43

806 56 77
                                    

مع مئات الأعين علي شعرت وكأن صالة
الطعام تصبح أصغر وأصغر مع مرور الوقت.

تداخلت الأصوات والوجوه تشوشت عندما
اتخذت خطوة مرتعشة للأمام.

شعرت بأقدامي تصبح أثقل تتعثر على
الأرض بإرتباك فيما تصاعد الدم إلى رأسي
وتجمع في قدماي المخدرتان.

اصطدم كتفي بحشد من الناس الذين
بدوا أطول مني بكثير، أعينهم تخترقني
وابتساماتهم ساخرة.

الكلمات خدشت أذناي بينما شعرت وكأن
جسدي يحاول الخروج من قبضة أسلاك
شائكة مشدودة حول حلقي تخنقني.

إستطعت الشعور بالذعر ونبضات قلبي
الصاخبة فيما كنت أجاهد لإلتقاط أنفاسي.

إنهم يعلمون جميعهم يعلمون.

لم يكن من المفترض أن يكتشفوا الأمر هكذا.

كان من المفترض أن يحصل عندما أريد
وعندما يريد هيونجين ولكن أحداً ما أخذ
على عاتقه كشف ما يحق لنا نحن فقط كشفه.

لم أكن مستعداً لأن يعلم الآخرين عن الأمر
ولكنني كنت سأفعلها عندما أصبح متهيئاً

كنت سأصبح مستعداً لاكون نفسي أمام
العالم ولكن ذلك اليوم لم يكن اليوم.

أعلم هذا وهيونجين يعلم هذا وأنا متأكد أن
الشخص الذي كشف سري يعلم هذا أيضاً، ذلك الشخص لم يهتم للضرر الذي قد يسببه لي!

عندما اقتربت من مخرج صالة الطعام وزن
ما صدم كاحلي لأقع في الأرض. تأوهت بسبب
الالم في ركبتاي ومعصماي عندما وقعت
ودموعي أنذرت بالسقوط.

أحذية من الجلد وقفت أمامي ثم ركلت صدري
كما لو كنت حشرة "أوه أوبس" صوت حاد مليء بالحقد تحدث "كدت أن أدعس على قمامة "

ابتلعت ألمي وشددت على أسناني ناظراً
للأعلى، أول ما قابلني وجه ليلى الذي كان
يُحدق نحوي. رغم أن شفاهها الوردية كانت
تبتسم لكن أعينها حاقدة، تمسك هاتفها في
يدها وتمضغ علكتها بين أسنانها.

ببطء ليلى انحنت وأمسكت بشعري بينما يديها
ترفع رأسي بقسوة لتحدق في وجهي قبل أن تصدر صوت تقزز ثم تفلت شعري، فروتي حرقتني
بسبب أظافرها.

هي وضعت شاشة هاتفها أمامي فاتسعت
عيناي بينما ارتجفت نظرتُ إلى الصورة التي
على هاتفها والتي عبارة عن نافذة المطعم
وخلفها شخصان جالسان في الداخل بأعين
مغلقة وشفاه تتلامس.

أحدهما ذا شعر أسود قاتم بوشوم على ذراعه
أما الآخر فوجهه مخفي ولكن واضح بما فيه
الكفاية للتعرف عليه.

sheets Where stories live. Discover now