﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾[ آل عمران: 185]
.
" يَقولون أنّ التخطي سهل، لكنه أمرٌ مُحال على إنسان مثل يوسف، فهو عاش حياته إعتمادًا على وجوده، ولا أمان بعد الأب أبدًا''
-----------------------------------
انتهى العزاء، وعاد الجميع من حيث أتى، وبقي يوسف في المنزل يشعر بالوحده، هذا البناء العريق الذي لطالما حمل ذكريات عديدة مع والديه، اليوم يحمل حزن لا يُطاق ، حزن الإبن على والده، وزوجة والده، حاولت حورية التهوين عليه فلم تستطع، ولم تتركه سوى بأمر من نوح الذي قال:
_خلاص يا حوريه روحي انتِ البيت وانا معاه اهو مش هسيبو أبدًا.
أومأت له وعادت لمنزلها برفقة أشقائها.
بينما ظل يوسف جالسًا بغرفة والده وزوجته لعدة ساعات ونوح يراقبه بهدوء، لم يبكي يوسف حتى الأن، هو فقط في صمته المهيب، وملامحه الخالية من الحياة.
ظل هكذا حتى مل نوح وفاض به الكيل، فنهض يصطحبه نحو الخارج، تحديدًا داخل سيارة يوسف، واتجه به نحو المقابر، وتوقف ثم ترجل مع يوسف، وذهب به إلى مقبرة والده وزوجته، جلس يوسف أرضًا، وعيناه تمر على إسم "صالح محمد احمد"
وزوجته "كوثر السكري"خرج من هدوئه وقال:
_ أنا بحلم صح؟
لم يأتِهِ ردًا من نوح فنهض يوسف متجهًا نحوه، ظل يهز كتفيه بعنف، وهو يخاطبه بحدة وغضب قائلًا:_ نوح رد عليا هما مماتوش صح؟
فقال نوح بأسى:
_ ماتو، ماتو يا يوسف كفايه كده تقبل الواقع بقى.
_ لا مستحيل يكون سابني، هو قال إن عمره ما هيسيبني لوحدي مهما حصل، كان مهتم بتفاصيل حياتي كلها، بس من بعيد عمره ما قالي بحبك يا يوسف، بس دايمًا كان يقول: انت الدنيا كلها، انت الحياه يا يوسف وانا مش همشي غير لما انت الي تبعد.
انا الي غلطان، انا السبب كان المفروض مسبهوش مهما حصل، هو مشي علشان أنا مشيت، بس خلاص رجعت أهو هيرجع هو كمان صح؟ ايوه اكيد صح هو مينفعش يسبني بكل سهوله كده، وماما سوزان، انتِ كمان سبتيني؟ طول عمرك بتقسي عليا، بس انا حبيتك رغم ده كله، رغم كل حاجة عملتيها لكن حضنك ليا وقت زعلي كان بيهون عليا كل حاجه، مكنتش أتمنى أبدًا إنك تمشي وتسبيني.
انتو عارفين إن هي كانت مسأله وقت وهتوحشوني، وهرجعلكم تاني ليه مستنتوش؟ ليه مشيتو من غير معاد؟
أنت تقرأ
علِّمني كيف أكون : Teach me how to be
Adventureما هو مفهوم الإختلاف لديك؟ هل لك أن ترافق صديقًا يختلف معك في كل الأمور؟ في كل شيء وفي كل تصرف، هذا الصديق هو نوح، ومن يختلف عنه هو يوسف، هما من عالمين مختلفين، لن يتقابلا سِوى بمحض الصدفة، ويالها من أجمل صدفة، وسيشهد الزمان على صداقة قد كُتبت بين ا...