021

18.2K 711 635
                                    












[الرجل الميكافيلي]












ELLYN POV

محملة بصينية عليها بسكويت، قطعة خبز محمصة بالزبدة المالحة ومربى الفراولة ثم عصير البرتقال، وأدخل إلى غرفتي حيث تجلس ليا على السجادة تلعب بالدمى بحماس قليل.

- حان وقت الفطور! أردف بصوت عالي للفت انتباهها.
كنت آمل أن أحصل على ابتسامة صغيرة منها بدلاً من تعابيرها الحزينة لكنها تتذمر قائلة أنها لا تشعر بالجوع. أضع الصينية على المكتب ثم أنضم إليها لأجلس بجوارها.

- ليا، عزيزتي، لم تأكلي طوال اليوم. يجب أن تتناولي قليلاً..
تترك دميتها على الأرض لتعقد ذراعيها الصغيرين وتقطب حاجبيها بعناد.

- لم أعد فتاة صغيرة، إيلين، لذا أخبريني لماذا نحن هنا في منزل أندريا بدلاً من منزلنا. لم يزرني أبي بعد، أنا غاضبة جداً منه على عدم الوفاء بوعده. عند عودته، لن أتحدث معه أبداً! كما أنني أشتاق لأمي.. قولي، متى ستعود؟ تنهي بتنهيدة، وتنحني رأسها لتعبث بشعر دميتها.


ماذا سأقول؟

مواجهة هذا الموقف الفجائي هو فعلاً أصعب اختبارٍ عانيتُه في حياتي. كيف يمكنني أن أتحمل نظرتها الطفولية البريئة والمتأملة دون أن ينكسر قلبي؟
كيف لحياة طفل أن تقلب بمثل هذه القسوة. هل ستكون لدي الشجاعة حتى أعلن لها هذا الخبر المروع؟ موت مفاجئ دمرنا جميعاً.. على الرغم من الألم الحاد الذي يأكل كياني، كان من غير الممكن بالنسبة لي ترك ليا وحدها مع مارتا، خاصة أن والدها بعيد كل البعد عن القدرة على الاعتناء بها.

فقدان حياتي بدلاً من شقيقتي هو كل ما تمنيته، رؤية وفاتها أمام عيوني كان كابوسًا يفترس قلبي. لا يزال من الصعب بالنسبة لي أن أستوعبه،وأشعر وكأنها لا تزال موجودة دائمًا حولي. وليا لا تزال صغيرة وهشة، سلبها من حنان أها في هذا العمر الصغير أمر لا يُطاق لها وظلم بشكل فظيع في حقها، لا شيء يمكن أن يحل محل حب وحنان الأم..

أمسك بوجنتيها بين يداي ثم أضع قبلة لطيفة على جبينها، نظرتها الحزينة والمتجهمة تلتقي بخاصتي. نظرة حزن عميق تتركني بلا كلمات، ملائكي الصغير...


اَلرّجُل المِيكَافِيلِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن