﴿فاقد الشيئ يعطيه بالشكل الذي تمنى أن يحصل عليه ﴾
جبران خليل جبران
لم أكن أملك فارس أحلام كباقي الفتيات في سني ، الفساتين الجميلة ، مساحيق التجميل ، الكعوب العالية ، التسوق ، الحفلات ، النزهات ، كانت كلها بالنسبة لي أشياء بعيدة ، بل هي رفاهية للناس أمثالي .
لم أحب يوما ، ولم أعجب بشاب قط ، لم أخرج في موعد ، ولم أتعرف على شبان من الجنس الأخر ، حتى أنني لا أتذكر أني قد تواصلت مع شاب يوما أي نوع من التواصل، بصري كان أو جسدي حتى تواصل هاتفي ، عن طريق الرسائل أو أي نوع أخر ، حتى كلمات غزل لم أتلقى وصراحة لم أكن مهتمة بذلك ، ولم أفكر بها في حياتي كما تفعل أغلب الفتيات ، كل ماكنت أفكر به هو جمع المال ، العمل من أجل كسب المال ، إدخار المال لأجل علاج أمي ، كسب المزيد من المال لتخفيف العبئ عن أبي .
حتى أمر الزواج لم يختر يوما على بالي او يأخد حيزا من تفكيري ، هذا لا يعني أني ضد فكرة الحب ، العلاقات الغرامية ، أو الزواج .
أنا مقتنعة أن الزواج أمر لابد منه في الحياة ، من الجميل أن تلتقي بشريك تحبه وتحترمه ، تنشئ معه عائلة تفتخر بها ،تشتمع في بيت دافئ تأنس وحدتك ، شريك يحمل معك ثقل الحياة وأعبائها لا أن يزيد ثقلها أكثر عليك .
هناك أشخاص تأمن أن الوحدة نظام حياة ويفضلون العيش به ، من حقهم ذلك فلكل مايفضله ويرغب به ، كل شخص له مبادئ يؤمن بها ويقدسها وأنا كإنسان أحترم ذلك ، ولست ضدهم ، أنا أيضا أحب الوحدة وأحتاجها إليها أحيانا رغم أنني لست بشخص إنطوائي ، لكنني كإنسان أشعر أحيانا أنني أحتاج للحظات أكون بها بمفردي ، أصفي ذهني وأنظم أفكاري ، أشحن بها طاقتي وأريح نفسي ، أن أكون حرة بدون قيود تضغط علي ، لا أسرة لاقانون ولا تقاليد وكل مايدور حولي يكون من إهتماماتي ، بعدها أعود للمجتمع الخارجي ، لأستطيع التعايش مع الأخرين من بني جنسي .
لكن أن يعيش المرأ طول حياته وحيدا فهذا أمر أخر تماما ، لن يشعر بالسوء وفضاعة الأمر عندما يكون في فترة شبابه و بكامل قوته ، يفعل مايريد وقتما يريد ، ويحصل على مايريد كيفما يريد ، هو في هذه الفترة يتفادى البشر والعلاقات بإرادته لأنه مكتفي بنفسه ، يستطيع توفير حاجياته والدفاع عن نفسه ،لكن عندما يكبر ويتعدى مرحلة الشباب عندما يصبح في الستينات والسبعينات حيث تتلاشى قوته ويصبح في أقصى أوقات ضعفه ، عندما يحتاج للرعاية والمساعدة الحب والإهتمام ، أشخاص تفكر به وتخاف عليه ، أشخاص تساعده وتخفف عنه وحشته ووحدته لن يجدها ، عندما يرى من بسنه وسط دفئ عائلاتهم ، ضجيجهم وصخبهم الذي كانوا يمقتونه ويهربون منه سيصبح هو هدوء قلبهم ، عندها سيدركون قيمة العائلة ، وأن ضجيج العائلة هو هدوء القلب .
YOU ARE READING
disorder
Romanceأحيانا القطار الخطأ يأخدك إلى المحطة الصحيحة . هناك أكثر من مليون سبب يقف حائلا دون نجاح هذا الزواج تاتيانا... ولكنني الأن أقر بأنني أنا ويسلي آدم آلكسندر سأدمر الأسباب واحدا تلو الأخر حتى وإن كان أحدها أنتي يا نجمتي . في وسط ضجيج عقلي وسواد أفكاري...