أم العيون الحمراء

98 21 16
                                    

بلغت أم العيون الحمراء كما يلقبها أحمد التسع سنوات حضر لها حفلة عيد ميلادها و لم يسلمها هديتهاحتى انتهت الحفلة فاخذها إلى الفناء ممسكا بعلبة كبيرة جميلة قائلا
_عيد ميلاد سعيد صغيرتي أم العيون الحمراء.
_شكرا لك ميدو.
_صغيرتي سأروي لكي قصة و من خلالها أنت قرري أوكي؟
_أوكي تفضل. فقال أحمد
_هذه يا صغيرتي فتاة أجنبية جميلة جدا جائت إلى إحدى الدول المسلمة و استغربت كثيرا في شكل النساء المحجبات و تقول ما هذه الثقافة ما هذا التخلف ألا يزالون يخبئون نسائهم هكذا؟!سمعها فتى مسلم فقرر إقناعها بالحجاب عرض عليها التوجه إلى صائغ فوافقت أعجبت بجمال القطع الذهبية كثيرا و أخذت تجول ببصرها بين هذه و الأخرى حتى طلب الفتى من البائع أن يحضر له بعض القطع المخبأة تلك المميزة وبالفعل نفذ ذلك طالعت هي تلك القطع التي أخرجها بإعجاب واضح و شديد فكانت من الألماس و الأحجار الكريمة و الخرز و اللؤلؤ مررت أصابعها عليها بهدوء و قالت بخفوت
_المخبأة أجمل بكثير.فرد الفتى
_هذا هو بالضبط كل غالي لا يدركه الجميع.توقف أحمد عن الكلام و وجه بصره لها وجدها منأثرة بشدة بحكايته و قالت
_ميدو أنا أريد الحجاب أنا أيضا غالية و نادرة. قالتها بحماس
و فرحة شديدين فقدم لها أحمد تلك العلبة التي كانت في يده أسرعت في إمساكها و ما إن فتحتها و ظهر لها ما بداخلها ققزت  و رددت بصراخ
_أنا أحبك يا ميدو أنا أحبك.قالت كلماتها بعفوية لكنها أثرت فيه كثيرا فقال
_أفهم إذن أنكي موافقة.
_جدا يا ميدو.كان في العلبة مجموعة من الفساتين الخاصة بالمتحجبات و أيضا خيماراتها
و كان هذا اليوم الذي تحجبت فيه رندا و بعدما انتهت من حصة الإحتفال كما قال أحمد أجلسها إلى جانبه و قال
_أنظري صغيرتي أنتي اليوم فتاة كبيرة متحجبة لذا من اليوم فصاعدا ستتغير بعض الامور أولا من اليوم ستنامين مع البنات
و ليس معي ثانيا لا أحضان بعد اليوم أو أي تلامس ثالثا تذكري جيدا الحجاب ليس لعبة لذا سترتدينه أمام أي ذكر ملعون موجود هنا رابعا المهرجان الذي تقيمنه و تقعديه مع سامي الكلب و محمد إنتهى خامسا ما كنت أصليه معك و أذكارنا و دعائنا لن تنامي قبل أدائهم مفهوم. كان أحمد يملي على رندا كل هذا بلهجة لا تقبل المزاح لكن رندا بالطبع دائما ما تقف في وجهه
عقدت يداها أمام صدرها و قالت
_أحمد إلا سامي و محمد.
_قلت لا يا رندا.
_إسمع يا أحمد إما سامي و محمد و إلا لن أتكلم معك ايضا.
_ماذا. رد أحمد بدهشة فهذه المرة الأولى التي ترد فيها صغيرته بهذه القوة
_نعم يا أحمد إلى حد اليوم لم أعصي لك أمر لكنك تبالغ اليوم.
أجابت رندا بغضب طفولي أعجبه جدا لذا قال بهدوء
_لكن هذا يخالف تعاليم ديننا.
_لا يا أحمد سأتعامل معهم بحدود.ردت بعزم
_حسنا يا أم العيون الحمراء كما تريدين.وافق بقلة حيلة فهو يعلم كم صغيرته عنيدة ثم جذبها إلى حضنه قائلا
_تعالي إلى حضني لآخر مرة.
و ضمها إليه بقوة محدثا نفسه
_سأضمكي لآخر مرة حتى أتزوجكي و سيحدث ذلك عندما نخرج من هنا.أخرجها من حضنه
و قال
_هيا لننقل سريركي إلى غرفة البنات ستنامين بجانب سهى صحيح.
_صحيح ميدو هيا بنا.

جميلتي ذات العيون الحمراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن