(عِناق) 7

381 30 5
                                    

خرج نوح فوجد المشهد كالتالي..

نجاة جالسة أرضًا، ووالدها يحاوط عنقها لتختنق، والجميع يحاول أبعاده لكن لا حياة لمن تنادي.

ذهب وبحركة مباغتة أمسك ذلك الرجل من عنقه وأداره ووضع المادية أمام عنقه فبدأ ذلك الرجل يخاف من نوح، تهديدات نوح له كانت صريحة تمامًا، وأخبره أنه إن رأى وجهه مرة أخرى سيق-تله لا محاله، فخرج الرجل بسرعة وخوف.

بينما إستكان الجميع ما عدا يوسف الذي سحب نوح من يده نحو الداخل، وما إن وصلا لغرفة ما، بدأ يوسف بقوله:

_ هي البتاعه دي لسا معاك بتعمل ايه؟

_ عادي احتياطي.

_ بلا احتياطي بلا زفت  انت هتفضل طول عمرك بلطجي؟ مش ناوي تنضف بقى؟ مهما اتعلمت ومهما اغتنيت هتفضل زي ما أنت يا نوح، يا خسارة ثقتي فيك.

نظر له نوح وقال بغضب:

_ لا بقولك ايه متغلطش فيا عشان صدقني هزعلك، وجامد اوي كمان.

وتركه وخرج بسرعة البرق، خرج من المنزل متجهًا نحو منزله الأصلي، حيث كل ما هو عشوائى، حيث الحارة، وأصدقاء السوء.

_ المعلم نوح جه يا حاره.

قالها أحد الشباب فتجمع أهل المنطقة حوله، يتسائلون عن سبب غيابه تلك المدة، فلم يجيب أحد سوى بأنه قال:
_ حوارات كده خلاص خلصت يا رجاله منسألكوش في حاجه وحشه.

وأكمل طريقه وهو يصيح:

_ واد يا سيف تعالى ورايا.

وبالفعل ذهب ورائه شاب في منتصف العشرين حتى وصلا إلى الروف، وجلس نوح بجانبه سيف وقال:

_ بص يا زميلي عندنا بضاعه حلوه النهارده.

_ رسيني على الحوار يابا وانا معاك.

_ بص هي مش كتير بس غاليه اوي اوي، شوية برشام على حتتين من الي قلبك يحبهم ملفوفين كمان.

_ ده منين ده ياباشا؟

_ الواد حمص كلمني الصبح وانا مرضتش بس ميغلوش عليك يا زميلي اهم حاجه المصلحه واحده، يلا امشي انت وانا هكلمه وابقى ارنلك.

خرج سيف وبقي نوح يجلس وحده في تلك الغرفه من جديد.

_____________________

استيقظ على صوت طرقات على الباب، نهض وفتحه ليجد يوسف يقف امامه، لكنه لم يعيره اهتمام وعاد مرة أخرى للداخل فذهب يوسف معه  وقال:

_ أنا غلطان حقك عليا.

_ ميفرقش معايا اصلا.

_ طب خلاص بقى دا انت دماغك صغيره.

نظر له نوح وقال ببرود:

_ وانت ماشاءالله دماغك كبيره اوي.

علِّمني كيف أكون : Teach me how to beحيث تعيش القصص. اكتشف الآن