٢٥-" الحب يجعلنى نُعاني!"

37 4 3
                                    

{ينتابُ المرء شعور هائل بالفراغ حين يعتاد أشخاصًا أو أماكن أو أنماطًا في العيش، ثم تنتزع منه..}

"جين ويبستر"
"صاحب الظل الطويل"

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

{ ينبغي علينا أن نشتري سعادتنا المُقبلة بآلام جديدة، فالآلم يُطهر كل شئ..}

" دوستويفسكي"
"مذلون مهانون"

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎


هل تؤمن بالحب الأبدي؟!، بالطبع ذلك السؤال صعبًا للغاية أليس كذلك!، حسنًا دعنى نُفكر بعمق الأن، فأن كان يتواجد الحب فبأمكاننا أن نجد الحب الأبدي بمكان ما صحيح!، أم أن الحب مُجرد مشاعر مؤقته تندثر مع مرور الوقت، فلا يوجد بما يسمى بالحب الأبدي!؟..

فما أجمل الحب، وما أجمله حين تقع به، الحب يعتني بقلبي المُحب للأحتواء، الحب يجعلني سعيد، يجعلني أصدق، أستمر، أؤمن، يجعلني أحيا...

ولكن على الرغم من ذلك، أنا لا أريد أن أقع بالحب، أنه سيئ، يجعلني أعاني، يجعلني أبكي، يجعلني غاضبة، تائهة، يتحكم بي بسهولة، فما أقبح الحب، أنه شديد القبح ليسحبك إليه كالمسحور...

ولكن إلي أين الفرار!، فالوقوع به قادم لا مُحال، لذا فالتأخذ نفسًا عميقًا وأستعد لمواجهة جميع تلك المشاعر المُتضاربة، ويُمكنك أن تعلم حينها أن كان الحب الأبدي مُتواجد بالفعل أم أنه مجرد خرافة!..

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

وكأن الموت ينتظره، يُحاصره، فلا يرغب به بسهولة، وبنفس الوقت يقوم بسحبه إليه بتدريج ليفلته مرة أخرى، أن لحظات أنتزاع الروح عصيبة، فما الأكثر من مشقةً أن تظل عالقًا بالمُنتصف هكذا مُنتظر تلك اللحظة ولا تعلم إلي أين يسحبك مصيرك حينها، أنه خائف، ينتظر بصبر شديد، التأهب، يستولى على ذهنه ذكرياته الماضية، لتُعرض أم عيناه واحده تلو الأخرى، يُحاول أن يُقاوم ولكن بكل مدى أنفاسه تتباطأ أكثر فأكثر، وما أسوأ شعوره وهو عاجز عن تحريك أصبعًا واحدًا فقط، أنه بات لا يعلم إلى متى سيظل هكذا!، فلحد علمه وبتركيزه الذي يُكاد ينعدم، فيعتقد بأنه على هذا الحال لفترة طويلة، أم أنه أصبح يُهلوس لتواجد جثة حوران أسفله، والتي يتهيأ له ببعض الأحيان بأنها تصرخ صرخات الأغاثة، ويشتم رائحة العفن التي التي أصبحت جزءً من أنفاسه المسلوبة، وشعر بالحشرات الأرضية تجوب بأسفله، ليشعر بهم يُغطوا جسده بأكمله، وهناك أصوتًا تصل لمسامعه، صوتًا لوالدته الحنون يليه صوتًا لوالده الحازم والصارم، صوتًا لصديقه بتاح الذي يُعلن مُهلهلاً بفوزه عليه بالنزال، صوتًا لأصطدام لنصل السيوف، صوت دوى للأنفجارات، صوت الصرخات المُتألمة للجنود بالمعركة، حتى صوتها هي، فقد كان رقيقًا عطوفًا مُتلهفًا تُنادي بأسمه لمرات لا تُحصى، لقد كان يُقاوم ليخرج صوتًا من فاهه المُمتلئ بالأتربة والرمال، ولكنه لم يكن بمقدرته تحريك شفاهه حتى، هل حان الوقت الأن!؟، هل قرر الموت أن يعطف عليه بتخليصه وقبض روحه بعدما أصبح جاهز لذلك!، فجسده تشنج أكثر، برودة جسده نخرت عظامه، فقط رفرفت جفناه البسيطه التي لم يكن قد فقدها هي الأخرى حتى الأن،
لقد أتى النور حقًا، أصبح يراه مُشوش أمامه، أصبحت الأصوات مُتداخلة بطريقة لا يتحملها عقله، بهت نوره ليرى ظلال كثيرة تتداخل فوق رأسه، شعر ببعض الأحمال التي تُزال عنه ليخف الثقل رويدًا رويدًا، ليجد نفسه يُسحب للأعلى فرأى الضوء بطريقة أكثر وضوحًا قبل أن يفقد وعيه بالكامل....

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: a day ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

دَخيِلة فِي زمَن الفراعِنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن