطبيعته، لا يعلم ما الذي يمكن فعله للخروج من هذا المستنقع، فعمله وتعليمه لا يتناسب مع كونه (بلطجي) لا يعلم ما التغيير المطلوب، لم يفكر في تغيير حاله من قبل، فماذا عساه أن يفعل؟

علِّمني كيف أكون : Teach me how to beحيث تعيش القصص. اكتشف الآن