" جيت بوجهك الواحد ووقفاتك عن العشرين
و خابت ناسٍ بعيني ولا خيّبت لي هقوه "
_____
فِي الصبَـاح الباكّـر ، وإشراقـة السمَـاء ، وتحديّـداً عِند البحَر العاكَس لضوء الشمس وغيُوم السمَـاء.
السطَـول البحريّـة مستوطنَـة باطن البحَار ، لتوجيّـه ضربَات وقائية الى سفن العدو ، وِقف وجسَـده يهتّز وذلك يعُـود الى السفينّـة التِي تمّوج فِي البَحـار.
اشتدت مسكـته لسلاحه واستوقـف بطُـوله ، رفع السلاح بـإتجاهه عينيّـه وحدّد الهـدف وبثَـوانِي أطلق رصَـاصة تخترق جبَـهة العدو.
اشتدّ الرمّـي بيُنهم ، صـرخ سُلطـان وليّـست صرخة الضِعف وإنما الأنتبَـاه لضربات العدّو ، وقف وهُو يتفادى ضربَـاتهم بـشكّـل مُثير ومُبهر.
بعـد مِرور الخمسَ ساعات من الحَرب المتبادلة فِي أرض البحَار ، استوقف بجَـانب أسطولهُم البحرية وعلى ثغرة إبتسامة ساخرة وعيّـنه مصوبة على أسلحتِهم : صَـدق الّي شايّـل السلاح أرخمَـه.
أخَـذ غنائمَـه ، وأنجز مُهمتـه بالنجاح والكَمال.
خَرج من الأسطَول واستوقفت خطواته على الرمّـال ، شّـال الخُـوذة عن راسَـه واستوطنت بيّـن كفوفه السمَـراء والبارزة عُروقها ، حَرك الهبُـوب أطَراف شعَره ويتلاعَب به ، استنشَـق الهواء وزفر بهدوء وراحة ، تبدلت مَلامحَـه من الأريحيَة للشعُور بالمسؤولية ، اعتدل فِي وقفتـه وهُو يرَى اللـواء تُـركي بّن آل مهل آتيّـه بخطَواته السريعة.
نطـق العقيّـد سلطان ونبَـرة صُوته تدلّ على قلقّـه وعيُونه مصَوبة على مَلامح اللٰواء الغيّر مُريحه بالنسبة له ولقلبه : عسّـاه خيّـر
اللّـواء تُركّي نطق بمَلامح القلق ، ويرمّي قنابلّه بوجهه سُلطان : المقَـدم مشعّـل رهيّـنه بين آيادي العَدو
توسعَـت عيُونه من الخَبر ، الي داهمّه وشتّت أفكَاره وعبَث فِي أريحيته قبل ثَواني ، اكتفى بـ إنه ينطق بسؤال واحد يعبّر عن خُوفـه ولُومّـه لذاته : من متَـى وهُو بينُهم؟
نِطق اللّواء وهُو مَلاحظه ملامحه الي تبددّت للعصبيّـة ، وعُروقه البارزة : له ما يُقـارب ٤٢ سـاعة وهُو عندُهم.
رِفع عيُونه ناحيّـة تُركَـي ، وعقَـدته حاجبّـه الي ما عُمرها انفكّت ; زادت ضَربات قلبّـه ! نتيجَه لعصبيّـته ، كيّف أخذُوه ؟ وينَ كان ؟ وأيش كَان غافل فيّه ، يّكاد يبصم بالعشّر إن مشّعـل قد الثقّـة ، وقدّ الأمـانة ومسُتحيَل ينطق بحَرف لكَن كـان خُوفه منبّـع من اصَـالته كُون رفيّق الدرب في خطَـر.
مشَى بخطَـوات مُتسارعَـة وأشبه بالهرولة ؛ رِفع سمَـاعته السلكّيـة وهُو ينطق : شُجـاع شُجـاع تسمعنّي ؟
ثوانّي ووصـله صُوت شُجـاع : أمّـر
ركَـب سيّـارته وسكّـر البَاب لحَد مادوى صُوته بـ الأرجاء : أعرف لّي مَكان مشعّـل ياشُجاع ! أبي خريطَـة أرضه الأن
شُجـاع وَقف بتوتّر وهُو يعَرف جنُون العقيّـد وتفكيّـره : ماراح تُروح يَـ سُلطَان ، إسمَح لّي ماراح أرسل شيء.
رفع حاجبه وكـأن هالحكّي مانال على إعجَاب سمّوه : تمنـع العقيّـد ياشُجَـاع ؟
وكَان يقصد هنّـا إنه فعَـلا شُجاع انه أبدى رغبتّـه أمامه ماكَان يقصد الإسم نهائياً.
شُجَـاع حسّ بأطراف تعرقّه ونطق بهدوء : أمنَـع صاحبّي مُو العقيّـد ، لا تُروح لوحدك ومشَعل بجيّـبه لك ولحدّك.
لمَس طَرف شنبّـه والعنَاد مستوطن رأسه من لحظَة ولادته : حدّد المَوقع ، وأرسَـله حالاً واذا ماوصلنّـي ودّع رتبّتك يـ شُجّـاع.
قفَـل السماعات السلكيّـة وكأنه بـ الحركة هاذي يُوضح إنه يرفَض النقَـاش ، ماكَان يفهم أي شيء من الوضع الحَالي سُوى ان مشعَل ماراح يبقَـى ساعة زيادة فِي أيَـادي العدّو.
أنت تقرأ
رواية أاياَّ قلبٍ أخذ قيصرّ شمالكِ والجنوب أحتلهّا كِسرى
Romanceأول روايتِي ؛ لا اريد حَرق شُعلة الحمَاسة التِي تقطن فِي أعينُكم ولكَن ... روايتي تتحدّث عن إبن من الطبقَـة المُخمليّـة ؛ إبن الدبلُومَـاسي وصاحَب منصَب العقيّـد البحري رغُم سن سنّه ، يدخل الشكوك فِي قلبه بحَادثة وفاة زوجته وإبنتَـه... .... آلابن ا...