﴿ الحب السامي المثالي يترفع عن الثرثرة ، ويشع كالفجر ، ويصمت كالقبر ﴾
فيكتوري هوغو _البؤساء
كاد قلبي أن يتوقف لسرعة نبضاته ، لطالما إعتدت على التظاهر بالقوة أمام الأخرين ، وإخفاء ضعفي وخوفي خلف إبتسامة مزيفة أو كلمات كاذبة بنبرة ثابة لكي أتفادى شفقتهم علي والأهم لأني كنت أمقت فكرة أن أكون أنا دائما الحلقة الأضعف في السلسلة ، كرهت ولازلت أكره فكرة أن أكون ضعيفة في عين الأخرين .
لكن عندما أقابل ذلك الرجل الذي كان واقفا أمامي قبل لحظات قليلة فقط تتلاشى كل قواي وتختفي الأفكار من عقلي ، أشعر أمامه وكأني عاجزة عن إخفاء حقيقتي ، عندما أنظر لعينيه يراودني شعور أنني مكشوفة أمامه وأن كل جهودي في التظاهر ستذهب هباءا ، وكأنه متأكد من حقيقتي التي أسعى جاهدة لإخفائها ، حقيقتي التي لطالما حاولت الهرب منها.
تقدمت بخطواتي الثقيلة قاصدة وجهتي الوحيدة ، المنزل ، فهو المكان الوحيد الذي يستطيع حمل ثقل جسدي و روحي معا ، فتحت الباب فسقطت نظراتي على باب الغرفة حيث ينام أخي و كالفن ، أردت حقا أن ألقي نظرة على أخي حتى لو كان نائما يكفيني أن أرى وجهه وأمسح على شعره الناعم ، لأتأكد فقط من انه بخير وقد إنتهى ذلك الكابوس البشع ، فلربما يطمئن قلبي ولو قليلا ، لكني رفظت الفكرة وأخرجتها من رأسي ، فصديقه كالفن معه ، ليس من المريح أن أدخل للغرفة وهو هناك ففي النهاية هو شاب غريب عني ولديه خصوصية يكفي أن أخي يتقاسم معه غرفته بسببي ، لاأريد أن أزعجه أو حتى أن يشعره وجودي بعدم الإرتياح ، لذا تقدمت لغرفتي فتحت بابها وأرتميت على سريري حيث بدأت رحلة التفكير وخلق السيناريوهات السوداوية التي إعتاد عليها عقلي ، ربما لثلاث ساعات مستمرة حتى أخذني عالم النوم .
في الغد إستيقضت صباحا حوالي الساعة العاشرة ، توجهت مباشرة لغرفة أخي لأطمئن عليه دققت بابه مرة ، مرتين ، ثلاث ، لكنه لم يفتح ، أستغربت الأمر وبدأت نبضات خافقي تتسارع لذا فتحت الباب بسرعة ودخلت الغرفة وعندها وجدت اخي مستلقي على فراشه أرضا نصف جسده مغطى والنصف الأخر لا ، فمه مفتوح قليلا ويخرج منه صوت جخير ليس بمزعج عندها أدركت أنه يغط في نوم عميق جدا ، لما لم تخطر ببالي فكرة أن يكون نائما أو ربما يعمل خارجا لذا لم يفتح لي الباب ، لابد أني إعتدت على الخوف والجزع في حياتي لذا أصبح كل ماأتصوره سوداوي ، لاأستطيع أن أتخيل شيئ من غير مخاوفي
عدلت غطائه ، فتحرك جسده ببطئ فتح عينيه نظر لي قليلا ثم أعاد إغماضهما معلنا نومه ، إنه لطيف حقا ، لو رأه شخص وهو نائم هكذا كطفل بريئ فلن يصدق أنه حقا نفس الشخص الذي يتحول إليه عندما تسوء حالته ، ياليته يتخلص من هذا ويعود سيباستيان أخي اللطيف الذي إعتدت عليه في طفولتنا ، فقط تمنيت في قلبي لعل الحياة تسمع رجائي فتحن علي وتحقق مطلبي ، فهذا كل ماأجيده ، لاأملك قوة أو مال أو سلطة في يدي لأغير وضعيته أو وضعيتنا ، لوكنت أستطيع ذلك لفعلت منذ زمن.
YOU ARE READING
disorder
Romanceأحيانا القطار الخطأ يأخدك إلى المحطة الصحيحة . هناك أكثر من مليون سبب يقف حائلا دون نجاح هذا الزواج تاتيانا... ولكنني الأن أقر بأنني أنا ويسلي آدم آلكسندر سأدمر الأسباب واحدا تلو الأخر حتى وإن كان أحدها أنتي يا نجمتي . في وسط ضجيج عقلي وسواد أفكاري...