"ما هذا؟"
عبست هيراس وحاولت بذل قصارى جهدها للحصول على نظرةٍ أكثر تفصيلاً.
على الرغم من أنها كانت ضبابيةً لأنها كانت بعيدة، إذا نظرت عن كثب، فإنها تبدو مشابهةً إلى حدٍّ ما للنمط الموجود على معصم هيلواز.
"مستحيل. هل هذا حقيقي؟"
تذكّرت كلمة 'أقارب' التي ذكرتها البائعة المتجوّلة.
إذا تعقّبت الرجل الذي لديه نمطٌ مشابهٌ للنمط الذي ظهر فجأةً في أحد الأيام، ألن تتمكّن من معرفة المزيد عن 'أقاربها'؟
سيكون من الرائع لو كان لديها شيءٌ مثل نظارات الأوبرا.
ولكن لسوء الحظ، لم يتم إعداد شيءٍ مشابهٍ لذلك.
لقد كان هذا مكانًا مخصّصًا للنظر إلى الساحة، وليس جمهورًا يشبه النمل الموجود في منصّات المتفرجين.
قام الرجل بقلب غطاء رداءه وبدأ يختفي وسط الحشد.
"أوه لا ...!"
كانت هيراس قلقةً للغاية لدرجة أنها قفزت في النهاية من المقعد على عجل، وبدأت في مطاردة ذلك الرجل.
"آنستي إلى أين تذهبين؟ آنستي؟"
على الرغم من أنها سمعت صوت بيتر يناديها من الخلف، إلّا أنها لم تستطع حتى تحمّل الطاقة للرّد بـ 'انتظر هنا للحظة'.
لم يكن بوسع هيراس إلّا تجري بأقصى ما تستطيع حتى لا تفوّت ذلك الرجل.
"انتظر لحظة، انتظر! اعذرني!"
بعد أن قالت كلّ أنواع الاعتذارات بينما كانت تشقّ طريقها بين الحشد، رصدت ظهر رجلٍ طويل القامة يرتدي رداءً من مسافةٍ بعيدة.
كان لدى هيراس حدسٌ أنها إذا افتقدته الآن، فلن تراه مرّةً أخرى أبدًا، وركضت كما لو أن حياتها تعتمد على ذلك.
"من فضلك، اسمح لي بالمرور من هنا!"
كان الرجل ذو الرداء الذي غادر الساحة يتجه نحو مبنًى رثٍّ مكوّنٍ من ثلاثة طوابق.
انزعجت هيراس، التي كانت مختبئةً بعيدًا، عندما شاهدته وهو يسير في الطريق المظلم تحت الأرض الذي لم يكن به حتى ضوءٌ على الحائط.
'في الأفلام، عندما يتبع شخصٌ ما آخر إلى مكانٍ مثل هذا، سيحدث شيءٌ ما بالتأكيد.'
لو كانت هيراس حاليًا في المسرح، وليس عند مدخل مبنًى رثٍّ مكونٍ من ثلاثة طوابق، لصرخت نفسها داخليًا 'لا تدخلي، إذا قلتُ لا تذهبي، فلا تدخلي!'
'هل عليّ أن أعود فقط؟ أو لا؟'
ومع ذلك، فهي لا تستطيع إخراج الأمر من عقلها. هل من الممكن للأشخاص الذين لديهم أنماطٌ مماثلةٌ مناقشة ما سيحدث في المستقبل؟
أنت تقرأ
هيـــراس وزينــون
Romance- بترجمتي - الوصف بأول فصل - يمنع نسخ الفصول ونشرها في أي موقع آخر حتى بوجود حقوقي بدأت : 9/6/2023