البارت الحادي عشر ﴿ زواج ﴾

1.3K 66 27
                                    

﴿ الحب السامي المثالي يترفع عن الثرثرة ، ويشع كالفجر ، ويصمت كالقبر ﴾

فيكتوري هوغو _البؤساء

كاد قلبي أن يتوقف لسرعة نبضاته ، لطالما إعتدت على التظاهر بالقوة أمام الأخرين ، وإخفاء ضعفي وخوفي خلف إبتسامة مزيفة أو كلمات كاذبة بنبرة ثابة لكي أتفادى شفقتهم علي والأهم لأني كنت أمقت فكرة أن أكون أنا دائما الحلقة الأضعف في السلسلة ، كرهت ولازلت أكره فكرة أن أكون ضعيفة في عين الأخرين .

لكن عندما أقابل ذلك الرجل الذي كان واقفا أمامي قبل لحظات قليلة فقط تتلاشى كل قواي وتختفي الأفكار من عقلي ، أشعر أمامه وكأني عاجزة عن إخفاء حقيقتي ، عندما أنظر لعينيه يراودني شعور أنني مكشوفة أمامه وأن كل جهودي في التظاهر ستذهب هباءا ، وكأنه متأكد من حقيقتي التي أسعى جاهدة لإخفائها ، حقيقتي التي لطالما حاولت الهرب منها.

تقدمت بخطواتي الثقيلة قاصدة وجهتي الوحيدة ، المنزل ، فهو المكان الوحيد الذي يستطيع حمل ثقل جسدي و روحي معا ، فتحت الباب فسقطت نظراتي على باب الغرفة حيث ينام أخي و كالفن ، أردت حقا أن ألقي نظرة على أخي حتى لو كان نائما يكفيني أن أرى وجهه وأمسح على شعره الناعم ، لأتأكد فقط من انه بخير وقد إنتهى ذلك الكابوس البشع ، فلربما يطمئن قلبي ولو قليلا ، لكني رفظت الفكرة وأخرجتها من رأسي ، فصديقه كالفن معه ، ليس من المريح أن أدخل للغرفة وهو هناك ففي النهاية هو شاب غريب عني ولديه خصوصية يكفي أن أخي يتقاسم معه غرفته بسببي ، لاأريد أن أزعجه أو حتى أن يشعره وجودي بعدم الإرتياح ، لذا تقدمت لغرفتي فتحت بابها وأرتميت على سريري حيث بدأت رحلة التفكير وخلق السيناريوهات السوداوية التي إعتاد عليها عقلي ، ربما لثلاث ساعات مستمرة حتى أخذني عالم النوم .

في الغد إستيقضت صباحا حوالي الساعة العاشرة ، توجهت مباشرة لغرفة أخي لأطمئن عليه دققت بابه مرة ، مرتين ، ثلاث ، لكنه لم يفتح ، أستغربت الأمر وبدأت نبضات خافقي تتسارع لذا فتحت الباب بسرعة ودخلت الغرفة وعندها وجدت اخي مستلقي على فراشه أرضا نصف جسده مغطى والنصف الأخر لا ، فمه مفتوح قليلا ويخرج منه صوت جخير ليس بمزعج عندها أدركت أنه يغط في نوم عميق جدا ، لما لم تخطر ببالي فكرة أن يكون نائما أو ربما يعمل خارجا لذا لم يفتح لي الباب ، لابد أني إعتدت على الخوف والجزع في حياتي لذا أصبح كل ماأتصوره سوداوي ، لاأستطيع أن أتخيل شيئ من غير مخاوفي

عدلت غطائه ، فتحرك جسده ببطئ فتح عينيه نظر لي قليلا ثم أعاد إغماضهما معلنا نومه ، إنه لطيف حقا ، لو رأه شخص وهو نائم هكذا كطفل بريئ فلن يصدق أنه حقا نفس الشخص الذي يتحول إليه عندما تسوء حالته ، ياليته يتخلص من هذا ويعود سيباستيان أخي اللطيف الذي إعتدت عليه في طفولتنا ، فقط تمنيت في قلبي لعل الحياة تسمع رجائي فتحن علي وتحقق مطلبي ، فهذا كل ماأجيده ، لاأملك قوة أو مال أو سلطة في يدي لأغير وضعيته أو وضعيتنا ، لوكنت أستطيع ذلك لفعلت منذ زمن.

disorder Where stories live. Discover now