البارت الثاني عشر ﴿ إهانة ﴾

1.3K 76 57
                                    

﴿يميل الناس للمبالغة في كل شيئ إلا أخطائهم ، فهم يرونها لاتستحق النقاش ﴾

                                                         سقراط

لندن

06:02 PM

أقف وسط جموع الناس التي اتت لحظور حفل زفافي ، مرتديتا فستاني الأبيض بجانب اكثر رجل يكرهني ،  وللسخرية  لأعقد قراني منه ، الجميع ينتظر أن ينطق بكلماته ، الكل ينتظر القبول بينما أنا أنتظر الرفض ، ياترى ماذا سيكون رده ، هيا بسرعة ، لم تعد لي طاقة لانتظر اكثر إن كانت نعم  أولا فلن تفرق بشيئ معي

" أنا أقبل "

حرك شفاهه ناطقا بهاتين الكلمتين ، كلمتين قصيرتين بسيطتين لكنهما كانا بالنسب لي أثقل من الجبال وزنا ، ليس الأمر وكأنني كنت أنتظر أن تحدث معجزة ما مثلا وأنا برفقته أرتدي ثوب الزفاف الأبيض وسط أفراد العائلة والمعازيم في حفل راقي ببيتهم لكنه يظل بالنسبة لي أمرا لا أستطيع تقبل حدوثه

" يمكنك تقبيل العروس"

يالها من مهزلة ، أكثر شخص يكرهني قد أصبح فعلا زوجي ، زوجي الذي أجزم أنه يفضل الموت شنقا على أن يقوم بتقبيلي ، زوجي الذي يضنني قد سلطت كعقوبة عليه.

جال بعينيه المحيطية على كل أفراد القاعة الذين يحدقون بنا ، ثم ثبتهم علي إقترب مني بضع خطوات حتى صار لايفصل بيننا سوى الهواء الذي يسري في الجو
رفع بكفيه الطرحة البيضاء فأصبحت رؤيتي واضحة جدا ،أستطيع الأن أن أرى ملامحه الجادة بوضوح ، مال قليلا بجسده لتقليص فرق الطول بيننا ثم قرب وجهه من وجهي حتى أصبحت شفاهه تكاد تلتصق بجبيني لكنها لم تلمسها بقي هكذا لثواني ثم إبتعد ، حدقت به فوجدته ينظر لي ثم إقترب مني ثانيتا وتحديدا مال بجانب أذني هامسا لي

" أفضل أن تحرق شفاهي على أن تلمسك "

ثم إبتعد مبتسما تحت تسفيقات المعازيم الحارة وأصوات ضحكاتهم العالية يضنون أنه غازلني بكلمات جميلة بينما في الحقيقة كان يلقي علي سمومه التي من المفترض أن أعتاد عليها فأنا متأكدة أني سأسمع وأرى ما هو أسوء منها ، يضن أنه سيجرح كبريائي هكذا ، وكأنني أهتم لأمره أو أحترق شوقا لكي يقبلني ، لايعلم أنني أجبرت على القبول به كزوج   ، حتى أنا لو إنقرضت كل رجال العالم لم أكن لأقبل بك لكنها الحياة من أجبرتني

" مبارك لكما"

كان هذا السيد جيم برفقت زوجته قد تقدموا منا وقاموا بتهنئتنا

" شكرا لكما"

شكرتهما بإبتسامة قد كابت لرسمها على وجهي ، بعدها تقدموا كل من إخوته وزوجاتهن ، عمه وزوجته التي إلتقيتها عندما حظرت لأول مرة  وقد قاموا بتهنئتنا هم كذلك إضافة لبعض الأشخاص الأخرين الذين لم أعرفهم ، بعدها جائت لينا  وإحتضنتني مع إبتسامة واسعة لاتفارق وجهها

disorder Where stories live. Discover now