" لابغيت أسـج مـن سمح المحـيّا
شفت من وصفه على غيره حلايا "
——————————
⇙︎ جامعـة الأكاديمية صقـر آل جـّراح ︎⇘
بقـاعة الفنُون التشكيليّـة ؛ جاَلس بطـرف الطاولة ولابس بنطُلون أسود وتيشيرت أسود ؛ وجاكيّـت باللون البيّج على أكتـافه ؛ وبيَـده قهوة الأسبريسُـو ؛ وعلى شعَـره نظاراته الشمسيّـة ؛ رفع يدّه اليُسـرى وعيُونه مصوبة على الساعة ؛ مُابقـي ساعة فقط للإنتهـاء من المُحاضره ؛ اعتدل فِي وقفته وهُو يمشي بخطُوات ثابتة ؛ بيَن الطاولات وعيّـنه مصُوبه على رسُومـات الطُلاب والطالبَات ؛ استُوقف خَلف نجـلاء بالضبط ؛ كَانت ولازالت رسُوماتها بـاللّون الأسود ؛ اخفى كفُوفه بجيّب بنطُلونه ؛ كَان جلّ تركيَـزه عليها ؛ وعلى تفـاصيلها الِي مازادتّ الا فضَـول بعقلّ جسّـار ؛ انتبّه لطُـول شعرها ؛ وخصلاتها المُتناثره على وجهها ؛ ارفعت نجلاء كفّـها اليميّن وهِي تشيّل الربطَـه من شعرها وترجَع تلمّه بـ عشوائية ؛ طاحت عيُونه على يدينّـها وأثر الحَروق عليّـها ؛ وميلانه للّون الأقل درجة من لُون بشَرتها الحقيقي ؛ عقَد حاجبه من الجرح ؛ ومن انعـدام الألَوان ؛ بلعَ ريقه وحسّ على نفسّـه ؛ تنهّدَ بضيّق وهُو يكمّل ويلاحَظ رسُومات الطُلابَ لكِن بقى الأثر فيِ ذاكَرته .
وقَف بجَانب مكتبّـه وهُو ينطق ؛ اكتفيّـنا بهذا القَدر ؛ الأن حبدأ تحضير وتخرجُوا.
اخَذ لابتُوبـه وفِتح النظَام وادخَل رقَم الشُعبة ؛ وهُو ينطَق بهدُوء وعيُونه لازالت على اللابتوب : الإختبار النصِفي حيكُون الإسبُوع الجاي ، ممنُوع الأعذار باستثنـاء الاعذَار المستثنّـاه وفِي حال الغيّـاب حيتم اختباَركُم وحيُكون بنسبة ٨٠ بَالميّة مقالِي و٢٠بالميّه مُوضوعِي.
ضحَك احد الطُلاب بسُخرية : على أسَاس يا دكُتور اسئلتك ماهِي مقَالي.
اكتِفى جسَار بـإنه يرفَع جزء بسيَط من عينيه الِيه ؛ وابتسَم بسُخرية : ماذَكرت النسَب هبَاءاً يَاطَـالب ؛ رفَع وهُو يشيَر إلى إذنه : اصِغيّ الي جيّـداً
سكَت الطَـالب بإحراج من نضَرات الزمَلاء والزميّـلات.
بدأ يذَكر الأسَـاميَ ويردّون عليَه ويضيَع علامَة كوركت جانَب كُل إسم.
رِفع راسه وهُو ينطـق : فيّه احد ماذُكر إسمه ؟
رفعت كفّها وهِي مغطيّه نصفـها بَطرف كمّها ؛ نطـق بهدوء وثبَات من حركاتها الواضحَه إليه : اسمّك يـاطالبّة ؟
نطَقت بصُوت خفيّف جداً : نجـلاء آل ناصَر
هزَ راسه بـ الإيجاب وهُو كاد يحَلف يميـناً انه ماسمَع اسمها ؛ لكَن فهم خجلها وخُوفها وبدأ يبحَث عن إسمها ؛ لكَن للأسف ماهُو موجود بـ الكشَف الأسامّي.
فهَم ان تم إزالَتها من قائمة كُشـوفات الجَامعة بسبب عدَم دفعها للمبَلغ.
رفَع عيُونهَ لها وكانت تناظـره بكُل توتّر وكأنها فهمت السبب ؛ اخفضت راسها بخجل وبدأت تلعب بـالقلَم بُكل تّوتر وخُوف ؛ لكَن سُرعان ما ارفع رأسهَـا وهِي تسمعه ينطَق بصُوت جهُوري : عُذراً سقط اسمَك سهواً منِي ؛ تمّ حُضورك ؛ شكُـراً للجميع آلتقيكُم المُحاضرات الجاية.
خرجُوا الجميّـع ومَرت نجَـلاء من جَنب المكتَب حتى تقدّر تخرج ؛ اكتفَى بـ الهمس انهّ ينطق لها : انتظَرك فِي مكتبّي
خرج وهِي وقَفت بُخوف ابلَعت ريقهّـا وزمت شفايّفها بضيَق لحد مابرزت غمازاتهَا ؛ شدّت على كُتبهَا ومشت خلفّه ؛ دخلت خلفَه المكتَب وهُو يضَع كُتبَه على الطَاولة وشنطَة اللاب تُوب.
جَلس وهُو يفَتح اللاب تُوب ويَأشر لهَا بالجُلوس : اعطَيني بيَـاناتك
سردت له بيَاناتها الجامعيّه وهُو ينطَق برفَعة حاجب : أنا مُشرفَك الأكاديمي رَفع دقنَه بإستغَراب وهُو ينطَق : ما اذكَر انَك طالبَة من طالباتِي الأكاديمين ؟ انتِ غيرتي مُشرفك ؟
هزت راسها بـ لا وهِي تنطق : انت مُشرفِي من البداية.
سكَت وهُو لازال مُستغرب لأنه مامَرت عليّه بياناتها او شيء من هَذا القبيّـل.
رِفع نظَره لها وهُو ينطَق : انتِ عارفة ان تمَت ازالتك من كشُوفاتَ الجامعة بسبب عَدم دفعَك لمدَة أربع شُهور ؛ والقسِم الإعلامَي أرسلُولك رسَالة على الإيميَل يبلغُونك فِيها ؛ ليَش حاضره المُحاضرات؟ وعنَدك ايضـاً انذار من قسم سكَن الطالبَات بـ تفريَغ الغُرفة وزيَادة عليّها ما طَلعِتي من الغُرفة الى الأن ؟!
مَاكان مِنها آي جُواب سُواء الصَمت الي حَرق جُوفَها ؛ وعيُونهَا المُلتهَبة منِ دمَعاتهَا وكِتمَانها فِيها وتحَلف لها بـ الصعُود .
رِغم حَرارة جُوفها وعيُونها اليِ بالدمَع ممطُـورة اِلا انها جالَسة بـصلابّة يشهدّ لها فيِها قلبَها الحيّ.
عَقد حاجبَه من صَمتها واجمع كفُوفها ببَعض ويضَعها على شفتّه : المسَألة مسَألة فلُوس؟ اذَا كُرهه بـ الدراسة أو التخَصص ما أعتقد لأن درجَاتك عاليّة ولو استمريَتي على هذا المُستوى بتتخرجيّن على الأقَل بالمرتبّة الأولَى وحتى بِإمكانك تتعيّنين هنَا بمَنصب مُعيّـده.
هزَت راسها بالإيجَاب وهِي تنطق : الآن حفّرغ غُرفتِي يعطيّكم العَافية.
عَقد حاجبه باسِتغراب منهَا ومن صَمتها : لَيش السُكوت فِي مُطالبة حقُوقك ! ؟ ليَش توضَحين الصلاَبة وانتِ عيُونك تدمَع ؟
كُل انسَان يمّر بظروفَه مُجبور فيّها ؛ لكِن تعرفي آيش الفَرق بيّني وبيُنهم ؟ الإستمرَاريّه والتعايَش.
هُم متعايَشين على ظروفه ومستمَرين بالعيَش فيَها بُدون حوَل ولا قُوة ! لكَن رُغم ذَلكُم هُم يطَالبُون بحقُوقهَم.
اوَقفت مُستمعَه لحديَثه بُدون ماترفع عيّنها إليه ؛ كَان يكفيّـها كلامه الِي بنظَرها انه مايَفيد حالتهَا هيّ ولا يُواسِي همّها؛ لكَن سُرعان ما ارفعت راسهَا وهِي تسمَعه ينطق : حتكمّلِي بالدّراسة وراح احُولك الى درَاسة مُنتظَم والسبب يعُود الى درجَاتك العَاليّة حقّك وو وصَلك من الدرَاسة باقِي حقِي الي هُو المَال.
راح يتم خصمَه من مكافأتك الشهرية.
تُوسعَت عيُونها بخُوف وتقدمت خطُوات وباستغجَال وتوتر وكُل تفكيَرها تحّول لمجابهة الخطر : لا تكفى دكتُور لا مكافأتي لاتمسكُونهَا انت خلاص كثر الله خيّرك انا ماراَح أكمل.
انَدهش من تحّول حالتها من الهدَوء الى الربكة والتُوتر والتنَاقَض الي تعيَش ماتبّي راتبَها ينقَـص ولا تبّي تكمَل بالدراَسه يعنّي اكيَد المُكافأة بتُروح عليَها.
استَغرب من التناقُض الي عايَشه فِي هاذي الإنسَانه ؛ سكَت ولازالت عيُونه مَصوبة على عيُونهَا ؛ انتبّـه للرمَش المعكُوف بشكَل يشدّه ويجبّر على التأمّل ؛ يكَاد يحَلف انِ عيُونها صَلت بَه شرق، اخفضَ نظَره عنَها وهُو ينطَق بشَرود تامّ : وشَ سبب هالحَرق يَالنجَـلاء ؟
تُوسعت عيُونها وهِي تخفي الأثَر بَكمّ لبسَها وهِي تنطق : حَدث بالطفُولة وشغبَها
سكَت وهُو مَلاحظ كُل حَركاتها وتفاصيَلها سكت وهُو ينطَق : حتكمّلي بالدراسة هيّا اخرجي عِندي شَغل
مَاعطاها مَجال تجَادله طلعت وهِي تهمس لنفسَها: يوّيلي ياويلي والله خَالي بيذبحني والله لو عرَف بَنقصان المكأفاة.
أنت تقرأ
رواية أاياَّ قلبٍ أخذ قيصرّ شمالكِ والجنوب أحتلهّا كِسرى
Romanceأول روايتِي ؛ لا اريد حَرق شُعلة الحمَاسة التِي تقطن فِي أعينُكم ولكَن ... روايتي تتحدّث عن إبن من الطبقَـة المُخمليّـة ؛ إبن الدبلُومَـاسي وصاحَب منصَب العقيّـد البحري رغُم سن سنّه ، يدخل الشكوك فِي قلبه بحَادثة وفاة زوجته وإبنتَـه... .... آلابن ا...