disorder

البارت الثاني والعشرين ﴿سأحميك ﴾

﴿ لاشيئ يضاهي رائحة من نحب ولو إعتصرت فرنسا بأكملها في قنينة عطر ﴾

محمود درويش

حدقت بشعر جونثان الناعم أمسح عليه اعدله بيدي بينما لازلت أشعر بنظرات والده لي

ثواني ثم دار وجهي بدون إذن مني أوجه نظراتي لآلكسندر وقد إتضح فعلا أنه لايزال يحدق بي ، وقع تواصل بصري بيننا لثواني معدودة تحمحم بعدها مرطبا حلقه الجاف ثم دار بوجهه للأمام سريعا

فعلته قظت على فتات الثقة التي كنت أمتلكها بخصوص شكلي ورغبة قوية تمالكتني كي أمسح هذا الطلاء الأحمر الفظيع من على شفاهي

مرت بضع لحظات قضيتها في تأمل القصر من الداخل حتى إختفت أصوات ضجيج جميع الحظور ليحل محلها صمط كان كالنعيم بالنسبة لي

رفعت حدقتي اراقب مايحدث في المقدمة فلاحظت بعض الرجال كبار السن ببدلات عسكرية انيقة يقفون هناك

" لما أنت متفاجئة بهذه الطريقة هي في النهاية حفلة ترقية اتضنيننا جئنا لنجتمع على طاولة واحدة ونتناول بعض الوجبات "

أدرت حدقتي لصديق آلكسندر بعد أن خاطبني ضاحكا مما جعل تلك الفتاتان تضحكان بهدوء نظرا لهدوء المكان
وأجزم أنهما لو لم يكونا في مكان راقي كهذا لسمعت اصوات ضحكهما وإستهزائهما بي من الخارج

" لست متفاجأة ، انا فقط اتأمل الأجواء لكي لا أشعر بالملل"

قلتها أمسح على شعر جونثان مشغلة يدي لأنقص القليل من توتري وخجلي فضحك مجددا

" أنت كزوجك تماما ، انظري لآدم ملامحه توحي بأنه قد جاء بعد أن وضع احدهم مسدسا على رأسه ، لطالما كان يكره الحفلات و لايزال يفعل"

ادرت رأسي جزئيا أتامله فوجدته يوجه نظراته الحادة للرجال في المقدمة بينما يقطب حاجبيه حتى تكاد تتلاقى متجاهلا صديقه الذي يخاطبه

" لم يكن يحظر أي حفلة بإستثناء حفلات التكريم ، ينتظر تكريمه ثم يغادر سريعا "

كان صديقه ينظر لي بينما يتكلم عن آلكسندر الهادئ حيث وجه الأخير نظراته الحادة لصديقه ونطق بصوته الخشن إثر إدمانه على التدخين

" أغلق فمك "

" لما اتخجل من أن اتكلم عن عيوبك أمام زوجتك !! إنها الحقيقة أنت شخص إنطوائي "

وجه نظراته لي ثم واصل

" مارأيك تاتيانا ، الاترينه شخصا إنطوائيا ؟ لقد تزوجتما منذ فترة بالتأكيد ستكوني قد ادركتي ذلك"

آلكسندر شخص إنطوائي!!!

في الحقيقة أنا لم أقم بأحاديث معه لأميز شخصيته وطريقة تفكيره ، لكنني لاحظته قليل الكلام والإختلاط خصوصا مع عائلته ، كان معي بالغرفة لمدة لابأس بها لكنه لم يتكلم مع أي أحد على الهاتف وهذا يدل على أنه لايمتلك اصدقاء مقربين ربما بسبب طريقته الفضة في الحديث وأسلوبه المتغطرس لكن أن يكون شخصا إنطوائي فهذا لم أتوقعه منه أبدا