41

856 58 30
                                    


صفوف ما قبل فترة الغداء دائماً ما شعرت
أنها طويلة، ولكن صفوف اليوم على وجه
الخصوص بدت وكأنها تتحرك ببطيء شديد
بينما صوت دقات الساعة كان يتم حجبه
بالهمسات التي تصدح خلف ظهري

"إنه ذلك الشخص صحيح ؟ الذي قام
بخيانة الفتاة من العام الذي يلينا؟"

"كنت أراهما دوماً يجلسان معاً أثناء الغداء
وكانا يبدوان مُقربين، اعتقد أن هذا من
الممكن أن يحصل لأي شخص"

"هو حقاً لا حقاً لا يبدو من النوع الذي
يخون، يبدو عادياً جداً لكن أعتقد أنه حقير
أيضاً صحيح ؟"

"هه إنها خسارته لقول الحقيقة، هي
أفضل بكثير مقارنة به"

موجة من المرارة ارتفعت إلى حلقي وقشعريرة مؤلمة سيطرت على عمودي الفقري، أبقيتُ رأسي للأسفل بينما عرقي البارد يجعل من قميصي المدرسي يتعلق بظهري.

الكتب التي أمامي أصبحت ضبابية فرمشت
عدة مرات لمنع دموعي التي أرادت أن
تنهمر دون توقف.

مناقضاً لعاداتي دفتر ملاحظاتي كان خالياً
ما عدا بعض الخربشات وذهني كان بعيداً
عن المعادلات الكميائية والصيغ الرياضية.

"لسوء الحظ أعتقد أن هذا كل
ما لدينا اليوم"

تنهد معلم الرياضيات من صراخ الطلاب
المفاجيء لجرس الغداء ودفع نظاراته ذات
الإطار السميك بإصبعه الأوسط

"أتوقع منكم جميعاً إنهاء التمارين الواردة
في القسم من الكتاب المدرسي بحلول الفصل التالي" إندلعت جوفه من الآهات المتذمرة
حولي أثناء نهوضهم بالفعل من مقاعدهم
للهروب من حجرة الدراسة الخانقة.

بينما كنتُ أقوم بتجميع كتبي قوة اصطدمت
بظهري وجسدي بأكمله اندفع للأمام ليصطدم
بطرف الطاولة مما جعلني أتأوه من الألم.

"أوه آسف" فتى ما تمتم خلفي قبل أن يقوم
صديقه بوكزة  "يا رجل ليس عليك الإعتذار
إنه يستحق ذلك تماماً"

الفتى الذي اصطدم بي نظر إلي صعوداً
وهبوطاً بسرعة، قبل أن يظهر التعرف على
وجهه وتتحول تعابيره لإبتسامة ساخرة
وعينان باردتان

"أوه إنه ذلك الفتى أليس كذلك؟" ابتلعت
ريقي نحو الطريقة التي ضحك بها صديقه
بينما يومئ برأسه، قبل أن يتمكنا من قول
شيء آخر أمسكتُ كتبي بسرعة وعانقتها
نحو صدري

متوجهاً للخارج ورأسي للأسفل. تجاهلت
الناس الذين ملئوا الرواق والأعين التي خلفي
لم أنظر سوى إلى قدماي، ليس حتى وصلت
المسبح.

sheets Where stories live. Discover now