disorder

البارت السابع ﴿ حلم بسيط يتحقق ﴾

﴿ قد لايكون الموت بتوقف النبظ فقط فالإنتظار موت والملل موت واليأس موت وظلمة المستقبل المجهول موت﴾

غسان كنفاني

                                     
                                     

                                   

                                   

                                   

المال قوة و القوة هي كل شيئ ، المال هو مصدر السعادة ، مصدر الراحة ، مصدر الأمل ، مصدر الحياة ، لا ، لا، بل هو الحياة نفسها ، غبي من يضن أن المال لا شيئ في هذه الحياة ، أخبروني من لازال يفكر بهذه الطريقة!! ألازال هناك أشخاص يملكون هذا التفكير !!

السعادة ليست في المال!! تبا وألف تبا

أين هي السعادة إذن ! ها! إن لم تكن في المال أخبرني أين سأجدها إذا ؟!! أتذكر أبي ، أبي الذي عاش حياته كلها شاق ، منذ يقوم بفتح عينيه في الصباح وهو يملك وجهة واحدة ، منذ تعرفت عليه ، العمل ، فقط العمل ، حتى يأتي متعبا أواخر اليل ، فتكون وجهته سريره ، ليغمض عينيه تعبا ، أملا في بعض الراحة المؤقة ليستيقظ صباحا للعمل مرة أخرى ، وهكذا مرت حياته البائسة ، لم يضحك يوما ، لم يسترح يوما ، لم يشبع يوما ، والأهم أنه لم يحلم حتى ، لقد حرم نفسه حتى من أبسط حقوقه ، كان يريد فقط أن يعيش في سلام ، بعيدا عن المشاكل و الألام بعيدا عن الأحزان ، من دون جدوى

لازلت أتذكر كلمات أبي جيدا ، لقد صدقتها ذلك الوقت عندما كنت صغيرة ، كلمات جميلة ، قالها أصدق و أعظم شخص في حياة تلك الطفلة البريئة فكيف لاتقوم بتصديقها وقد خرجت من ثغر أبيها سندها وقدوتها ، حاميها ، وطنها ،أمنها وأمانها

" لاتركضي وراء المال ياصغيرتي ، لاتجعل من المال غاية تستميتين الوصول إليها ، إختاري أنت الحرية ، في زمن إختار فيه جميع البشر العبودية ، سترين أن الجميع يركض ليصل لغاية واحدة ، يظن الجميع أن المال هو مصدر سعادتهم ، هم فقط قاموا بحفض الكلمات التي تداولها الجميع على ألسنتهم ، قومي أنت بفهم الدرس بينما يقوم الجميع بحفظه ، وأعدك ستحصلين على أعلى نقطة من بينهم في إختبار الحياة وسيكون جزائك السعادة الأبدية ، راحة البال ونقاء القلب "

أنت مخطأ أبي ، مخطأ جدا ، لقد كان جزائي الدائم الألم فقط، لم أتذوق السعادة أبدا ، البؤس والشقاء ، أما قلبي لم يعد نقي ،بل تشقق وكسر ، تلاشى لأشلاء داس عليها بني البشر ، من يضنون أنهم أفضل مني ، أرقى مني ، وأنظف مني ، كذلك المعلم التافه ، وأول شخص لقنتني الحياة عن طريقه درسا ، لن أنسى وجهه ما حيت فهو أول شخص أراني مكاني الحقيقي في هذا العالم

"على الناس أمثالك أن تحلم أحلام بمستواها تاتيانا ، لا ترفع سقف أمالك كثيرا ، فسيكون المتظرر الوحيد أنت أيتها الصغيرة "