٢٢-"أسترجاع ذكريات ما مضى!"

1K 30 17
                                    

"لا يحق لأحد أن يحطم حياة غيره، ومن يدمر حياة شخص أخر فإنه لا يبقى عليه إلا أن يعاقب نفسه بنفسه بعد ذلك... إذًا هو دمر حياة أحد فليمض فلينل العقاب"

"دوستويفسكي"
"الأخوة كارامازوف"

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

"كيف يفرض إنسان سلطته على إنسان آخر يا ونستون؟"

"فكر ونستون ثم قال:- بأن يجعله يعاني"

"جورج أورويل"

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

قيل بأن الإنسان يحتاج لقدر لا بأس به من الحب والأحتواء والتفاهم بحياته، ولكن ما الذي يجعله يتغاضى عن هذا الشعور ويحاول بقدر الإمكان قتله كعدو ينزف بوسط معركة صنعها بمخيلته!، يقف بعيدًا يشاهده غير قادر على قتله بالكامل!، يقف حائرًا!، يلوم نفسه أولًا!، فلقد مال لمن لا يجب أن يميل له، من بعث بجوفه حريق نشب بيد من كان يعتقد بأنه ملجئه الوحيد الأمن!، ولكن يراه ينقلب ليريه بأنه يستغله، يقوم بأيذائه، ثم يلتف حبال أكاذيبه حول عنقه مانعًا أياه من التنفس وكأنه يختنق موتًا، فإذا به يتجسد شعوره النقي كالعدو الذي أصبح يستفرغ جميع ما بجوفه كالدماء الفاسده، ليتمنى أن يهبه أحدهم موتًا رحيمًا!..

ظلت الأجواء حول الثلاثة متوترة، وغريبه بالنسبه لديانا وأوزوريس الذي حاول جذب أنتباه أوسركاف إليه عندما قبض على كفه بقوة، ولكنه لم يستفاق من حالة الشوق الممزوجة باللهفه التي تلبسته حين رأى أمامه تلك الملامح المصغرة والتي تشبه لحد كبير ملامح من رحلت منذ أعوام كثيرة مضت..

توسعت أعين ديانا بتفاجأ حين وجدته على مشارف الأقتراب منها وملامحه تنبعث منها اللهفه مع صدور كلماته الموجهه إليها:-

-"أيانا!؟، أهذه أنتِ حقًا!"

ولكن لم يستطيع الأقتراب ليجد من يجذبه من ذراعه للخلف مانعًا أياه من العبور إليها واقفًا أمامه كالسد المنيع متهجم الوجه كاشفًا عن نظراته الغاضبه قائلًا بتحذير صريح:-

-" ما الذي تظن نفسك فاعلًا!،"

أنقلبت الأوضاع حولهم حينما كشف الرجال من حولهم عن سيوفهم بأتجاه أوزوريس بتلقائية بأعتباره وبتلك اللحظة يحمل عدائًا واضحًا نحو زعيمهم، وعندما شعر أوزوريس بإضطراب الوضع حوله قبض على يد ديانا ليجعلها ملتصقة بظهرة ثم وزع من نظراته الحادة حوله متابعًا بصوت جهوري يحمل بين طياته التهكم:-

-" أهكذا تعامل ضيوفك!، بجعل رجالك يصوبون سيوفهم بوجوههم!؟:

تيقظ أوسركاف ورفع يده عاليًا لينبهه رجاله بالتراجع، ثم أمرهم تاليًا عندما قال:-

دَخيِلة فِي زمَن الفراعِنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن