خطبة وسيم

26 7 14
                                    

في بيت الجميلة و تحديدا في غرقتها تقف أمام المرآة تثبت حجابها و يقف بجانبها زيد الذي يحاول تعديل ربطة عنقه و كالعادة لم تكن مرتبة جيدا حتى أتت له رندا أحضرت كرسي صغير لتصعد عليه حتى تستطيع الوصول إلى مستوى زيد فهو طويل جدا مقارنة بها عدلت تلك الربطة بهدوء شديد و زيد يتأملها و يبتسم إبتسامة جانبية و تحولت تلك الإبتسامة فجأة إلى ضحكة قوية جعلت رندا ترتد إلى الوراء و تكاد تسقط لولا يد زيد التي ثبتته
و أكمل وصلة ضحكه أما هي تراقبه باستغراب شديد هدأ أخيرا و توقف عن الضحك و نظر في عيناها بعمق و قال 
-رندا أريد أن أعترف لك بشيء. لتجيب بابتسامتها الساحرة
-كلي آذان صاغية. 
-منذ متى و أنت ترتبين ربطة عنقي؟ 
-منذ تزوجتك يا فاشل. قالت و هي تضغط على أنفه فنظر لها بطفولية شديدة و قال 
-في الحقيقة أنا أستطيع ترتيبها جيدا لكني أحب تلك الثواني التي ترتبينها فيها و  لم أرد أن تتوقفي عن ذلك. 
-قمري أنا كبيرة كفاية لأفهم ما تريده بالضبط من أول مرة قمت بذلك و رأيت إبتسامتك الجانبية التي لم تحاول تغييرها البتة و رأيتك نظرتك الهائمة كأنك غائب عن الوعي عرفت حينها أنك تتحجج بها يا زيد. أكملت كلامها و هي تحيط عنقه بذراعيه ثم أكملت 
-لست إمرأة أعمال ناجحة من قليل و لم أصل إلى هذا المنصب بسهولة يا قمري. 
-بما أنك تعلمين ذلك جميلتي لماذا لم تتوقفي. 
-لأني أحبها. 
-من ربطة العنق؟! تسائل بتعجب لتجيب بغمزة 
-بل تلك الثواني. 
-رندا هل أنت مستوعبة أننا بلغنا الخمسة و أربعين سنة؟! 
-و هل أنت مستوعب أننا سنخطب لابننا اليوم؟! 

ضمته رندا و لم تتحدث فشد على حضنها و هو يعلم أنها ستبكي لا محالة و بالفعل علت شهقاته تدريجيا إلى وصل بكائها إلى ابنائها الذين داهموا الغرفة بعدما أذن لهم زيد بالدخول فوجدوها في حضن زيد و تبكي بكت تلك الفتاة سريعة البكاء مدللة البيت عشق و هي تقول 
-ما بها الجميلة يا زيد؟ لم يجب زيد قط فكان مغمض عيناه مثلها تماما فإلتفتت إلى رسين و قالت 
-رسين ماذا هناك؟ جذبها رسين إلى حضنه و قال 
-تعالي يا روح رسين لم يحدث شيء بإذن الله. 
-ماما بابا ماذا هناك أرجوكما قولا شيء.  لتتكلم رندا و أخيرا
-أنا أحبه يا أولاد أحبه ماذا أفعل الآن؟ ليلوي رسين فمه و يقول
-نعممممم!! و ما هذا الآن  هل سيطلقك لهذا تقولين هذا الكلام؟ ليدفعه زيد بقوة قائلا
-كلامك بهدوء مع زوجتي و أختر ألفاظك يا مختل. 
-يعني ماذا حدث؟ تسائل وسيم بهدوء لتجيب رندا 
-أتعرفون يا أولاد الليلة بعدما نخطب قمر سأحكي لكم قصتي مع أبيكم و كل ما حدث لنا معا. 
-عععععععاااااااااا. صرخت عشق بحماس و هي تمسح دموعها ثم أكملت
-أخيرا ستحكي لنا عن قصة حبكم الأسطورية 
و أخييييرااااا. قبل وسيم جبين والدته و يد والده
و قال 
-عرفت ما سبب دموعك و تأكدت أنك بخير الآن لأذهب لتجيز نفسي. ضمه زيد إليه و قال 
-بسرعة يا بني قمر في الإنتظاؤ. ختم كلامه بغمزة ليموت وسيم خجلا و قال 
-عن إذنكم. 
-إذنك معك يا مولانا العاشق. لم يكن هذا إلا صوت رسين الذي قال جملته و فر هاربا من الغرفة لتبقى سوى عشق التي قالت و هي تدخل في حضن الإثنين
-يعني الليلة ستكون إعادة لقطة لحياة الجميلة و زيد  معا صحيح؟ 
-صحيح يا قلب الجميلة. 
-ألن تجهزي نفسك يا أميرتي؟ قال زيد لترد
-ييي تذكرت سأذهب الآن باااااي. 

جميلتي ذات العيون الحمراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن