﴿الحرية أن تنام ليلا دون أن تفكر بأحد ﴾
برنارد شو
يفضل قراءة الفصل في مكان هادئ.
لندن عاصمة الضباب
أتذكر يوما سائت حالة أمي كثيرا فإضطر أبي لأخدها للمشفى ليلا بعد أن إتصلنا به على الهاتف مرتعبين خائفين من فقدانها وهو بمكان عمله.
في تلك الفترة كانت حالة امي سيئة جدا ، أنهك المرض جسدها حتى أصبحت شديدة النحافة وجهها دائم الشحوب وعيونها غائرة ، لاتأكل شيئا ولاتستطيع التكلم إلا في بعض الأحيان القليلة التي تجبر نفسها فيها على النطق ببعض الكلمات وتدعي القوة أمامنا بعد أن ترى خوفنا الشديد وحزننا ونحن نرى أمنا في تلك الحالة البائسة أو أصوات انينها المتألم
نظرا لسوء حالتها قرر الأطباء إبقائها لفترة طويلة في المشفى وابي كان عند إنتهائه من العمل يتوجه مباشرة لزيارتها والبقاء معها في المشفى لغاية حلول موعد عمله الأخر
بسبب ذلك إضطررنا أنا وأخي على البقاء لوحدنا في المنزل لأسبوعان جاء أبي ليطمئن علينا فيه مرتين فقط يبقى خمس دقائق ويغادر ، كان الطعام المتبقي في منزلنا قليلا جدا وابي لم ينتبه لذلك بسبب إرهاقه و تعبه المستمر حتى اننا لم نتناول وجبة الطعام لمدة ثلاثة ايام متواصلة بإستثناء مياه الشرب
إشتد الجوع بنا وخاصة انا فقد كنت الأصغر لدرجة أنني بكيت من الم الجوع اما اخي فقد كان كبيرا كفاية ليدعي القوة وعدم التأثر رغم ان فرق العمر بيننا لايتجاوز السنتين
أتذكر انني نهضت من مكاني بعد أن بكيت بإستمرار حتى المني رأسي إضافة إلى الم بطني واخي يحاول إسكاتي ، مسحت دموعي وأخبرت اخي بأنني سأذهب للجيران وأطلب منهم بعض الأكل فأنا لم اعد استطيع التحمل لكنه غضب بشدة ووقف يصرخ بي حتى تسبب في دخولي لنوبة بكاء مجددا ، أتذكر كلماته لي جيدا وكانه قالها البارحة فقط حتى أنني اتذكر ملامحه وهو ينطق بها ، كانت عيونه متسعة ووجهه شديد الإحمرار بعد أن كان شاحبا لفترة ، صرخ بوجهي بغضب حتى إرتسمت شرايين رقبته وأصبحت ظاهرة للعين
" افضل الموت على أن امد يدي للأخرين ، لن أسمح لأحد بأن يتفضل علي لأي سبب كان"
حاولت إقناعه باكية وقد صرخت به بدوري وأنني من سيمد يده لاهو فأنا ساكاد اموت من الجوع لكنه أمسكني من معصمي وتكلم بحدة اخافتني
" عندما تهان اختي فسأهان انا أيضا ، إنتظري هنا وسأحظر لك طعاما لكن إياك وأن تتجرأي على فعل ماذكرته توا"
بعد ساعتين إستمريت فيهما في البكاء حظر اخي خالي الوفاض لايحمل بيديه شيئا وقد كانت ثيابه متسخة وعلامة حمراء تعتلي خده وكأن شخصا قد صفعه ، حدق بي لثواني قليلة وأخرج من جيبه تفاحتين قدمهما لي من فرحتي بهما نسيت ان أسئله عن العلامة التي إعتلت وجهه وإلتهيت في تناولهما بعد أن عرضت عليه ورفض قائلا أنه ليس بجائع
YOU ARE READING
disorder
Romanceأحيانا القطار الخطأ يأخدك إلى المحطة الصحيحة . هناك أكثر من مليون سبب يقف حائلا دون نجاح هذا الزواج تاتيانا... ولكنني الأن أقر بأنني أنا ويسلي آدم آلكسندر سأدمر الأسباب واحدا تلو الأخر حتى وإن كان أحدها أنتي يا نجمتي . في وسط ضجيج عقلي وسواد أفكاري...