الفصل السادس والعشرين ﴿ كلانا محطمان ﴾

2.4K 164 94
                                    

﴿ الرغبة في أن تكون محبوبا هي الوهم الأخير ، تخل عنها وستكون حرا ﴾

مارجريت آتوود

"علمني كيف أعيش آلكسندر"

  تجمدت عينيه علي دون حراك ، ثواني ولاحظت تقوس شفاهه  في إبتسامة لطيفة لتظهر أنيابه الجانبية

  " لاتوجد طريقة محددة للعيش ،إفعلي ماترغبين في فعله فقط ، كل ماتحبه نفسك قومي بفعله بالطريقة التي تناسبك وتشعرين بأنها تشبهك "

" لكنني لاارغب في فعل شيئ ، أنا لا أحب أي شيئ إطلاقا "

" الجميع يملك أشياء يحبها وإن لم يكن يحبها فحتما سيملك أشياء هو معجب بها أو ربما متشوق ويملك فضولا لتجربتها "

هززت رأسي نفيا لقوله بينما الشعور بالضيق داخلي يتضاعف فهو يغلق الباب الوحيد الذي فكرت في ترقه وسط إستسلامي للحياة ، ظل يحدق بي طويلا فنزعت الفكرة من رأسي وفرقت بين شفتي لأطلب منه إنزالي لأعود لوحدتي لكنه نطق مانعا إياي من ذلك

" ربما قد إنطفأ شغفك لكل الأشياء التي مررت بها ، رغم أنه لايمكن الجزم بأن كل مامررتي به كان سيئا  فحتما كانت هناك اشياء جميلة إما لم تنتبهي لها لتعمقك في مآسيك أو أنك  غبية كبقية البشر وهذا ليس بمستبعد ، لما إذا لاتفكرين في تجربة اشياء جديدة لم تفعليها من قبل "

زفرت انفاسي بثقل أمام وجهه

" لقد أخبرتك أنه لارغبة لي في فعل أي شيء "

اشحت بوجهي عنه ثم قلت

" أريد العودة للغرفة "

وصلته رسالتي فنزل بجسده من على ظهر الحصان  ثم مد ذراعيه ينزلني ، تحركت خطوة لكنه منعني بعدها يثبط حركتي فرفعت نظراتي له

" هل جربتي كل شيء بالحياة أنت ؟؟ لم تري منها أكثر من واحد بالمئة لايزال أمامك الكثير لتجربته ربما بين تلك الأشياء ستجدين مايأسر قلبك وينعش شغفك"

" لاطاقة لي لتجربتها كما لارغبة لي في ذلك ، حديثي معك الأن بحد ذاته مرهق بشكل لايحتمل "

ترك ذراعي يبتعد عني بضع خطوات ثم أمال رأسه للجانب يحدق بي

" مالذي ستفعلينه إذا ؟؟ النوم ؟؟ لاخبرك بشيئ ايتها الإيطالية ، الفراغ يضخم غالبية الشعور، يضخم الشعور بالعاطفة ، الشعور بالتعب ، الشعور بالألم ، الشعور بالخوف ، الشعور بالإستنزاف والإستحقار والضعف ، الفراغ هو العدو الحقيقي للإنسان بعد نفسه وأكبر نقمة قد يواجهها المرء في حياته وأثق أن الغارق بإنشغالاته يكون متزنا بإنفعالاته اتجاه الحياة  "

كنت اصغي إليه بينما عيني المرهقة تحدق في الحصان بجانبنا فواصل بصوت ثخين وخشن إثر التدخين المتواصل وبأسلوب ثابت كما إعتاد دائما

disorder Where stories live. Discover now