﴿مع الوقت إعتدت على الصدأ كما إعتادت التماثيل على التعب من التحديق في الأزمنة ﴾
دوستويفسكي
فورا خرجنا معا وصعدنا الدرج المتحرك حتى وصلنا للطابق الرابع توجهنا للمحل وبدأنا بالبحث عنه ، كان محلا كبيرا مليئا بالفتيات ، واصلنا التقدم والبحث في كل ركن منه حتى رأيناه أخيرا وياليتني كنت لاأستطيع الرأية حينها ، يجلس أرضا منكمشا على نفسه في زاوية بعيدة عن الناس حيث لايستطيع أحد رأيته ويبكي بصمت وكأن لاصوت له ، وكأنه طفل يتيم لايمتلك أهلا او عائلة ، هنا ادركت أن كلمة أمي لاأستحقها ، الأمومة مسؤلية لايستطيع شخص مثلي أن يتحملها ، ظننت أن الحب والمشاعر التي اكنها له هي اهم شيئ لكنها ليست كذلك ، الحب وحده لايكفي ، الحب وحده لاشيئ ، لاشيئ مطلقا.
"جونثان، صغيري"
ناديت عليه بصوت مهتز بالكاد أخرجته بسبب كثرة بكائي ، رفع رأسه فبان وجهه شديد الإحمرار والبلل بسبب الدموع نظر لنا ثم نهض وركض ناحيتنا بسرعة ، إستعديت لإحتضانه لكنه وقع فجأة قبل أن يصل لنا بسبب صندوق موضوع أرضا لا أعلم لما وضعت لعنته هناك ليتسبب بوقوع صغيري
شهقت بقوة وتقدمت مسرعة له رفعته من الأرض حاملتا إياه وإحتضنته لي فغرس وجهه برقبتي وإرتفعت شهقاته حتى باتت كل مايسمع في المكان ، قبلت رأسه عدة مرات ثم حاولت إخراج رأسه من رقبتي لرأية ملامحه والتأكد من أن لا أدى وقع له لكنه رفض ذلك وأستمر في البكاء والنواح بقوة حتى شعرت بأنفاسه الساخنة تضرب جلد رقبتي ودموع عينيه قد بللتها
بقيت هكذا محتضنة جسده الذي يرتعش وأمسح على شعره الناعم بكف يدي وأستطيع أن أشعر بكفيه الصغيرتين تشداني على معطفي رغم ارتعاشهما وكأنه يريد الإختباء داخلي
" جونثان صغيري ، لقد إنتهى ، أنت بأمان الأن لاتقلق صغيري"
خرج صوته مهتزا ناطقا بكلمات متقطعة وسط شهقاته كانت مئلمة لخافقي كأنها قطعة زجاج حادة قد غرست به، وزادت من تأنيب ضميري أضعافا
" لما تركتني لوحدي أمي"
شددت على حظنه أكثر ولو كان بإستطاعتي لأدخلته داخل روحي وإمتصسط الخوف من قلبه أو لو كانت لي قدرة لمحوت هذه الذكرى اللعينة من عقله او عدت بالزمان ووضعته بحضني وأحطته بدفئي ثم عدت به للمنزل ، ملاكي الصغير البريئ بينما كان يجب ان اغرقه حبا ودفئا وطمأنينتا لأعوضه عما فاته تسببت بمضاعفة الخوف والرعب في حياته ، لن أسامح نفسي لما عشته اليوم بسببي صغيري ، لن أفعل أبدا .
" أنا أسفة صغيري ، أسفة لهذا ، أعدك أني لن اتركك بعد الأن أبدا "
نزلنا من الطابق الرابع إلى الخارج حيث ركن آلكسندر سيارته وقد كنت أتبع خطواته المسرعة بمشقة وأنا أحمل جونثان المتمسك بي
YOU ARE READING
disorder
Romanceأحيانا القطار الخطأ يأخدك إلى المحطة الصحيحة . هناك أكثر من مليون سبب يقف حائلا دون نجاح هذا الزواج تاتيانا... ولكنني الأن أقر بأنني أنا ويسلي آدم آلكسندر سأدمر الأسباب واحدا تلو الأخر حتى وإن كان أحدها أنتي يا نجمتي . في وسط ضجيج عقلي وسواد أفكاري...