(ماسبيرو سبارس) 6

325 24 3
                                    

كان نوح ويوسف يجلسان بجانب بعضهما، ينتظران والدة حبيبة أن تأتي، فهما يقضون وقت فراغ كبير هذه الأونة.

ظهرت أمامهم إمرأة تقارب سن الخمسون، لكنها تبدو شابة بعض الشيء، اقتربت منهما فقد كانا يجلسان بحديقة المنزل وقالت:

_ انتو قاعدين تتلكعو كده ليه؟ كل واحد على شغله يلا.

نظرا لبعضهما وقال يوسف:

_ عفوًا؟ احنا مش شغالين هنا.

أكملت بتعالي:

_ اه اه عارفه أنا الإسطوانه الخربانه دي، مبنشتغلش عندكو واحنا مش عبيد وكلام بايخ يلا على الشغل منك ليه.

_ لا إحنا صحاب مكان يا قمر إنتِ.

قالها نوح قاصدًا أن يتغزل بها، فقالت ببعض اللين:

_ انت بقى يوسف صح؟

_ لا أنا نوح، بس انتِ مش شبه طنط حوريه خالص، إسم على مُسمى فعلًا، نِسمه، وأنتِ نِسمه.

_ يا حبيبي شكرًا.

ساعدها نوح على حمل الحقائب وتبعه يوسف المزهول من تلك التصرفات الخبيثة الصادرة من نوح.

تبادل الجميع القبلات والأحضان وجلسو ينتظرون ماجد شقيق حورية ونِسمة، ودخل بعد قليل.

هو رجل في منتصف الخمسين، يرتدي زي شبابي مكون من بنطال من القماش ذات اللون الأبيض الفاتح مع تي_شيرت من اللون الوردي، عيناه بنية، وبشرته بيضاء، أما عن جسده فهو يبدو شخص رياضي بالرغم من سنه المتقدم.

دخل يبتسم بسعادة وهو يتقدم من شقيقته حورية، إحتضنها بشوق وقال من بين أحضانه:

_ وحشتيني يا بو.

بادلته العناق وهي تبتسم بسعادة وتقول:

_ مبحبش المشاعر مبحبش المشاعر.

فإبتعد عنها وهو على علم بمَ تقول شقيقته وقال:

_مش هتعرف على القمرات دول؟

كان يقصد بحديثه"نوح، يوسف، نجاة."

_ أنا يوسف.

_ وانا نوح.
_وانا نجاة.

قالها كلًا منهم بإبتسامة وهو يصافح ماجد.

فصافحهم بحرارة وقال وهو يتقدم ليجلس بجانب نِسمه:

_ فين القرده بتاعتي؟

ما أن أنهى جملته حتى وجد عاصفة تركض نحوه بسرعة شديدة وترتمي بداخل أحضانه، لم تترك له فرصة الحديث بل تحدثت هي بسرعة ممزوجة بسعاده:

_ كل ده تأخير؟، وحشتني اوي، فين ليل، ولولو، وحشوني اوي، اوعى تكون مجبتهمش، هزعل منك اوي.

أبعدها عن أحضانه بهدوء وقال ببسمة جميلة:

_ حلوين يا حبوب، وليل هييجي بالعربية هيوصلو بالليل أن شاءالله.

علِّمني كيف أكون : Teach me how to beحيث تعيش القصص. اكتشف الآن