(أنا اتعلقت بيك على فكره!) 9

375 24 3
                                    

إختلط صوت قراءة قرءان، مع صوت بكاء، مع صوت الأجهزه الطبية الموصله بيوسف، كل هذا في الغرفة ذاتها، غرفة المشفى، كان هذا حالهم بعد أن أخبرهم الطبيب أنه سيدخل بغيبوبة، قال أنها مؤقته، لكن الجميع قَلِق.

قاطعها نوح من قراءة القرءان قائلًا:

_ يلا يا حبيبه روحي انتِ غيري هدومك وارتاحي وخدي معاكِ حوريه ونسمه والكل، أنا موجود.

رفض الجميع لكنه إستطاع إقناعهم بطريقةٍ ما، وعاد جميعهم لمنزل صالح بالمنيا.

قرر مهاتفة نجاة خوفًا عليها من والدها، أخبرها ما حدث وما إن سمعته حتى أخبرته أنها ستأتي، فهاتف نوح السائق الخاص بحوريه والذي كان في اجازة حتى تعود حورية من سفرها، وأمره أن يأتِ بها لمكانهم وبعث له الموقع.

_______________

جلس بجانب صديقه بهدوءٍ غير مُعتاد، نظر له بتركيز لعله يستيقظ الأن ويبتسم إبتسامته المعهوده، لطالمه راقت له تصرفاته، لطالما كان سعيدًا لأنه يرى إبتسامته،

هو صديقه، بل هو كل أصدقائه.

_ طب ايه بقى وبعدين في الملل ده مش هتقوم بقى؟ ولا لازم نجيب واحده تنزل دمعتين على ايدك وبعد كده تفوق؟ شغل هنود ارحمني بقى حياتك كلها إثاره، ريح دماغ اللي جابوني.

لم يجد استجابة فنهض بسرعة وتوقف أمام النافذة، أخرج سيجارة من جيب سرواله، وبدأ يُهلكها رويدًا، ويُهلِك رئتيه معها.

ظل على هذا الحال حتى أنهى ثلاثة منها، حتى هلِكَت روحه، تنهد بعمقٍ ثم دخل نحو الأريكة ينام عليها حتى الصباح.

________________

ما إن أغلقت المحادثة معه أرسل إليها رسالة مضمونها أنه سيبعث لها السائق ليقلّها إلى مكانهم، فلملمت حاجياتها، ولم تهتم كثيرًا بترتيبهم، حملت هاتفها وبدأت ملابسها ثم خرجت بسرعة، غير مُباليه بحالتها المبعثرة، ترجلت لأسفل وجائها السائق دخلت السيارة ثم انطلق هو بسرعة كما أمرته، وصلت مبكرًا في اليوم التالي، وجدت أن نوح قد أرسلها إلى المنزل وليس المشفى، فتنهدت بإرهاقٍ ثم ترجلت نحو الداخل، وجدت الجميع مستعد للذهاب للمشفى، لكن بلا سابق إنذار سقطت حورية مغشيًا عليها، إستدعو الطبيب وأخبرهم أنها تُعاني من إنخفاض بالضغط نتيجة توترها وحزنها، فتركوها برفقة ليل، وذهبوا للمشفى بعد أن إطمئنو عليها.

وصل الجميع، مرت ساعات ولم تستطِع الإنفراد به وحدهم، لا تعلم لمَ تريد أن تجلس معه وحدهم، لكن هذا ما أرادته وبشدة، حتى سمحت لها الفرصة، ونهضت نسمة قائلة:

_ أنا هروح اتطمن على حورية.

ونهض نوح ليوصلها لأن ماجد ذهب للشركة ليحل محل يوسف لحين عودته، وقررت ألاء الذهاب أيضًا، وكانت حبيبة قلقة بشأن حورية كثيرًا فأجبرها نوح على الذهاب، لم يبقَ سِواها، إبتسمت بفرحة، وجلست أمامه بحماس، أمسكت يده برِفقٍ، وقالت:

علِّمني كيف أكون : Teach me how to beحيث تعيش القصص. اكتشف الآن