الفصل الرابع والعشرين ﴿ أعطني فرصة ﴾

2.3K 189 123
                                    


﴿ الطيبون جدا هم من يحبون جدا ويخسرون جدا جدا ﴾

هنري ديفيس

                                      

من نسى الأحداث فليعد قراءة الفصل الاخير لقراءة افضل

أمي سأستطيع أن ألعب بالسيارة أليس كذلك ؟؟"

سألني جونثان بلهفة ينتظر ردي ، مددت يدي أمسح على شعره الناعم بينما اهز برأسي أن نعم

" أجل صغيري ، يمكنك أن تفعل أي شيء تريده"

إبتسم لي بإتساع يسفق بيديه الصغيرة ، يكاد يحلق من السعادة منذ أن اخبرته أن نتجهز لنذهب لمنزل أخي وأصدقائه ، أضن أن المكان قد أعجبه منذ أخر مرة ذهبنا له ، وخصوصا اهتمام فابيوا به وطريقته الممتازة في التعامل معه رغم إنطوائه ورفضه للجميع

لقد أصر علي فابيوا أن اتي لازورهم وأقضي بعض الوقت معهم وعبر لي عن إشتياقه لجونثان في أخر مكالمة لنا البارحة ليلا ،

كان يستمر في الإتصال بي منذ تلك الليلة رغم رفضي  لإتصالاته فقد كنت ولازلت في حال سيئة ، تلك الليلة المشئومة التي جرحت فيها مشاعر إنسان وكسرت قلبه متعمدة في لحظة إنهيار ، لم ولن أسامح نفسي أبدا على مافعلته ، لازالت نظرته المنكسرة ولمعة الحزن في عينيه عالقة في ذاكرتي ، لاأعلم كيف تحولت لذلك الشخص وبأي طريقة خرجت تلك النسخة مني ،

تشمت بمرضه الذي لم يخبر به أحدا والذي يراه شيئا ينقص من رجولته ، اظهر لي ذلك مرارا لكنني كنت سيئة كفاية لأستغل ذلك وأجرحه كوسيلة لإخراج الألم العالق داخلي

لم أرى آلكسندر منذ تلك الليلة ، مر أسبوع كامل ولم يعد للمنزل ، في الايام الثلاث الأولى إلتزمت المكوث في الغرفة دون أن أخرج حتى لجلب الطعام لجونثان كما كنت أفعل في العادة ، لم يأتي أحد أو يسئل عنا ، حتى أن لاأحد قد اكتشف غياب آلكسندر عن المنزل ، لو متنا جميعا لم يكن لينتبه أحد لامرنا

في اليوم الرابع  اجبرت نفسي على النهوظ والإستحمام  عندما لاحظت أن جونثان اصبح حزينا وخاىفا معضم الوقت لعدم حركتي أو تفوهي بأي كلمة ، كما عدم إجابتي له في كل مرة يسىل فيها عن والده

خرجت ذلك اليوم من الغرفة  وطبعا لم أسلم من الكلمات المتشمتة بي بسبب شجاري ذلك اليوم مع زوجي

سئلت عن مكان ايدين لأسئله عن آلكسندر ، كان ذلك اليوم هو يوم رحيله وعائلته من المدينة ، أخبرني أنه قد أوصله لفندق ما وعاد بعد ذلك بسبب إصرار آلكسندر الذي رفض بقاىه معه

تآكل داخلي من تأنيب الضمير  وقد حاولت أن أخد منه أي معلومات عنه  ، كيف يعيش لوحده ، من سيعتني به ، يطعمه  ويعطيه دوائه ، هو لايستطيع حتى الذهاب للحمام لوحده لكنه  أخبرني بانه لا يملك فكرة ، أتذكر ذلك اليوم كيف صرخت به  باسلوب فض بسبب غضبي  وكيف لم يهتم لإبن عمه ويعود للفندق ليسئل عن حاله ويطمئن عنه وهو بتلك الحالة ، كان شخصا طيبا ومحترما لم ينزعج من اسلوبي الغير لائق واخبرني بلطف أنه قد عاد فعلا لكن آلكسندر  كان قد غير مكانه بالفعل

disorder Where stories live. Discover now