﴿ لست حزينا لأنك كذبت علي بل لأنني لا أستطيع تصديقك بعد الأن﴾
نيتشه
London.
06:07 PM
أمشي في شوارع لندن الباردة ، الغيوم الرمادية غطت سطح السماء وحولتها من زرقاء صافية مبهجة إلى لوحة كئيبة ، كما غطت ألامي وأحزاني تلك القطعة الصغيرة يسار صدري ، الشمس توشك على الغياب ، فاسحة مجالا لظلمة الليل لتطغى على الأجواء ، كما غابت السعادة من حياتي فاسحة مجالا لظلمة التعاسة أن تطغى على حياتي وأيامي .
يتعالى صوت خطوات أقدام البشر من أمامي مختلطة بصوت ضحكاتهم العالية، لكنها لم تطغى على الصوت الذي بداخلي ، صوت لطالما جاورني في حياتي حتى إعتدت عليه ، في جميع أوقات حزني و غضبي ، في أوقات فراغي و عملي ، حتى في لحظات فرحي التي أستطيع عدها على أصابع كف واحدة لندرتها ، وكيف لي أن أنساها فلولاها لما عرفت كيف يبدوا مذاق السعادة والفرح في حياتي وكانت الأولى عند نجاح عملية أمي بعد سنوات من المعاناة والمأساة ، الألم و التشتت بعد سنوات من ذرف أنهار من دموع الخوف والألم وفقدان الأمل ، أعطتنا الدنيا أملا وكتبت عمرا جديدا لجنتي .
أما الثانية فكانت في عمر السابعة عندما حصلت لأول مرة في حياتي على دراجة هوائية صغيرة مناسبة لحجمي كهدية أهداني إياها أبي وكان ذلك اليوم هو يوم ميلادي.
أتذكر جيدا فرحتي بها ، لدرجة أنني لم أنم تلك الليلة من فرط السعادة وبقيت في كل دقيقة أقوم بإيقاظ أخي سيباستيان من نومه و الذي كان ينام على السرير المقابل لسريري وفي نفس غرفتي نظرا لصغر شقتنا ، وأرجوه لكي يذهب معي للفناء الخارجي لكي أراها و أتأكد من وجودها وأني حقا لا أحلم وبعدها أقوم بتقبيلها وأعود مطمئنة لفراشي تحت تذمرات أخي المتواصلة بسبب إيقاضه من نومه ولكنه لم يرفظ يوما فلاطالما أيقضته من نومه في ساعات متأخرة من الليل إما لكي يوصلني للمرحاض لقضاء حاجتي بسبب خوفي من الظلام ليلا أو ليطمئنني عندما أحلم بكوابيس مزعجة لطالما عانيت منها في طفولتي، لا أعلم لما كنت أفعل ذلك ، ربما لأنني لم أكن مصدقة أني و أخيرا و لأول مرة حصلت على شيئ تمناه قلبي ، شيئ كنت أرسمه في خيالاتي قبل نومي ، لقد كانت شيئا بسيطا يمتلكه معضم أطفال الحي ، لكنها كانت بالنسبة لي شيئ عظيما كنجمة في السماء العالية وضعت في علبة وأهديت لي ، لي أنا من بين الجميع ، لكن لم تدم فرحتي تلك طويلا ففي صباح اليوم التالي وبينما يقوم أخي بتعليمي ركوبها ، إلتقيت بأبناء عمي في الحي و علمت عندها أنها دراجة إبنة عمي القديمة ، تخلص منها عمي عندما إشترى لها واحدة جديدة أفضل من القديمة و أغلى منها ثمنا وقد طلبها منه أبي ، بكيت كثيرا ذلك اليوم بأحظان أخي وشعرت بخيبة أمل كبيرة من أبي ، لكن لم أتحدث معه عن موضوعها أبدا ، رغم تساؤلاته الكثيرة عن سبب إمتناعي عن ركوبها منذ ذلك اليوم ، أراد أخي أن يتشاجر مع أبي فقد شعر بالخزي كثيرا هو أيضا لكني قمت بتهدئته راجيتا مع سيل من الدموع الحانقة ، فطبيعة أخي أنه شخص عصبي لايفكر مرتين قبل القيام بشيئ ما ، إستمريت في البكاء ذلك اليوم والنواح المتواصل حتى أخر الليل وقد ترسخت في ذهني فكرة أني شخص وضيع فقير لايستحق أن يحصل على مايتمنى حتى لو كانت أشياء بسيطة ، لا ، بل شخص لا حق له بالتمني أصلا ، وقد إعتقدت أني سأموت تلك الليلة من وجع قلبي وإنقباضات صدري لولا حظن أخي الدافئ وكلماته التي لا تزال عالقة في أذني للحظتنا
YOU ARE READING
disorder
Romanceأحيانا القطار الخطأ يأخدك إلى المحطة الصحيحة . هناك أكثر من مليون سبب يقف حائلا دون نجاح هذا الزواج تاتيانا... ولكنني الأن أقر بأنني أنا ويسلي آدم آلكسندر سأدمر الأسباب واحدا تلو الأخر حتى وإن كان أحدها أنتي يا نجمتي . في وسط ضجيج عقلي وسواد أفكاري...