عودة الحبيب

31 16 2
                                    

صوت صافرات الإسعاف و الشرطة
تعلو المكان شريط أصفر يحيط زاوية ما فريق الطب الشرعي يجمع أدلة علها تساعده جثة هامدة عليها آثار رصاص و هناك الذي يشاهد المنظر و تسلل إلى عينيه نظرة مكر إنه أحمد و تلك التي يبكي لحالها من يراها هكذا إنها رندا تجلس على الأرض مسندة ظهرها إلى سيارتها و رأسها إلى يدها تتابع ما يحدث بهدوء يمزق القلب تتابع بشرود موجع غير مهتمة بالصحافة التي توثق حادثة مقتل أكبر رجال أعمال أمريكا سامي راشد شريك إمرأة الأعمال رندا صلاح الحادثة التي هزت كيان العالم كل هذا لم يشكل لها فرق هي الآن ترى نفسها السبب في موت سامي هي من الأول لم تكن مرتاحة لهذه العلاقة لأنها دائمة التفكير في ذلك الفتى الذي أحبته فعلا و لم تستطيع نسيانه حتى و هي مخطوبة و كانت مشاعرها تجاه سامي واضحة لأنها لم تحبه يوما وافقت عليه فقط لعدم وجود سبب للرفض و الآن هي موجوعة على صديقها ليس خطيبها و هاهي تغرق في بحر أفكارها حتى إقتربت منها شرطية قائلة بلامبالاة
_أنت رندا صلاح؟
_نعم من أنت؟تسائلت دون أن تنظر إليها فردت الأخرى و هي تعدل ثيابها
_أنا ضابط شرطة.فأضافت رندا بنفس الطريقة
_كيف يمكنني مساعدتك؟
_مطلوب القبض عليك.
_لماذا؟ تسائلت رندا بهدوء فأجابت الأخرى
_متهمة بقتل سامي راشد.
_أنا المتهمة في القاتل الفعلي يقف حرا كأنه لم يرتكب جناية.
_لا تنسي أن المشتبه فيه الأول هو من يبلغ عن الحادث و علاوة عن ذلك لقد كنتي آخر شخص مع الضحية.
_ أولا لست أنا آخر شخص لقد كان أحمد و إن يكن هذا لا يعني أني قتلته.قالت رندا
_سنكمل كلامنا في مركز الشرطة.سحبت الشرطية رندا صفدتها بعنف و جرتها إلى سياة الشرطة في هذا الحين تقدم أحمد بسرعة
_رندا صلاح موكلتي إلى أين تأخذينها؟
كادت الشرطية أن ترد لكن رندا قالت بصراخ شديد
_أحمد ماذا تريد و اللعنة لقد دمرت الجميع إذهب من أمامي.
إلتزمت الصمت و طاوعتهم كأنها مسلوبة الروح فكرت في لو أن لديها أب يقول لهم ابنتي بريئو حتى لو لم يجدي ذلك نفع أو أن لديها أم لا تسمح لهم بجرها كما فعلوا الآن فكرت فقط في لماذ هي وحيدة إستجوبوها و أجابت بكل صراحة و في النهاية قرروا سجنها مدة خمسة عشر يوما على ذمة التحقيق
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
مرافعة الجميلة ذات العيون الحمراء بعد يومين من الآن
و هاهي تجلس أرضا تضم رجليها إليها شاردة غائبة عن الواقع هل ستفوز بمرافعتها أم تخسرها
و ينتهي بها المطاف خلف قضبان السجن في تلك الزنزانة المظلمة هل ستبقى أسيرة ذلك المكان أم تتحرر و هنا توقفت عن التفكير
نهضت مسرعة و توجهت إلى الباب و قالت
_أريد رؤية رئيس المركز.و بما أنها رندا صلاح فلا يمكن رفض لها طلب لذا أجابت الأخرى بهدوء
_ثواني لأعلمه.و إختفت قليلا ثم رجعت قائلة
_تفضلي أستاذة رندا هو بإنتظارك.
_حسنا.ردت رندا بثقة و خرجت تمشي رافعة رأسها عاليا فبالرغم من أنها مسجونة إلا أنها بريئة و لن تسمح لأحد أن يرى نظرة إنكسار في عيناها تتقدم من أجل تنفيذ
القرار الذي إتخذته بعد يومين من تواجدها في السجن دخلت إلى مكتب رئيس المركز فقال مرحبا بها
_أهلا بالآنسة رندا كيف الحال؟
_أفضل مع إقتراب موعد الجلسة.
_ممتاز إذن كيف يمكنني مساعدك؟
_أريد هاتف من أجل المحامي.
_الأستاذ أحمد أليس كذلك؟
_لا ليس كذلك من أين لك هذه المعلومة؟
_الجميع يعلم أنه محاميك الخاص.
_لا لقد إكتفيت من خدمته.
_حسنا تفضلي و سأكون في الخارج.
_أوكي.
فتحت رندا موقع تواصل إجتماعي و بحثت عن مكاتب محاماة مشهورة و راسلت أحدها و إتفقت مع السكريتيرة أن المحامي سيزورها بعد ساعة و نصف من الآن لذا أخبرت المدير أنها ستبقى في الساحة من أجل الزيارة جلست في إحدى الكراسي تنتظر المحامي الجديد حتى إقترب منها رجل طويل بكتف عريض و عضلات بارزة فهبت واقفة رافعة رأسها حتى تستطيع رؤية وجهه لأنها بالكاد تصل إلى صدره و مع ذلك الرؤية غير واضحة فأشعة الشمس الجميلة تمنعها من ذلك إستطرد المحامي
_أهلا رندا إشتقت لكي كثيرا.
_هل نعرف بعض أصلا حتى تشتاق لي!تسائلت رندا و هي تضع يدها على عيناها حتى تمنع تلك الأشعة من الوصول إليهما فرد
و هو يضع يده في جيوب بنطاله
_معقول ألم تتعرفي علي أنا زيد!
_زيييييييييد!!!صرخت رندا بفرحة ثم مدت يدها إلى الأسفل إستغرب زيد من فعلتها و ماهي إلا لحظات حتى أصبح زيد يجري
و رندا روائه ترميه بالحجارة و هو يصرخ قائلا
_رندا ما بك هل جننتي توقفي.
_يعني تتركني بعدما تعلقت فيك
و بعد سبع سنوات ترجع و تقول لي إشتقت لكي ماذا كنت تتوقع مني؟هل ظننتني سآخذك بالأحضان؟
_رندا أرجوك توقفي و لنتحدث بهدوء.
_زيد إلى الجحيم بهدوئك لن أرتاح قبل أن أرسلك إلى المستشفى.
_رندا إسمعيني أنا...
و ها قد أصيب زيد لحجرة في رأسه فأسرعت رندا إليه قائلة بعيون دامعة
_آلمتك كثيرا؟
_ليس كثيرا.رد زيد و هو يضع يده على مكان الضربة فأضافت مشيرتا إلى قلبها بهدوء
_لكنه آلمني كثيرا.
_رندا إسمعيني أولا ثم أحكمي علي.قال زيد برجاء
_زيد فلنركز على القضية الآن.
_أوكي لكن سنتحدث بعدها.
_أوكي.
_ممتاز و الآن منك أن تحكي لي كل شيء بالتفصيل و ركزي على التفاصيل لأنها من تحدث الفرق
_أبدأ من خروجنا من الميتم؟!
_لا من يوم الحادثة.
_أوكي...و حكت رندا لزيد كل ما حدث في ذلك اليوم حتى أوقفها قائلا
_يعني كنت مع هارون قبل أن يبعث لك سامي تلك الرسالة بعد ساعة من ساعة من مراسلته و لم يجيب و أنت أصلا إنتظرتي ساعة حتى بعثتي له الرسائل التي لم يرد عليها.
_صحيح و بعدها وصلتني آخر رسالة ذهبت إلى العنوان المكتوب.
_ماذا فعلتي بالضبط قبل الخروج من الشركة؟
_جمعت أغراضي و تكلمت مع هارون ثم إتجهت إلى المركن أحضرت سيارتي ثم إلى العنوان.
_كيف ضاعت هذه عنهم الأغبياء؟
_ماهي؟
_رندا أظن أن أحدا يحاول إدانتكي من خلال تضليل الحقائق.
_إنه أحمد أنا متأكدة.
_رندا إنه ليس موضوعنا الآن لذا أخبريني عندما وصلتي إلى ذلك الموقع كم إستغرقت حتى إتصلت بالشرطة؟
_حوالي خمس دقائق حتى إستوعبت ما الذي يحدث.
_مع أنك تأخرتي إلا أنه في صالحك.
_يعني هناك أمل.
_براءة إن شاء الله.
_و بما أننا إنتهينا الآن لا تريني وجهك حتى يوم الجلسة.
_حسنا لكن سنتحدث بعدها.
_سأرى بذلك الشأن باي.
_باي أيتها الجميلة.
إنتهى اللقاء بين رندا و زيد و يبدو أن زيد وجد حل و بقي فقط يومان للجلسةو سنعرف ما إذا كانت ستدان رسميا أم تأخد براءة كما قال زيد محامي رندا الجديد
و ها نحن ذا أمام المحكمة الصحافة تملئ المكان و الشرطة تشكل حاجز كي لا يغزو الساحة
و يصل ذلك الجميل الغاضب يترجل من سيارته يمشي بغرور واضح تتقدم إليه صحافية و تقول بسرعة
_أستاذ أحمد ما تعليقك على الوضع؟
أبعدها بيده من طريقه بلا مبالاة
و تابع التقدم يفكر فيها فقط متشوق لها كثيرا مشتاق لطلتها التي تخطف الأنفاس يدخل القاعة و يجلس بالقرب من تلك الزنزانة الصغيرة الموجودة هناك إجتمع الناس و بعض القنوات الإخبارية
و هاهي ذي رندا تأتي على جانبها شرطية تمشي تتحدث بابتسامة مع زيد الذي يمسك الرداء
و الحقيبة و آخر جملتها سمعتها منه
_ثقي في سأخرجك من هنا. و قام القاضي بحركته المشهورة حيث ضرب بمطرقته قائلا
_هدوء هدوء من هو الضارب البادئ؟
_أنا سيدي القاضي المحامي زيد ناصر.
_تفضل.
_الجميع يعلم أننا هنا بخصوص قضية مقتل رجل الأعمال سامي راشد حيث أن موكلتي رندا صلاح متهمة بقتله فقط لأنها بلغت عن الحادث بعد وصولها إلى الموقع من خلال رسالة واتس آب من هاتف الضحية و هاهو ماحدث من المستحيل أن تكون موكلتي هي المسؤولة عن الحادث لذا أريد إستدعاء الأستاذ هارون مساعد الآنسة رندا الأول إلى منصة الشهود فلتتفضل معنا
_أستاذ هارون هل يمكنك إخبارنا بما حدث يوم المؤتمر الصحفي بالتفصيل الممل؟
_أكيد...بعدما إنتهينا من التحضيرات وصلت miss رندا بمفردها و بعد ساعة راسلت الأستاذ سامي و لم يرد و بعد ساعة بعث لها رسالة فأخبرتني أن أنظم مؤتمر صحفي في يوم آخر بعدها صعدت إلى مكتبها بإستخدام السلالم لأن المصعد كان معطل و نزلت مرة أخرى متجهة إلى المركن أخرجت سيارتها ثم إنطلقت.
_مشكور أستاذ هارون يمكنك الرجوع سيدي القاضي كما سمعنا الآن بعد تلقي موكلتي الرسالة من الضحية قضت ما يقارب النصف ساعة قبل الإنطلاق و المسافة بين الشركة و الموقع الجنائي تستغرق ربع ساعة إذن لدينا خمس
و أربعون دقيقة و الآن أريد إستدعاء موكلتي إلى منصة الشهود.
_آنسة رندا كم إستغرقتي من الوقت حتى إتصلتي بالشرطة؟
_بعد خمس دقائق من وصولي.
_شكرا آنسة رندا يمكنك الرجوع
و الآن سيدي القاضي لدينا خمسون دقيقة و الشرطة وصلت بعد خمس دقائق أيضا لذا أصبحت ساعة و مجرد ما وجدت الشرطة موكلتي هناك إعتبرتها قاتلة و أن كونها هي من بلغت هو دليل قاطع على ذلك غير أن تقرير الطب الشرعي يقول أن المغدور لفظ أنفاسه الأخيرة قبل ساعتين من وصولهم و الشرطة يعني المجني عليه فقد حياته تماما عندما تلقت موكلتي رسالته لذا أطالب بإسقاط التهم الموجهة ضدها و تحويل القضية إلى ضابط أكفئ من الأول كما أريد أيضا إعلام سيادتك بمتابعتي الشخصية للقضية حتى أجد القاتل الحقيقي و لا تغلق القضية ضد مجهول.
_ربع ساعة و ننطق بالحكم.قال القاضي فتوجه زيد إلى رندا قائلا
_لن تبقي هنا بعد الآن.
_شكرا زيد.
_لا عليك و الآن سنسمع الحكم.
_زيد ماذا لو قرر القاضي إعدامي؟
_سأحرق به المحكمة.
_لا أظنه سيفعلها.
_ليفعلها فقط و سيرى غضبي.
_زيد قلنا ماذا لو لا تتحمس.
و هاهو القاضي يضرب بمطرقته مجددا قائلا
_هدوء هدوء قررنا نحن القاضي
و من معه بأن المتهمة رندا صلاح...
Love you alllllllllllll😘😗
توقعاتكم
رندا ستدان أم لا؟
هل ستثبت برائتها أم لا؟
من هو القاتل الحقيقي؟

جميلتي ذات العيون الحمراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن