البارت العاشر ﴿سيباستيان ﴾

1.2K 80 28
                                    
















﴿فاقد الشيئ يعطيه بالشكل الذي تمنى أن يحصل عليه ﴾

                                               جبران خليل  جبران




















لم أكن أملك فارس أحلام كباقي الفتيات في سني ، الفساتين الجميلة ، مساحيق التجميل ، الكعوب العالية ، التسوق ، الحفلات ،  النزهات ، كانت كلها بالنسبة لي أشياء بعيدة ، بل هي رفاهية للناس أمثالي .

لم أحب يوما ، ولم أعجب بشاب قط ، لم أخرج في موعد ، ولم أتعرف على شبان من الجنس الأخر ، حتى أنني لا أتذكر أني قد تواصلت مع شاب يوما  أي نوع من التواصل،  بصري  كان أو  جسدي حتى تواصل هاتفي ، عن طريق الرسائل أو أي نوع أخر ، حتى كلمات غزل لم أتلقى وصراحة لم أكن مهتمة بذلك ، ولم أفكر بها في حياتي كما تفعل أغلب الفتيات ، كل ماكنت أفكر به هو جمع المال ، العمل من أجل كسب المال ، إدخار المال لأجل علاج أمي ، كسب المزيد من المال لتخفيف العبئ عن أبي .

حتى أمر الزواج لم يختر يوما على بالي او يأخد حيزا من تفكيري ، هذا لا يعني أني ضد فكرة الحب ، العلاقات الغرامية ، أو الزواج  .

أنا مقتنعة أن الزواج أمر لابد منه في الحياة ، من الجميل أن  تلتقي بشريك  تحبه وتحترمه ، تنشئ معه عائلة تفتخر بها ،تشتمع في بيت دافئ تأنس وحدتك ، شريك يحمل معك ثقل الحياة وأعبائها لا أن يزيد ثقلها أكثر عليك  .

هناك أشخاص تأمن  أن الوحدة نظام حياة  ويفضلون العيش به ، من حقهم ذلك فلكل مايفضله ويرغب به ، كل شخص له مبادئ يؤمن بها ويقدسها وأنا كإنسان أحترم ذلك ، ولست ضدهم ، أنا أيضا أحب الوحدة وأحتاجها إليها أحيانا رغم أنني لست بشخص إنطوائي ، لكنني كإنسان  أشعر أحيانا أنني أحتاج للحظات  أكون بها بمفردي ، أصفي ذهني وأنظم أفكاري  ، أشحن بها طاقتي وأريح نفسي ، أن أكون حرة  بدون قيود  تضغط علي ، لا أسرة لاقانون ولا تقاليد وكل مايدور حولي يكون من إهتماماتي ، بعدها أعود للمجتمع الخارجي ، لأستطيع التعايش مع الأخرين من بني جنسي .

لكن أن يعيش المرأ طول حياته وحيدا فهذا أمر أخر تماما ، لن يشعر  بالسوء وفضاعة الأمر عندما يكون في فترة شبابه و بكامل قوته ، يفعل مايريد وقتما يريد ، ويحصل على مايريد كيفما يريد ، هو في هذه الفترة يتفادى البشر والعلاقات بإرادته لأنه مكتفي بنفسه ،  يستطيع توفير حاجياته والدفاع عن نفسه ،لكن عندما يكبر ويتعدى مرحلة الشباب عندما يصبح في الستينات والسبعينات  حيث تتلاشى قوته ويصبح في أقصى أوقات ضعفه ، عندما يحتاج للرعاية والمساعدة الحب والإهتمام ، أشخاص تفكر به وتخاف عليه ، أشخاص تساعده وتخفف عنه وحشته  ووحدته لن يجدها ، عندما يرى من بسنه وسط دفئ عائلاتهم  ، ضجيجهم وصخبهم الذي كانوا يمقتونه ويهربون منه سيصبح هو هدوء قلبهم ، عندها سيدركون قيمة العائلة ، وأن ضجيج العائلة هو هدوء القلب .

disorder Where stories live. Discover now